الدوحة - سيف الحموري - أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، أن جولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى كل من جمهورية الفلبين وجمهورية بنغلاديش الشعبية ونيبال، تشكل محطة جديدة في تطوير العلاقات مع آسيا، مشيدا بحرص سموه على توطيد أواصر التعاون بين قطر ومختلف دول العالم.
وقال سعادته: إن هذه الجولة ستعمل على تعزيز أواصر الصداقة والتنسيق والتعاون والمصالح المشتركة مع هذه الدول في مختلف المجالات، كما ستدفع بالعلاقات البرلمانية إلى آفاق أرحب، وستعزز الجهود البرلمانية الرامية إلى التقريب بين الشعب القطري وشعوب تلك الدول الصديقة، في ضوء العلاقات المتنامية التي تجمع قطر بالدول الآسيوية.
ولفت سعادته إلى ما تحظى به العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى والبرلمانات الآسيوية من أهمية كبيرة نظرا لما تتميز به دولة قطر من مكانة إقليمية وجغرافية واقتصادية، مكنتها من أن تصبح شريكا استراتيجيا للدول الآسيوية، فضلا عن الدور السياسي الإقليمي المهم الذي تلعبه قطر على الساحة الدولية، مما مكنها من بناء علاقات ثنائية متينة وراسخة مع الدول الآسيوية.
وأشار إلى أن دولة قطر دعمت الأهداف الأساسية التي قامت عليها مبادرة حوار التعاون الآسيوي، وفي مقدمتها تعزيز العلاقات البينية بين الدول الأعضاء، وتنسيق المواقف السياسية، وتوطيد أوجه التعاون في مختلف المجالات، وتحقيق المصالح المشتركة.
ونوه سعادته بقيام مجلس الشورى ببناء علاقات برلمانية راسخة مع برلمانات الدول الآسيوية، خاصة أن المجلس يحظى بحضور بارز في الجمعية البرلمانية الآسيوية.
وأوضح أن لمجموعة الصداقة البرلمانية مع الدول الآسيوية دور مهم في توطيد وتعزيز العلاقات من خلال الاجتماعات الثنائية والزيارات المتبادلة، لافتا إلى أن مجلس الشورى سيعمل على تعزيز تلك العلاقات وتنميتها، بما يسهم في دعم وتعزيز توجهات البلاد نحو تنمية العلاقات مع دول آسيا.
وأوضح سعادته أن العلاقات بين شعوب منطقة الخليج -التي يشكل الشعب القطري جزءا منها- والشعوب الآسيوية بمختلف أبعادها الثقافية والحضارية والسياسية والاقتصادية هي علاقات راسخة ومتجذرة، مشيرا إلى العلاقة التاريخية التي تربط قطر بهذه الدول من الناحيتين التجارية والثقافية منذ مرحلة ما قبل النفط.
وأضاف أن الأدب العربي والخليجي يزخر بالتراث الثقافي الغني الذي تناول الثقافات الآسيوية بالدراسة والتحليل، وقد كان لذلك أثر كبير انطبع في ثقافتنا وموروثنا، وأثر إيجابي على العلاقة الاجتماعية بين الجانبين، مما أسهم في توطيد العلاقات بين دول الخليج والدول الآسيوية، فضلا عن الإسهامات البارزة للعمالة الآسيوية في النمو الاقتصادي، الذي شهدته دول الخليج العربي خلال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى تأثيرات اجتماعية كبيرة لدى شعوب الدول الآسيوية.
وقال سعادته إن مجلس الشورى يعمل على دعم تلك العلاقات التاريخية وتعزيزها وتنميتها في شتى المجالات، مشددا على الدور الفاعل للمجلس في مجال الدبلوماسية والعلاقات البرلمانية، والانفتاح على العالم ثقافيا واجتماعيا بما يواكب الدور الذي تلعبه الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية، وتطلعات الشعب القطري، ونقل وجهات نظره حيال مختلف القضايا والملفات.
وأكد أن استراتيجية دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي من أجل تحقيق التنمية المستدامة، كما أنها تنتهج التوازن والاحترام والمصداقية كأساس لعملها، وتبنيها لحسن الجوار والصداقة والتعاون في التنمية المشتركة، إلى جانب جهود الوساطة والدعوة إلى الحوار كأساس لحل جميع الخلافات، مما بوأ دولة قطر مكانة إقليمية وعالمية ينظر لها باحترام وإعجاب.
وقال سعادة رئيس مجلس الشورى في ختام تصريحاته لـ/قنا/: إن الشعب القطري يسير خلف خطا قيادته الحكيمة، التي لم تألو جهدا في تعزيز مكانته وتحقيق آماله وتطلعاته، حيث يحظى الشعب القطري بمكانة متميزة لدى كافة شعوب المنطقة والعالم، لما يتميز به من أصالة وكرم وتمسك بالقيم والتعاليم الإسلامية، وهذا يعد انعكاسا لنهج القيادة الرشيدة التي تنتهج سياسة متوازنة مبنية على الإخاء والتعاون، مؤكدا أن مجلس الشورى يدفع إلى ترسيخ هذه الصورة الإيجابية، ويبذل كل ما في وسعه لتحقيق المزيد من التنمية والازدهار للشعب القطري، وفق توجيهات القيادة الرشيدة.