الدوحة - سيف الحموري - د. علي محمد الصَّلابي
هذا الكتاب الخامس (صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الأفريقي) يتحدث عن دولة الموحدين، فيعطي صورة واضحة عن مؤسس الدولة محمد بن تومرت ويوضح عقيدته المنحرفة والأسس الفكرية التي قامت عليها دعوته الباطلة، ويبين أعماله الظالمة والجائرة، ويقف على حقيقة الصراع مع دولة المرابطين.
يتكلم الكتاب عن بواعث القتال وسفك الدماء وهتك الاعراض عند الموحدين ويسلط الضوء على المراحل التي مرت بها دعوة ابن تومرت والاسباب التي اتخذها للوصول الى اهدافه ويشير الى أهمية تحصين الامة بعقائد اهل السنة والجماعة حتى تسلم من العقائد الفاسدة والدعوات الباطلة والمناهج المنحرفة، ويعطي نبذة مختصرة عن سلاطين الموحدين ابتداءً من عبد المؤمن بن علي الذي سقطت على يديه دولة المرابطين ووحد الشمال الأفريقي بقوة السلاح والذي وضع معالم سياسية لدولة الموحدين سار أبناؤه واحفاده عليها من بعده، ويتكلم عن المعارك الفاصلة في تاريخ الموحدين مثل معركة الأراك التي قادها ابو يوسف يعقوب المنصور في عام 591هـ فيتعرض لوصف حي للمعركة وأسباب انتصار المسلمين فيها والنتائج التي ترتبت عليها ويثني على المجهودات العظيمة التي بذلها السلطان يعقوب المنصور من أجل اصلاح عقائد الموحدين والاقتراب بهم من منهج أهل السنة والجماعة، ويتحدث عن طلب صلاح الدين الأيوبي من السلطان يعقوب المنصور بإمداده بالسفن والمعدات الحربية، ويذكر الأسباب التي منعت السلطان يعقوب من تلبية طلب صلاح الدين والوقوف معه في جهاده ضد الصليبيين.
ويسلط الأضواء على الثورات التي قامت في الاندلس والمغرب الاقصى والأوسط والأدنى ضد دولة الموحدين وكيف تعامل الموحدون مع هذه الثورات وما أسبابها وما الآثار التي تركتها تلك الثورات في الشمال الافريقي؟.
ويقف وقفات متأملة مع اسباب سقوط دولة الموحدين، فيشير الى السنن الآلهية والأسباب القريبة والبعيدة التي ساهمت في سقوطها.
ويتحدث عن الدويلات في الأندلس والشمال الافريقي، فيتكلم عن مملكة غرناطة وأسباب صمودها ودور المرينيين حكام المغرب الاقصى في الوقوف مع مسلمي الاندلس ويتعرض لسقوط غرناطة ومحاكم التفتيش ويقف عند الأسباب التي ساهمت في ضياع الاندلس ويتكلم عن دولة بني مرين في المغرب الاقصى ومنهجها التي قامت عليه ومحاولاتها المستمرة لتوحيد الشمال الافريقي ويتحدث عن اسباب سقوطها وكيف تولى الوطاسيون الحكم بعدهم ثم كيف انتزعه السعديون منهم ويثني على اعمال السلطان عبدالملك السعدي الذي حقق نصراً عزيزاً على نصارى البرتغال في معركة وادي المخازن بالمغرب الأقصى في عام 986هـ والذي استشهد في المعركة وتولى أخوه أبو العباس أحمد المنصور القيادة من بعده ويمضي بالقارئ الكريم الى فترة انهيار الدولة السعدية ليقف على أسباب سقوطها ومجيء الأشراف العلويين لحكم المغرب الأقصى.
ويتعرض لدولة بني عبدالواد في المغرب الأوسط ويتحدث عن تنظيمهم الإداري واسباب بقائهم لمدة ثلاثة قرون ويقف على اسباب سقوطها وكيف جاء العثمانيون المجاهدون وانتزعوا المغرب الاوسط من قبضة الاسبان الغزاة.
ويتحدث عن الدولة الحفصية في افريقية واسباب قيامها ونظام ولاية العهد عندهم وعلاقة الدولة الحفصية بطرابلس الغرب ويقف على اسباب سقوط الدولة الحفصية وكيف جاء العثمانيون المجاهدون وحرّروا طرابلس من فرسان الدين يوحنا.
إن هذا الجهد المتواضع لم يأت بجديد وإنما هو جمع وترتيب ومحاولة للتحليل والتفسير للأحداث التاريخية التي وقعت في تلك الحقبة الزمنية، فإن كان خيراً فمن الله وحده وإن أخطأت السبيل فأنا عنه راجع ان تبين لي ذلك والمجال مفتوح للنقد والرد والتعليق والتوجيه. وهدفي من هذا الكتاب:
1- بيان خطورة الدعوات التي بنيت على أسس فكرية منحرفة، وعقدية فاسدة.
2- أهمية تحصين الأمة واجيالها بعقيدة أهل السنة والجماعة وتربية أبنائها عليها حتي يسهل للأمة معرفة المعتقدات الباطلة والمناهج المنحرفة التي تخالف القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وإجماع العلماء الراسخين.
3- تسهيل مبدأ الاعتبار والاتعاظ بمعرفة أحوال الدول وعوامل بنائها، وأسباب سقوطها، والنظر في سنن الله في الآفاق وفي الأنفس والمجتمعات.
4- التعريف ببعض العلماء العاملين والفقهاء الراسخين الذين سقطوا شهداء في ساحات الجهاد ضد الحاقدين.
5- اثراء المكتبة الاسلامية التاريخية بالأبحاث المنبثقة عن عقيدة صحيحة وتصور سليم بعيدة عن سموم المستشرقين، وافكار العلمانيين الذين يسعون لقلب الحقائق التاريخية من أجل خدمة اهدافهم.
6- كشف المغالطات التاريخية التي أضفت على المفسدين ثوب الاصلاح وجعلتهم من زعماء الامة ومن قادتها العظام.
7- بيان أن حركات الاصلاح التي تستحق التقدير والاحترام من الأمة هي التي سارت وتسير على منهج أهل السنة والجماعة في العقائد والعبادات والاخلاق والمعاملات.
8- بيان أن الذين كفّروا المسلمين، وسفكوا دماءهم وهتكوا أعراضهم بأنهم قادة في الفساد والدمار والاجرام.
هذا وقد قمت بتقسيم الكتاب الى ثلاثة فصول:
الفصل الاول: محمد بن تومرت ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الاول: اسمه ونسبه ورحلاته في طلب العلم.
المبحث الثاني: البعد التاريخي عند ابن تومرت.
المبحث الثالث: مسيرة العودة وخطواته الحركية.
المبحث الرابع: الأسس الفكرية والعقدية لدعوة ابن تومرت.
المبحث الخامس: المنهج التربوي والسياسي عند ابن تومرت.
الفصل الثاني: ويشتمل على اربعة مباحث:
المبحث الاول: عبدالمؤمن بن علي.
المبحث الثاني: أبو يعقوب يوسف.
المبحث الثالث: أبو يوسف يعقوب المنصور.
المبحث الرابع: الخليفة الموحدي أبو محمد عبدالله الناصر.
الفصل الثالث: الاندلس والشمال الافريقي بعد سقوط دولة الموحدين. ويشتمل على اربعة مباحث:
المبحث الاول: مملكة غرناطة.
المبحث الثاني: دولة بني مرين.
المبحث الثالث: دولة بني عبدالواد.
المبحث الرابع: الدولة الحفصية.
ثم الخلاصة.
وأخيراً أرجو من الله تعالى أن يكون عملاً خالصاً لوجهه الكريم وأن يثيبني على كل حرف كتبته ويجعله في ميزان حسناتي وأن يثيب اخواني الذين اعانوني بكافة ما يملكون من أجل اتمام هذا الكتاب.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك،
«وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين».