الارشيف / حال قطر

خريج مؤسسة قطر يروي لـ «العرب» مغامرته المشوّقة: رحلة عقدين في المدينة التعليمية

الدوحة - سيف الحموري - تضم دفعة خريجي وايل كورنيل للطب - قطر هذا العام، خريجا قضى كل المراحل التعليمية بين جنبات المدينة التعليمية، فمن قاعات أكاديمية قطر- الدوحة، المفعمة بالنشاط، إلى الفصول الدراسية المزودة بأحدث التجهيزات في وايل كورنيل للطب - قطر، مرورًا بأكثر المختبرات تطورًا في سدرة للطب؛ تلك كانت رحلة صلاح محمود، أو لنقل مغامرته المشوقة، التي بدأت فصولها الأولى في مؤسسة قطر قبل أكثر من عقدين، وفتحت له أبوابًا كان يظنّها لا تُفتح.
لم يكن عُمْر صلاح قد جاوز الرابعة عندما ألحّ على والديه أن ينقلاه من مدرسته السابقة، لينتهي به المطاف بالانضمام إلى مؤسسة قطر، التي لم يغادرها منذ ذلك الحين.
مثلت لحظة تخرج صلاح في وايل كورنيل للطب - قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، الذكرى الأعز إلى قلبه، واللحظة التي حصد فيها ثمار سنين من الاجتهاد والمثابرة. يقول صلاح لـ «العرب» مستذكرًا عامه المدرسي الأخير: «بعد عام طويل من الواجبات والامتحانات وطلبات التقدم إلى الجامعة، اجتمع الفصل بأكمله ليحتفل، ولآخر مرّة معًا، بالشوط الطويل الذي قطعناه جميعنا».
ويضيف: «هذه ذكرى مميزة بالنسبة لي لأنه كان إنجازًا كبيرًا، وكان من الرائع الاحتفال به برفقة الأصدقاء. ومع أن الأمر بدا حينها وكأنه نهاية رحلة طويلة، فإنه كان بداية رحلة أطول وحافلة بالتحديات». 
اختار كثير من أصدقاء صلاح محمود في أكاديمية قطر -الدوحة، إحدى المدارس المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، مسارات مختلفة بعد التخرج من المدرسة الثانوية، وانتهى بهم الأمر في أنحاء مختلفة من العالم. أما هو فقد اختار البقاء واستكشاف ما تقدمه مؤسسة قطر، وهو خيارٌ لم يُتِح له فرصة الانضمام إلى برنامج طبي عالمي المستوى وحسب، بل وفّر له أيضًا شعورًا بالألفة والراحة، وهي توليفة لا تقاوم بالنسبة لصلاح.
يبين صلاح: «خياري بالبقاء في قطر، أو في مؤسسة قطر، لا يعني إطلاقًا أنني كنت أتخلى عن أي شيء أو أفرّط بفرص التعليم أو الوظائف، بل على العكس تمامًا، فكل الجامعات هنا هي الأفضل في تخصصاتها، وتتيح لطلابها الوصول إلى حرمها الجامعي الرئيسي والاستفادة من الفرص هناك، وفي حالتي أنا كان حرم كلية ويل كورنيل للطب في نيويورك».
يستطرد قائلًا: «في الواقع، وجدت أنها أعطتني ميزة، وذلك من حيث التدريب والخبرة على حد سواء، فضلًا عن خيارات الإقامة والمزيد من الأنشطة».
نبع قرار صلاح بدراسة الطب من رغبته في رد الجميل لقطر وإحداث فرق، فيقول: «كوني ولدت وترعرعت في قطر، فإن الرغبة في رد الجميل لهذا البلد مصدرها الامتنان الكبير الذي أشعر به للفرص التي أتاحها لي خلال نشأتي. لقد شَهِدت قطر نموًا وتطورًا هائلين في السنوات الأخيرة، ونتيجة لذلك، أصبحت الدولة مركزًا للابتكار والتكنولوجيا والتعليم عالمي المستوى».
ويضيف: «لقد أتاحت لي نشأتي في قطر الحصول على أعلى مستويات التعليم والرعاية الصحية، الأمر الذي شكّل مصدر إلهام لاختياري مهنة الطب. لذلك عقدت العزم على رد الجميل لمجتمعي من خلال توظيف مهاراتي ومعارفي في خدمة صحة ورفاه أفراده». 
قدّم حرم المدينة التعليمية لصلاح الكثير من الخبرات الثقافية والصداقات والذكريات، وعن هذا يقول: «العيش في حرم جامعي متنوع مثل هذا ساهم فعلًا في تكويني شخصية منفتحة، وأتاح لي الفرصة للقاء أشخاص من خلفيات مختلفة، يسعون وراء مسارات تخصصية متنوعة».
ويتابع: «من النادر أيضًا أن تكون في مكان واحد يتيح لك الدخول إلى أكثر من حرم لجامعات مختلفة، لكل منها ثقافتها وبيئتها وفعالياتها الخاصة. لقد أتيحت لي الفرصة لألتقي أشخاصًا من جميع الجامعات وأتعرف على مشاريعهم، وهو ما لا يحدث دائمًا في الجامعات التقليدية». 
ها هو صلاح محمود يستعد لكتابة فصل جديد في قصة حياته بحماس وترقّب لما هو آت، لكنه يفعل ذلك هذه المرّة متسلّحًا بالمهارات التي زودته بها مؤسسة قطر، والتي سيحتاجها للمساهمة في جعل العالم مكانًا أفضل.

Advertisements

قد تقرأ أيضا