الارشيف / حال قطر

العقال القطري.. رمز الأصالة والهوية

الدوحة - سيف الحموري - لا يعتبر العقال القطري مكملا للباس التقليدي بل هو أحد أجزائه الرئيسية، إذ لا يكتمل الهندام أو «الكشخة» دونه، كما أنه يشكل إلى جانب الثوب والبشت والغترة الزي الرسمي للرجال، ما جعله رمزا وجزءا من الهوية وأحد عناصر الثقافة المحلية، كما هو الشأن بالنسبة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبلاد الشام.
وللعقال، الذي من شأنه تثبيت الغترة أو الشماغ على الرأس، مكانة كبيرة في نفوس القطريين والعرب عموما.
ويتفاخر القطريون بالعقال لأنه يعكس لباسهم التقليدي الذي يحافظ عليه الكبار والصغار حتى يومنا هذا، فنجده في مختلف المناسبات وفي العمل والمدارس أيضا للطلاب، فضلا عن حضوره في المحافل الدولية من خلال مشاركات المسؤولين في المؤتمرات والملتقيات مرتدين لباسهم القطري.
وفي هذا الصدد، أوضح السيد صالح غريب الباحث في التراث، أن العقال يعتبر في قطر خاصة، وفي منطقة الخليج عموما، مكملا للباس التقليدي وجزءا أساسيا منه، لافتا إلى أنه من المعلوم أن العرب القدماء كانوا يستخدمون قطعة من القماش كعصابة يربطونها على رؤوسهم كضرورة بحكم طبيعة الصحراء الرملية وحرارة الشمس المرتفعة، وهكذا راحوا يضعون عقال البعير فوق الغترة من أجل تثبيتها، قبل أن يصير بشكله الحالي.
ولفت إلى أن للعقال عدة أنواع منها الوبر، والصوف، والمرعز المصنوع من الوبر وصوف الأغنام، مبينا أن العقال القطري يتميز عن غيره في دول الخليج بالكركوشة التي تتدلى عند ظهر الرجل في أربعة خطوط تنتهي بأربع كتل سوداء، ويكون متينا وثخينا بخلاف غيره الذي يكون غالبا دائريا فقط.
ومن جهته، قال السيد خالد الأكحل ممتهن صناعة العقال، إن ارتداء العقال هو جزء لا يتجزأ من اللباس القطري التقليدي، ويعتبر رئيسيا في الكشخة القطرية، وهو أيضا جزء من الهوية الوطنية للشعب القطري الذي لا يزال يحافظ على هويته في ظل الانفتاح الحاصل والمتداخل عالميا، موضحا أن عملية تفصيل العقال تمر بعدة مراحل ابتداء من الحشوة الداخلية ومن ثم كسوة الحشوة بالخيوط الخارجية التي عادة ما تكون من الوبر الطبيعي وباللون الأسود، والصوف الطبيعي أيضا، وكذلك المرعز.
وأشار إلى أن عملية تفصيل العقال قد تستغرق 4 ساعات متتالية منذ البدء في تفصيله وحتى الانتهاء منه كاملا، فيما تختلف أسعاره من نوع لآخر، إذ يعتبر الوبر الأغلى سعرا، ثم الصوف فالمرع، منوها إلى ارتفاع الإقبال عيله بمختلف أنواعه خلال الفترة التي تسبق المناسبات مثل الأعياد والأعراس، حيث يتم التجهيز لهذه المناسبات قبل مدة باستيراد جميع المحتويات والمكونات التي تدخل في صناعة العقال من سوريا لكونها الدولة التي تشتهر بأجود خيوط صناعته.

Advertisements

قد تقرأ أيضا