الارشيف / حال قطر

علماء لـ «العرب»: 6 أعمال مستحبة لنيل الثواب العظيم يوم عرفة

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

الدوحة - سيف الحموري - أكد علماء أن يوم عرفة، والموافق لليوم الثلاثاء التاسع من ذي الحجة، هو من الأيام العظيمة التي يجب على المسلم أن يحرص على الطاعات فيها، وأشاروا إلى أن أبرز هذه الطاعات صوم يوم عرفة والذي يكفر سنة ماضية وسنة قادمة.
وأشاروا في تصريحات لـ «العرب» إلى الفضل الكبير لذكر الله في هذا اليوم، وقراءة ورد القرآن، وأن يضاعفه المسلم، والحفاظ على التكبيرة الأولى جماعة في المسجد، والمحافظة على السنن الرواتب، والحفاظ على الوتر.

a9cd331fe6.jpg

يوم عظيم 
أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة أن يوم عرفة يوم عظيم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام). أي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة هو اليوم التاسع، فهو من هذه الأيام العشر التي فيها الأعمال الصالحة أحب إلى الله من غيرها، وله فضل كبير وفضل عظيم.
وقال د. السادة: ومن فضل هذا اليوم العظيم أن فيه الركن الأعظم والركن الأكبر من الحج، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة). فمن لم يقف على عرفة في هذا اليوم فقد فسد حجه، وكذلك من فضائله الدعاء في هذا اليوم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
وأضاف: يباهي الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الملائكة بالحجاج، فيقول أتوني شعثاً غبراً. ويتجلى سبحانه في هذا اليوم العظيم ويقيل العثرات ويغفر الذنوب.
وأوضح أن يوم عرفة له فضل عظيم لغير الحاج، وقد قال صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن صيام يوم عرفة لغير الحاج، قال: أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. ويستحب فيه لغير الحاج كثرة الطاعات من الأعمال الصالحة والذكر والصدقة وصلة الأرحام وقراءة القرآن وكذلك الدعاء، وكذلك الصيام في هذا اليوم العظيم المبارك.
وتابع فضيلته: أما بالنسبة للحاج، فالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى الظهر والعصر جمعاً وقصراً في نمرة، قبل أن يدخل عرفة، وقف على ناقته وأخذ يدعو إلى أن غابت الشمس، وهذه السنة للحاج، ألا يغفل أو ينصرف عن الدعاء والذكر بأمور تلهيه في هذا اليوم، فهو يوم دعاء.

b1bd28b12c.jpg
 
حثوا الأبناء على الصوم 
قال فضيلة الشيخ أحمد البوعينين: يوم عرفة هو يوم عظيم قال عنه المولى تبارك وتعالى: وليال عشر. وصيام يوم عرفة لغير الحاج يكفر سنتين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، سنة ماضية وسنة قادمة، وندعو الله تبارك وتعالى في هذا اليوم، ونعمل الصالحات ونتصدق، ويكون لنا من الأعمال الصالحة من الصلاة والصدقة فيه.
وأضاف: وعلى الآباء والأمهات أن يحثوا الأبناء على صيام هذا اليوم، لأنه يوم عظيم وأجره عظيم، فلا نفرط في هذا اليوم، فنتقرب فيه إلى الله تبارك وتعالى، ونجتهد فيه كثيراً.
وتابع: كما أن هذا اليوم يقع في الأشهر الحرم، وكما قال المولى سبحانه وتعالى (إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ). ويوم عرفة من هذه الأشهر، ولا نظلم فيه أنفسنا وعلينا أن نجتهد في هذه الأيام بالعمل الصالح ومنها الصيام.

2a03e8979f.jpg
 صوم يوم عرفة 
وقال فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر: يشرع في يوم عرفة بعض الأعمال التي سنها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم.. فمن ذلك، أولا: الصيام فقد ورد أن صومه يكفر الله به السنة الماضية والباقية، والمراد بذلك تكفير صغائر الذنوب، فقد روى أبو قتادة، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)، فيستحب صيامه لغير الحاج، أما الحاج فلا ينبغي أن يصومه حتى يتقوى على الوقوف والدعاء.
وأضاف: ثانيًا.. الدعاء فموقف عرفة من المواقف التي ينبغي للمسلم أن يعتني بالدعاء فيها بجد وإخلاص، فيدعو بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وبغيره، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وفي الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له). وروى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) والحديث حسنه الشيخ الألباني.
 
المحافظة على الصلاة
أكد فضيلة الشيخ الدكتور جعفر الطلحاوي - أحد علماء الأزهر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم أن من أفضل الأعمال في يوم عرفة لغير الحاج الصيام، وهو من أفضل الأعمال، وفضل الصيام فيه له أجر عظيم، خاصة أن أجر الصيام على الله، كما في الصحيح «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» وفضيلة صيام يوم عرفة يكفر فيه ذنوب سنتين، كما غفر الله لرسوله - ما تقدم من ذنبه وما تأخر - كما في الفتح (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا).
وقال د. الطلحاوي: كما يجب المحافظة على الصلاة في وقتها للحديث الصحيح، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أحبُ الأعمال إلى الله الصلاةُ لوقتها ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله)، وذلك بالحرص على أدائها في أول وقتها ومع الجماعة لقوله تعالي «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ»، والتبكير إليها، والحرص على الوقوف في الصف الأول في الجماعة، والإكثار من السنن الرواتب وغيرها مع كثرة السجود، وكذلك الإكثار من ذكر الله تعالي - عموما - بأنواع الذكر المختلفة والمتنوعة وأعظم الذكر بعد تلاوة القرآن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار. الصلاة على النبي، وصلة الرحم وبر الوالدين. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. البعد عن المشاكل والكراهية، وإصلاح النفوس وإصلاح ذات البين.
وأضاف: ومن الصالحات أيضاً التكبير: حيث يستحب الجهر بالتكبير مع رفع الصوت وقد قسّم العلماء التكبير إلى قسمين: التكبير المقيد: ويكون بعد الصلوات الخمس المفروضة، حيث يبدأ بعد صلاة فجر يوم عرفة، والتكبير المطلق: يكون في أي وقت بشكل فردي، حيث يبدأ هذا في الأول من ذي الحجة، وكذلك الدعاء مع الرجاء واليقين بالإجابة، وحفظ الحواس (السمع والبصر واللسان والأذنان وكذا الأيدي والأرجل) عن الحرام، والتنادي والاجتماع على ذكر الله وتلاوته كتابه.

الحرص على الأعمال الصالحة
أكد فضيلة الدكتور فضل مراد أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة في جامعة قطر أن يوم عرفة من أعظم الأيام، يغفر الله سبحانه وتعالى فيه الذنوب ويتجاوز عن الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، وقد اذن سبحانه أن يجتمع الحجيج فيه على صعيد واحد يبتهلون إلى الله ويدعونه ويستغفرونه ويكبرون، راجين رحمته سبحانه وتعالى، فيُشهد ملائكته أنه قد غفر لهم.
وقال د. فضل مراد: وهذا اليوم فيه فضل للحاج وغير الحاج، ولغير الحاج فهو من أيام العشر، وهو التاسع من ذي الحجة، وهذه الأيام فيها أحب العمل إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يرد في أيام من فضل كما ورد في فضل ذي الحجة، لذلك فالعمل الصالح فيها من أعظم الأعمال، وأعظم القربات وأعظم المهمات، وهي أيام يسيرة.
وأضاف: أيام العشرة تمتد حتى يوم العيد، والناس قد يتركون أو يخففون من الأعمال الصالحة في يوم العيد، مع أنه من أيام العشر، وهي من أحب الأعمال إلى الله، ومنها خاصة في يوم عرفة، وعلى الإنسان أن يركز في مهمات الأعمال، فيكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى، فهو دواء للقلوب ودواء للغفلة، وأعظم ما يؤثر على القلوب هو أمراضه كالحسد وسوء الظن بالله والشهوات، وأعظم ما يسيطر على القلب ويسبب هذه الأمراض هي الغفلة، والعلاج المركزي لها هو ذكر الله خاصة في هذه الأيام وخاصة في يوم عرفة.
وتابع د. فضل مراد: ثاني ما يجب على المسلم أن ينتبه له في هذا اليوم، هو قراءة ورد القرآن، وأن يضاعفه، والثالث هو الحفاظ على التكبيرة الأولى جماعة في المسجد، فهو من القربات الصالحات عند الله عز وجل، والرابع هو المحافظة على السنن الرواتب، والخامس هو الحفاظ على الوتر.
وقال د. فضل مراد: ومن أعظم الأعمال أيضاً في يوم عرفة، هو صيامه، وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صوم يوم عرفة يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة آتية، وهذا يدل على عظيم فضله، وهو صوم مقصود، بمعنى أنه لا يصلح أن يخلطه الإنسان بغيره، فلا يصوم قضاء ويجمع بالنية مع صوم يوم عرفة، فهو يوم مقصود له أجر مخصوص، فلا يدخل الانسان نفسه في خلاف أهل العلم، ويحرص على صيامه منفرداً.
وأوضح أن من الأمور التي يجب على المسلم أن ينتبه لها الأضحية، وهي لها أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وأن يتصدق بالأضاحي، وأن أعظم العبادات ما تعدى نفعها إلى الخلق، داعياً من عندهم سعة في المال إلى النظر إلى إخوانهم من أهل الإسلام ويجبروا بخواطرهم ويتصدقوا عليهم مما أعطاهم الله سبحانه وتعالى، منوهاً إلى أنه حق على أهل السعة لأهل الفقر وأهل الحاجة.
 

Advertisements

قد تقرأ أيضا