حال قطر

د. محمد الكواري لـ «العرب»: «البيئة البحرية» يطرح مبادرات مستقبلية لتنمية الحياة الفطرية

د. محمد الكواري لـ «العرب»: «البيئة البحرية» يطرح مبادرات مستقبلية لتنمية الحياة الفطرية

الدوحة - سيف الحموري - تعقد وزارة البيئة والتغيّر المناخي غدا الثلاثاء ملتقى الحياة الفطرية تحت شعار «البيئة البحرية.. إرثنا المستدام فلنحافظ عليه» وبحضور سعادة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغيّر المناخي.
ويناقش الملتقى الذي يعقد ليوم واحد أهمية الشعاب المرجانية وأثرها على الحياة الفطرية البحرية، وقال الدكتور محمد سيف الكواري، الخبير البيئي، والمستشار الهندسي بمكتب وزير البيئة والتغيّر المناخي، رئيس الملتقى: في تصريحات خاصة لـ «العرب « : إن الملتقى يتضمن عدة محاور تتمثل في مناقشة التحديات التي تواجه تنمية الشعاب المرجانية والحلول والخروج بتوصيات في هذا الشأن، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور الوزارة في حماية الحياة الفطرية البحرية بما في ذلك التشريعات والقرارات الوزارية، ودور وسائل الإعلام في التوعية بأهمية الشعاب المرجانية.
وتابع: «سوف تعقد حلقة نقاشية بحضور عدد من الخبراء والباحثين المختصين البيئيين من جامعة قطر، والوزارة وجهات أخرى، لمناقشة التحديات واقتراح الحلول النموذجية والتوصيات العملية التي تسهم في حماية الشعاب المرجانية وتنميتها في دولة قطر، بالإضافة إلى دور المؤسسات الأكاديمية والعلمية في تعزيز تنمية الشعاب المرجانية من خلال الدراسات والأبحاث العلمية التي يمكن أن تقدمها تلك المؤسسات في هذا المجال، لما للأبحاث والدراسات من أثر إيجابي في تسهيل عملية الوصول إلى التحديات التي تواجه الحياة الفطرية البحرية وإيجاد الحلول الجذرية التي تسمهم في تنميتها واستدامتها».
وأضاف د. الكواري: «سوف تتناول الحلقة النقاشية جهود وزارة البيئة والتغيّر المناخي في حماية الشعب المرجانية من خلال المبادرات التي نُفذت وستنفذ في المستقبل لتنمية الحياة الفطرية البحرية التي تعتمد وبشكل أساسي على وجود الشعاب المرجانية الطبيعية في المياه». مشيراً إلى أن برنامج حماية واستعادة الشعاب المرجانية للدولة، والذي شمل مسح ودراسة 17 موقعاً بالمياه الإقليمية القطرية، كشف عن وجود نوعين من المرجان الطري للمرة الأولى في قطر، بالإضافة لـ 40 نوعًا من المرجان الصلب، و5 أنواع أخرى من المرجان الطري.
وأوضح أن البحث هدف إلى دراسة وضع وحالة الشعاب المرجانية والأنواع المرتبطة بها، وذلك لتنمية وزيادة أعداد الشعاب المرجانية واستعادة المناطق المتضررة. وتحديد المناطق التي يمكن نقل الشعاب منها (المناطق المانحة) والمناطق التي تكون مناسبة لاستقبال هذه الشعاب (المناطق المستقبلة).

تجارب خليجية
في سياق متصل أشار رئيس الملتقى إلى أن الحلقة النقاشية سوف تتضمن استعراض لتجارب وجهود بعض دول المنطقة لا سيما في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في المحافظة على الشعاب المرجانية بهدف الاستفادة منها في تطبيق نُظم الاستدامة للحياة الفطرية البحرية في البلاد.
وقال: «في ختام الملتقى سيتم مناقشة دور وسائل الإعلام في التوعية للحفاظ على الحياة الفطرية البحرية والشعاب المرجانية، وأضاف: «تلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا في نشر الوعي البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية، بما في ذلك الحياة الفطرية البحرية والشعاب المرجانية. والتي تُعد من أهم الركائز البيئية التي تسهم في الحفاظ على التوازن البيئي وتوفير الموارد الحيوية للإنسان والكائنات الحية الأخرى».
وأشار إلى عدة محاور يمكن لوسائل الإعلام المساعدة بها باعتبارها منابر رئيسية لنقل المعلومات والمعرفة إلى الجمهور بمختلف فئاته، ولتميزها بالقدرة على الوصول إلى أعداد كبيرة من الناس عبر قنوات متعددة تقليدية وغير تقليدية.
وتابع: «يقع على عاتق وسائل الإعلام نشر المعرفة العلمية وتوضيح أهمية الحياة البحرية والشعاب المرجانية من الناحية البيئية والاقتصادية، ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي ومكافحة التغير المناخي. وتسليط الضوء على التهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية والحياة الفطرية البحرية، مثل التلوث، الصيد الجائر، تغير المناخ، والتدمير العشوائي للمناطق الساحلية. وتعزيز الوعي بالسلوك المستدام من خلال توجيه الأفراد والمجتمعات نحو ممارسات صديقة للبيئة، مثل تقليل استخدام البلاستيك، وإعادة التدوير، ودعم السياسات البيئية».
وفي ختام حديثه قال د. الكواري إن الملتقى يأتي ضمن جهود الوزارة في تعزيز حماية الحياة الفطرية البحرية، وذلك ضمن جهود الدولة لتنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030م، والخطة الوطنية للتنوع البيولوجي، وبما يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مشيراً إلى أن الملتقى يأتي ضمن التزام قطر بتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.ونوه د. الكواري إلى أن هذا الملتقى يعد بشكل دوري، حيث نظمته الوزارة على مدار السنتين الماضيتين وتناول مواضيع مختلفة تتعلق بالبيئة والحياة الفطرية، موضحاً أن الوزارة تنظمه ثلاث مرات في السنة وفي كل مرة يتناول جزءاً من الحياة الفطرية سواء البحرية أو البرية، وقد سبق وأن ناقش الملتقى الغطاء النباتي في الدولة وبعض أنواع الكائنات الحية البحرية. ولقد حقق الملتقى العديد من الإنجازات سواء من مبادرات وبرامج للحماية والتنمية وكذلك زيادة اهتمام الجمهور لا سيما المدارس بهذا الجانب الهام.
وتعتبر الشعاب المرجانية من الأنظمة البيئية الحيوية، حيث تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي، إذ توفر موطنًا لمجموعة متنوعة من الأنواع البحرية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا