الدوحة - سيف الحموري - جرت صباح أمس مراسم توقيع اتفاقية تعاون بين الهلال الأحمر القطري وسفارة المملكة المتحدة في دولة قطر، بهدف مواصلة تنفيذ مشروع الدعم النفسي الاجتماعي للأسر الفلسطينية المستضافة في قطر لمدة 3 أشهر إضافية، بالشراكة مع وزارة الخارجية. حضر مراسم التوقيع كلٌّ من سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، وسعادة السيد نيراف باتيل، سفير المملكة المتحدة لدى الدولة، وسعادة السيد يوسف بن علي الخاطر، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، وعدد من مدراء القطاعات بالهلال الأحمر القطري.  وقد وقع الاتفاقية سعادة السيد فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، والسيد دانكن هيل، نائب سفير المملكة المتحدة لدى الدولة.

ويتمثل الهدف من الاتفاقية في تقديم دعم مادي بقيمة 80 ألف جنيه إسترليني لتعزيز خدمات الصحة النفسية الاجتماعية المقدمة للضيوف الفلسطينيين الذين وفدوا إلى دولة قطر نتيجة الحرب الدائرة في قطاع غزة. ويتضمن المشروع تقديم مجموعة واسعة من أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي القائم على المجتمع المحلي (MHPSS)، يأتي امتداداً لمبادرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بعلاج 1,500 مصاب من قطاع غزة، من منطلق مسؤولية دولة قطر تجاه ضحايا الحروب والكوارث في المنطقة العربية والإسلامية.
وفي إطار الاتفاقية المبرمة، أكدت سعادة وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية حرص دولة قطر الدائم على المساهمة في مختلف الجهود والمحافل المعنية بمعالجة الأزمات الإنسانية والقضايا التنموية، مشيرة إلى الارتباط الوثيق ما بين العمل الإنساني والدبلوماسي، اللذين يسيران جنباً إلى جنب في تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول والمنظمات الإنسانية والدبلوماسية، مما يسهم في تعزيز العمل الإنساني، والوصول إلى مناطق الأزمات والكوارث.
واستطردت سعادتها بالقول: «في هذا السياق تأتي هذه الاتفاقية، التي ترعاها وزارة الخارجية، ما بين الهلال الأحمر القطري والسفارة البريطانية لتنفيذ مشروع الدعم النفسي الاجتماعي للأسر الفلسطينية المستضافة في قطر، ونحن نقدر جهود الطرفين في هذا الجانب الإنساني النبيل».

يوسف الخاطر:  
موقف قطر مشرِّف إلى جانب أهل غزة
توجه سعادة السيد يوسف الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري بالشكر إلى السفارة البريطانية بالدوحة على دعمها المقدر لهذا المشروع الحيوي، الذي يساهم في التخفيف من الآثار والضغوط النفسية للعدوان على المتضررين، وخاصةً من الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال، منوهاً إلى الموقف الراسخ والمشرِّف لدولة قطر بمختلف مؤسساتها بالوقوف إلى جانب أهل غزة، ومساندتهم بشتى السبل في المحنة الأليمة التي يمرون بها. وأضاف: «لا يتأخر الهلال الأحمر القطري أبداً عن أداء واجبه الإنساني والأخوي تجاه الأشقاء الفلسطينيين، سواءً من خلال مكاتبه وفرقه الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية، أم من خلال فرق الدعم النفسي الاجتماعي التي تشارك منذ اليوم الأول في تقديم الرعاية للأسر الفلسطينية الوافدة على الدولة، وهذه الاتفاقية ستساعد على استمرارية تلك الخدمات، لضمان الرفاه والسلامة والصحة النفسية للمصابين وأسرهم».

السفير البريطاني:
تعاون هام لدعم خدمات الصحة النفسية الأساسية
شدد سعادة السفير نيراف باتيل على أهمية هذا التعاون مع وزارة الخارجية والهلال الأحمر القطري لدعم جهودهما القيِّمة لتوفير خدمات الصحة النفسية الأساسية للفلسطينيين في قطر، مؤكداً ثقته فيما يمكن أن تحدثه هذه الشراكة من تغيير إيجابي.
يذكر أن المشروع يركز على إثراء الجوانب النفسية والمجتمعية للمستفيدين من خلال: المشاركة المجتمعية، النقاشات الجماعية، الاستشارات النفسية، الأنشطة الرياضية والحركية (مثل كرة القدم والكرة الطائرة)، الأعمال اليدوية (مثل الخياطة والتلوين والرسم بالحناء)، الفعاليات التعليمية والتوعوية والترفيهية.
ويشير مصطلح الدعم النفسي الاجتماعي إلى العديد من الإجراءات التي تعزز الصحة النفسية والرفاهية الشاملة للأفراد والأسر في بيئتها الاجتماعية، وتعزز قدرتها على التحمل والصمود، وتساعدها على التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد الأزمات أو التجارب السلبية. ويتمتع الهلال الأحمر القطري بفريق إغاثي مدرب على أعلى مستوى مكون من 50 كادراً متخصصاً في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للمتضررين من النزاعات والكوارث ضمن مهام الإغاثة الخارجية.

فيصل العمادي:  المشروع يمتد 3 شهور
أكد سعادة السيد فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، أن اتفاقية التعاون ما بين الهلال الأحمر القطري والسفارة البريطانية لدى الدولة، تحت رعاية وزارة الخارجية.  وأضاف: المشروع يمتد لثلاثة شهور، وهو الأول بالنسبة للفلسطينيين المتواجدين في قطر، ولكن سبق للهلال الأحمر القطري تقديم مشروع مماثل للأفغان عند حضورهم للدولة، حيث نطبق المشروع الذي سبق لنا العمل عليه مع من حضروا من أفغانستان مع القادمين من فلسطين. وأعرب العمادي عن أمله استمرار المشاريع المماثلة، لافتاً إلى أن المشروع بدعم من السفارة البريطانية بدولة قطر، وأن الهلال الأحمر القطري لديه آمال بأن ترى السفارة نتائج متميزة للمشروع خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وأن يكون هناك دعم إضافي خلال الفترة المقبلة.