حال قطر

مشاركون بمهرجان أم صلال لـ «العرب»: السدر يتصدر معرض العسل.. والسعر أقل 20 %

الدوحة - سيف الحموري - أحمد اليافعي: مستمرون في دعم المزارع المحلية

عادل الجندي: ننتج 250 كيلو جراماً يتم بيعها

محمد إقبال: السدر أكثر طلباً لشهرته وفوائده

«سهيل»: فحص العسل قبل عرضه للمستهلك

 

يتواصل «معرض العسل» المقام ضمن فعاليات مهرجان أم صلال الشتوي، وسط مشاركة كبيرة من المزارع المحلية. ويعرض النحالون المشاركون في المعرض، 4 أصناف مختلفة مما تنتجه مناحلهم، أشهرها عسل السدر، ثم عسل البرسيم، عسل الشفلح، وعسل الزهور. وبلغ عدد المزارع المشاركة هذا العام، 20 مزرعة محلية تعمل في تربية النحل وإنتاج العسل بجودة عالية، بينما تستمر فعاليات المعرض الذي أطلقته وزارة البلدية ممثلة بإدارة الشؤون الزراعية بالتعاون مع شركة حصاد الغذائية حتى يوم السبت 18 يناير الجاري في سوق أم صلال المركزي.

وأكد عدد من المشاركين أن فعالية العسل تمثل فرصة للشركات والمزارع المحلية لعرض وترويج منتجاتها بأصنافها المختلفة، وكل ما يتعلق بتجارة وصناعة العسل بما يحقق الفائدة لجميع المشاركين والمستهلكين.
وأوضحوا لـ «العرب» أن المزارع القطرية تحرص على تقديم عسل أصلي يحظى بثقة المستهلكين مؤكدين أخذ عينات عشوائية من هذه المزارع وفحصها مخبريا لدى الجهات المختصة للتأكد من جودتها وصلاحيتها للاستهلاك قبل عرضها للمستهلكين.

جودة العسل المحلي
وقال عادل الجندي من مزرعة أبناء عبدالحميد ملا حسين الأنصاري، إن المزرعة تنتج نحو 250 كيلو من أجود أنواع العسل المحلي في السنة، يتم بيعها للمستهلكين من زبائن المزرعة في كل موسم بفضل الله ثم لثقة المستهلك القطري بجودة العسل المحلي، في ظل رقابة الجهات المختصة ودعم الدولة لأصحاب المزارع والمناحل ممثلة في إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، مشيراً إلى أوجه الدعم الحكومي سواء من خلال المشروع الوطني لنحل العسل الذي ساهم في تشجيع المزارعين القطريين على الاستمرار، أو من خلال دعم المعارض والمهرجانات المخصصة لبيع العسل والتي تشرف على تنظيمها ودعمها الجهات الرسمية بشكل سنوي، وخاصة مع ما توفره هذه الفعاليات من منصات للتسويق ومختبرات أو معامل تحليل مكونات العسل حتى قبل المعرض للتأكد من سلامة هذه المنتجات وحتى يطمئن المستهلك إلى جودة العسل الذي يشتريه من خلالها.
وأضاف الجندي: «إن المناحل القطرية والمزارع المختصة في العسل ومنتجاته حريصة على المشاركة في معرض العسل بسوق أم صلال المركزي، كغيره من المعارض، لما يوفره من فرصة لتسويق المنتجات وإثراء تجارب المشاركين من الشركات المحلية، وإن كان بشكل أقل من المعارض والمهرجانات الدولية، ولكنه يتيح الفرصة لازدهار قطاع إنتاج العسل خصوصا على الصعيد المحلي».
وأشار الى جودة العسل المحلي واقبال المستهلكين في قطر على اختياره من بين مختلف الأصناف، مبينا أن مزرعة عبدالحميد الأنصاري توفر نوعين من العسل المحلي: عسل السدر الذي يتميز بكثرة الإقبال عليه لمذاقه المميز وفوائده الكبيرة، وعسل الأزهار الذي ينتجه النحل من مختلف أنواع النباتات والزهور البرية المنتشرة في بر قطر.

الأكثر طلباً
ووافقه الرأي في هذا الإطار محمد إقبال من مزرعة الواحة، مبينا أن عسل السدر هو الأكثر طلبا من بين الأصناف المحلية، لما يتميز به من شهرة وما يتمتع به من فوائد تمنحه العديد من الصفات العلاجية للوقاية من أمراض كثيرة مثل السرطان والكبد وهشاشة العظام والسكري والالتهابات المعدية والفم واللثة إلى جانب المحافظة على الحيوية ونضارة البشرة، وأكد أن عسل السدر القطري يحظى بثقة وإقبال المستهلكين في قطر ويبلغ سعر الكيلو في المعرض 200 ريال مشيرا إلى توفر مختبرات لتحليل مكونات العسل للتأكد من سلامة هذه المنتجات وحتى يطمئن المستهلك إلى جودة العسل الذي يشتريه.
من جهته أكد «سهيل» أن موسم السدر يبدأ من أواخر شهر أكتوبر ويستمر إلى نوفمبر، ويتغذى النحل في هذا الموسم على زهور أشجار السدر والتي تعد من أفضل الأشجار التي تنتشر في ربوع دولة قطر ويميل لون عسل السدر إلى الأصفر، وأوضح أن منتجات العسل يتم فحصها قبل المشاركة في المعرض لضمان الجودة.

تحديات وخطر
وحول التحديات والصعوبات التي تواجه أصحاب المناحل في قطر، أوضح المهندس علي الجندي أن طيور الوروار المهاجرة تمثل مصدر قلق واستنفار لأصحاب مناحل النحل الكبيرة لما تسببه هذه الطيور من خسائر لأصحاب النحل، إذا أهملت المراقبة، حيث تهاجم المناحل بأعداد كبيرة خاصة أن النحل هو غذاؤها المفضل، ومن الممكن أن يلتهم الطائر الواحد ما يزيد على 100 نحلة في اليوم الواحد، ولهذا يرابط أصحاب المناحل بالقرب من مناحلهم لطرد هذه الطيور عنها أو يخصصون عمالاً لحراستها. وأكد زيادة أعداده عن السابق بفضل الحماية التي يحظى بها الطائر على حساب النحل، لأنه طائر يتمتع بما يشبه الحصانة الرسمية والحماية القانونية، وهو سريع الطيران وشديد الخطورة على النحل يلتقط النحل الطائر بشراهة ويعرف بآكل النحل، يهاجم النحل بالمئات الآن بعد أن كان يفعل ذلك بالعشرات، جغرافيا تقع دولة قطر في مسار هجرته الموسمية في الصيف والشتاء، فضلاً عن وجود صعوبات أخرى من صنع البشر أنفسهم، تتمثل في استخدام السموم والمبيدات الحشرية في المزارع القطرية، ما يؤثر سلباً على تربية النحل.
وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة صيفا، يشكل تحدياً موسمياً يواجه أصحاب المناحل.. لكننا نتكيف معها بحيث يتم تظليل الخلايا للوقاية من أشعة الشمس اللاهبة أو رفع الخلايا لتهويتها، فضلا عن تحدٍّ طبيعي آخر هو الجفاف أو شح الغطاء النباتي في البيئة القطرية، لذلك يلجأ بعض مربي النحل لإطعامه محلولاً سكرياً أو عجينة بروتينية لندرة الرحيق في البيئة القطرية لإنقاذه من الهلاك، ما يمكن اعتباره أمرا طبيعيا في عالم النحل حيث يواجه خطر الموت في الصيف، ويعتبر النحل من أفضل الكائنات لعملية إكثار الأشجار بالتلقيح عبر نقل حبوب اللقاح أو غبار اللقاح عبر أرجله، حيث تلتصق تلك الحبوب بها وهو ينتقل من زهرة إلى زهرة ولذلك يعد من الكائنات المفيدة للبيئة في أي مكان يكون فيه.

دعم المزارع
وشهد المعرض وصول طن و50 كيلو جراماً من مختلف أنواع العسل القطري، حسبما أكد السيد أحمد اليافعي رئيس قسم الإرشاد الزراعي بإدارة الشؤون الزراعية، منوها بحرص الوزارة على تشجيع الاستثمار في قطاع تربية النحل وزيادة الإنتاج المحلي، بما يحقق قيمة اقتصادية مضافة ويسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي. ولفت إلى أنه يشارك في المعرض 20 مزرعة محلية تعرض مجموعة واسعة من مختلف أنواع العسل القطري التي تم أخذ عينات منها وفحصها داخل المختبرات المختصة بوزارة الصحة.
وأكد اليافعي على دعم المزارع المحلية من خلال توفير هذا الحيز لتسويق منتجاتها بشكل مجاني كما أنها تقوم بتزويدهم بالعبوات مجانًا أيضًا، مضيفًا أنه بخلاف ذلك فإنه قد تم خلال السنوات الماضية دعم الغالبية العظمى من المزارع المنتجة للعسل بـ 10 خلايا نحل بكل مستلزماتها لكل مزرعة، كما تم تدريبهم على أفضل أساليب تربية النحل وذلك ضمن المشروع الوطني لنحل العسل.  
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على منتجات العسل المحلي ودعم المزارع الوطنية العاملة في مجال تربية النحل وإنتاج العسل بجودة عالية. كما يوفر منصة للمزارعين لتسويق منتجاتهم وزيادة وعي الجمهور بأهمية العسل كمصدر طبيعي وصحي.

 تقنيات تربية النحل

يتيح “معرض العسل” للزوار فرصة استكشاف مجموعة متنوعة من أنواع العسل القطري وتذوقها، إضافة إلى التعرف على تقنيات تربية النحل والابتكارات الحديثة في هذا المجال. ويعكس المعرض التزامه بدعم الاستدامة الزراعية من خلال تعزيز دور المزارع الوطنية في تنمية القطاع الزراعي المحلي. وفي هذه المناسبة، قال يوسف خالد الخليفي، مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية: “يمثل معرض العسل خطوة مهمة لدعم المزارعين المحليين والاحتفاء بجودة منتجاتهم. كما نسعى من خلال هذا المعرض إلى تشجيع الاستثمار في قطاع تربية النحل وزيادة الإنتاج المحلي، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ويعزز القيمة الاقتصادية المضافة”.

Advertisements

قد تقرأ أيضا