الدوحة - سيف الحموري - «الصندوق القطري» يغرس ثقافة البحث والابتكار لدى الشباب
توجه حكومي نحو التوسع في الاستثمار في مشروعات البحوث العلمية
رسالة مؤسسة قطر: الارتقاء بالقدرات العلمية للدولة لتصبح قطبا عالميا للتميز
منذ انشائه في عام 2006، يواصل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي تشجيع الأبحاث المبتكرة والمختارة على أساس تنافسي في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الفيزيائية والحياتية، والطب، والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية والفنون.
وعلاوة على التمويل، يهدف الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي إلى إقامة جسور الحوار والشراكات.
وفي هذا السياق، قدم الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي العديد من المنح لرعاية المشاريع البحثية بعد مراجعة مُحكمة، استفاد منها مئات الطلبة الجامعيين وأعضاء هيئة التدريس والمشرفين بالمنح البحثية المخصصة ضمن برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين، الذي يعد من أبرز مبادرات الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ويهدف إلى غرس ثقافة البحث والابتكار والتميز لدى جيل الشباب الذي سيأخذ على عاتقه مسؤولية مواصلة مسيرة دولة قطر نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة.
ويبرز هذا البرنامج الجهود التي يبذلها الصندوق من أجل دعم رسالة مؤسسة قطر، الرامية إلى بناء القدرات العلمية والتكنولوجية لدولة قطر، والارتقاء بها لتصبح قطبًا عالميًا للتميز والابتكار، وذلك بما يتماشى مع أهداف قطاع البحوث والتطوير، الذي يعد إحدى الركائز الأساسية في المؤسسة.
منح خاصة
وسبق أن قدم الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي منحا لـ 89 بحثا من 18 مؤسسة بحثية ضمن برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، وخمس منح بحثية ضمن دعوة «الطريق نحو الطب الشخصي» تعود إلى ثلاث مؤسسات بحثية.
حيث حظيت جامعة قطر بنسبة 40% من المنح الخاصة ببرنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، أي 37 منحة بحثية، تليها 16 منحة بحثية إلى جامعة تكساس إي آند إم في قطر، و11 منحة بحثية إلى معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. أما المنح المتبقية فذهبت لجهات بحثية مختلفة، منها وايل كورنيل للطب – قطر، ومؤسسة حمد الطبية، وجامعة حمد بن خليفة، ومركز السدرة للطب والبحوث وغيرها.
42% من هذه المقترحات البحثية تتناول مواضيع في مجال الطاقة والبيئة، و25٪ في مجال علوم الصحة والحياة، و20٪ في العلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية، و12٪ في علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات» كما أوضحت السيدة نادين يونس، مسؤول برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي في تصريحات سابقة.
كما تتعرض المقترحات البحثية لمجالات متعددة منها الهندسة، والأمن المائي، والأمن السيبراني، والسلامة على الطرق، وأمراض السكري والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها.
عامل محفز
وتنظر مؤسسة قطر إلى البحوث كعامل محفز لتوسيع نطاق اقتصاد البلاد وتنويع مصادره، والارتقاء بمستوى التعليم المتاح لمواطنيها وكفاءة تدريب القوة العاملة لديها، وتعزيز التطوير في مجالات الصحة والرفاهية، والبيئة، والأمن لأبناء الوطن وشعوب المنطقة.
وفي إطار سعيها صوب تحقيق هذه الرؤية، ترنو دولة قطر إلى إحراز مكانة متميزة بين دول المنطقة والعالم بوصفها دولة عالمية الأفق تحتضن التميز العلمي والابتكار والإبداع والشمولية والجدارة.
وتتمثل رؤية الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في تمكين مقومات التميز في البحوث والتطوير في دولة قطر بغية إرساء دعائم الاقتصاد المعرفي.
ويسعى الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الى توفير الدعم المباشر لتحقيق هذه الرؤية؛ إذ يضطلع الصندوق بتعزيز المعرفة والتعليم من خلال دعم البحوث الأصيلة المختارة على أساس تنافسي في جميع مجالات العلوم. ويقوم الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بتوجيه استثماراته في إطار الركائز الأربع الأساسية لاستراتيجية قطر الوطنية للبحوث، وهي:
* الطاقة والبيئة
* علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات
* الصحة
* العلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية
مزايا وفوائد
ويتيح الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي نطاقاً واسعاً من الفرص أمام الباحثين على اختلاف مستوياتهم، من الطلاب إلى المتخصصين، سواء في الأوساط الأكاديمية، أو القطاعين العام والخاص.
تتميز البرامج والمشاريع التي يمولها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بإمكانية تحقيقها العديد من المزايا والفوائد لدولة قطر:
تساعد نتائج البحوث على تحسين مستويات التعليم والصحة، وتحفيز الابتكار التكنولوجي وتبني تطبيقاته، وحفظ الأصول الطبيعية الحيوية، وإرساء قواعد الملكية الفكرية.
يخلق التعليم القائم على البحوث بيئة استكشافية ينخرط فيها الطلاب، ويضع أمامهم أحدث ما توصلت إليه المعرفة الإنسانية، ويزودهم بالمهارات الفكرية ومهارات حل المشاكل التي من شأنها أن تؤهلهم للاضطلاع بأدوار قيادية في قطاعات الأعمال، والحكومة، والفنون، وغيرها من قطاعات الحياة في دولة قطر.
يسهم وجود قوة عمل من الرجال والنساء تتمتع بالتعليم النوعي المتميز والتدريب الجيد المتقن في وضع الأساس الراسخ لقاعدة اقتصادية أكثر اتساعاً وتعزيز نمو المشاريع الجديدة في دولة قطر.
ومن خلال الاستثمار في أحدث الأبحاث العلمية، يعزز الصندوق رسالة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الرامية إلى بناء القدرات العلمية والتكنولوجية لدولة قطر والارتقاء بها لتصبح قطباً عالمياً للتميز والابتكار.
إلى جانب الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، أنشأت قطر عددًا من المؤسسات والمعاهد البحثية ببنية تحتية متطورة مثل معهد قطر لبحوث الحوسبة، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، والمراكز البحثية بجامعة قطر؛ بالإضافة إلى العديد من المستشفيات البحثية، بما في ذلك مؤسسة حمد الطبية، وسدرة للطب، ومستشفى سبيتار، وقطر بيوبنك، وبرنامج قطر جينوم. بينما تُصنف جامعة قطر من بين أفضل خمس جامعات في العالم العربي. وفي الوقت نفسه، توفر قطر فرصًا محلية للحصول على درجات الدراسات العليا من خلال عروض برامج الماجستير والدكتوراه التي تتيحها جامعة حمد بن خليفة.
إستراتيجية قطر للبحوث والتطوير
تعمل استراتيجية قطر للبحوث والتطوير والابتكار 2030 على ترسيخ البحث العلمي كعنصر أساسي في منظومة البحث والتطوير والابتكار في قطر. ويعد البحث العملي على المستوى الوطني أمرًا ضروريًا لتوسيع آفاق المعرفة من خلال المساهمة بالمخرجات والاستفادة منها مثل المنشورات التي تحقق معامل استشهاد وزني مرتفع، والملكية الفكرية، وبراءات الاختراع، وإثبات المفهوم. ويمكن أيضًا توجيه البحث العلمي نحو تناول دولة قطر للأولويات الوطنية، وتحسين المنتجات والخدمات، فضلاً عن السياسات والعمليات التي تسمح للحكومة بتنفيذ خدمات عامة أفضل وتتيح للشركات توظيف التكنولوجيا الجديدة التي تلبي احتياجات السوق. وعلاوة على ذلك، يساهم ازدهار مجتمع البحث العلمي، الذي يتألف من المواهب المحلية والدولية على حد سواء، في تمهيد الطريق لنمو نخبة كفاءات البحث والتطوير والابتكار في قطر ويدعم الهدف الشامل لدولة قطر المتمثل في أن تتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
إطلاق مراكز التميز الأكاديمية
تشكل استراتيجية قطر للبحوث والتطوير والابتكار 2030 فرصة محورية لدولة قطر للاستفادة من أفضل منشآتها وإيجاد الديناميكيات المناسبة لدى المؤسسات لدفع جهود البحث والتطوير والابتكار بهدف إجراء تحسينات ملحوظة على الطريقة التي نعيش ونعمل ونتفاعل بها كمجتمع.
وتدعو الاستراتيجية كذلك إلى التطوير المستمر ودعم البحث العلمي الذي يشمل البحث الأساسي والبحث التطبيقي وأنشطة التطوير التجريبي. تشجع الاستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في قطر المشاريع البحثية التي يقودها الباحثون من خلال التعاون مع الحكومة وقطاع الأعمال، وإطلاق مراكز التميز الأكاديمية في مجالات البحث والتطوير والابتكار ذات الأولوية التي توفر خدمات البحث الأساسية والمخرجات والبنية التحتية للجهات الفاعلة الوطنية الأخرى في مجال البحث والتطوير والابتكار لدى قطاع الأعمال والحكومة، وإنشاء المختبرات والمعاهد البحثية التي تقودها الحكومة لتلبية الاحتياجات المحددة المتعلقة بالمجالات ذات الأولوية الوطنية لدولة قطر.