الدوحة - سيف الحموري - أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى، على التزام دولة قطر بدعم المرأة وتعزيز دورها في مختلف المجالات التنموية والمجتمعية، مشيرةً إلى أن القيادة القطرية قدمت نموذجاً يحتذى به في تمكين المرأة، حيث سخرت كل الإمكانيات لتمكين المرأة القطرية لتكون شريكاً فاعلاً في عملية التنمية الوطنية.
وأشارت سعادتها في كلمتها الافتتاحية للمنتدى الدولي الثالث الذي انطلق أعماله اليوم في موسكو ويستمر لمدة يومين تحت عنوان" امرأة الألفية الثالثة"، أن المرأة في قطر أصبحت تلعب دوراً محورياً في سوق العمل، إلى جانب دورها في تنشئة الأسرة ورعايتها، مما جعلها سنداً للرجل وركناً أساسياً في استقرار الوطن وازدهاره.
وأشارت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى إلى أهمية هذا المنتدى في تعزيز الحوار حول قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها، خاصةً في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها بعض المناطق المتأزمة. ولفتت سعادتها إلى معاناة ملايين النساء والفتيات في مناطق النزاعات، مؤكدةً أن النساء يتعرضن لانتهاكات جسيمة تتعدى حدود العنف الأسري لتشمل التهجير، الحصار، والتجويع، والعنف، مشيرةً إلى أن هذه الجرائم تتطلب تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي لحماية حقوق النساء في ظل الحروب والصراعات.
كما أشارت إلى الجرائم التي تُرتكب ضد شقيقاتنا في فلسطين ولبنان بسبب العدوان الوحشي وحملات الإبادة التي يشنها الكيان الإسرائيلي المحتل منذ أكثر من عام دون توقف؛ حتى حصدت الحرب أرواح أكثر من 43 ألف شهيد جُلهم من النساء والأطفال والعجزة والمرضى، في أسوأ جريمة في التاريخ الحديث، وظل أمامها المجتمع الدولي عاجزاً وصامتاً.
وفي سياق حديثها عن السلام والأمن، أكدت السليطي على ضرورة تمكين النساء من المشاركة بفعالية في عمليات السلام وإعادة التأهيل، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 1325، الذي يعترف بالدور الحيوي للنساء في صنع السلام ومعالجة آثار العنف، مضيفةً أن حرمان النساء من المشاركة في هذه العمليات يضعف جهود تحقيق السلام المستدام.
وأعربت عن أملها في أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من الجهود الرامية لحماية النساء في مناطق النزاعات وإدراجها كبند أساسي في القوانين الدولية.
واختتمت السليطي كلمتها بالدعوة إلى إصلاح المنظومات الدولية، مشددةً على أهمية أن تكون أجهزة الأمم المتحدة قادرة على تنفيذ قراراتها وحماية حقوق الإنسان، مؤكدةً أن المجتمع الدولي يقف اليوم أمام تحدٍ حقيقي لإثبات جديته في محاسبة منتهكي حقوق النساء في مناطق النزاعات والحروب.
كما شاركت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى في جلسة نقاشية حول "قوة الدبلوماسية الناعمة" ضمن أعمال اليوم الأول للمنتدى، ونوهت في مداخلتها إلى أهمية القوة الناعمة للدبلوماسية فهي بمثابة البعد الشعبي في العمل الدبلوماسي، مشيرة إلى أن التواصل بين الشعوب أصبح أقوى وأشد تأثيراً من التواصل بين الحكومات، وأن الدبلوماسية الناعمة باتت المحرك والموجه للسياسات الخارجية للدول، ودعت النساء إلى مواصلة جهودهن في مجالي التعليم والتقنية الرقمية حتى يتحقق النجاح المرجو من الدبلوماسية الناعمة للمرأة خلال هذه الألفية الثالثة.
وشدّدت على أن دولة قطر أولت اهتماما كبيرا بتعليم النساء في كافة المراحل الدراسية وفي كافة التخصصات، إلى جانب تدريبهن وتأهيلهن في كافة القطاعات المهنية، وهو ما مكنهن من تبوأ مناصب قيادية في مختلف القطاعات، ومن القيام بجهد فاعل وإسهام بارز في شتى المجالات.
كما أكدت سعادتها أن دولة قطر تتمتع بتأثير كبير في العلاقات الدولية والإقليمية بفضل تسخيرها لقوتها الدبلوماسية الناعمة، إذ تميزت قطر بعلاقاتها الطيبة مع جميع الدول، وبمساهماتها الكبيرة في جهود السلام ومحاربة الإرهاب، حتى كسبت ثقة العالم كوسيط محايد لحل الخلافات والنزاعات في مناطق عديدة في العالم. ولفتت إلى أن قطر استخدمت ما حباها الله من نعم وثروة طبيعية بشكل استراتيجي لتطوير أدوات القوة الناعمة المختلفة. واختتمت نائب رئيس مجلس الشورى مداخلتها في التأكيد على أن قطر ستواصل تعزيز قوتها الدبلوماسية الناعمة عبر ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق من أجل عالم أكثر أمانًا ورخاءً وعدلاً.
ويعد المنتدى الدولي الثالث “امرأة الألفية الثالثة” منصة فريدة لتوحيد القيادات النسائية في مناطق الاتحاد الروسي والدول الأجنبية، لتبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات التي تهدف إلى مناقشة دور المرأة في العالم الحديث.
ويناقش المنتدى الدور المتزايد للنساء والتحديات التي تواجههن في مختلف المجالات، بمشاركة شخصيات بارزة وممثلات عن منظمات نسائية من روسيا ومختلف دول العالم. كما ويعد هذا المنتدى منصة هامة للتفاعل ولتبادل الرؤى والأفكار بين نساء روسيا ونساء الدول الأجنبية الصديقة حول تمكين المرأة وتعزيز مساهمتها في مجتمعاتها.