الدوحة - سيف الحموري - استهل نادي الكتاب العربي بجامعة جورجتاون في قطر نسخته التاسعة، بصورة مختلفة عن الحلقات الماضية. يناقش الضيوف كتابا بعينه أو يتطرقون إلى مؤلف بالاسم ليلقوا الضوء عليه، بل التأم النادي ليتابع ويرصد ويحلل ما نشر خلال عام مضى من حرب غزة، وما نشر حول إسرائيل وفلسطين خلال العام الماضي. تحدث في اللقاء الدكتور خالد الحروب، الأستاذ بجامعة نورثويسترن في قطر، ود. آيات حمدان، ود. هاني عوض، وكلاهما باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات التابع لمعهد الدوحة للدراسات العليا.
وقال الدكتور يحيى محمد، أستاذ اللغة العربية المشارك بجامعة جورجتاون في قطر ومؤسس النادي والذي أدار الحوار: «من المهم النظر إلى السرديات التي يتم إنتاجها من منظور بحثي أكاديمي»، وأشار إلى زيادة في منشورات مراكز الفكر الفلسطينية مقارنة بالعام الماضي، واستجابة دور النشر التي ركزت على إعادة طبع المنشورات القديمة مع التحديثات في ضوء التطورات في المنطقة، فضلا عن نشر أدبيات جديدة.
وتناول الضيوف المتحدثون الاختلافات بين المواد الأكاديمية، التي تميل إلى أن تكون أكثر وصفا للأحداث وحصرا إحصائيا لها، والمنشورات التجارية التي تهدف إلى الاستفادة من الجدل على كلا الجانبين من أجل بيع المزيد من الكتب.
وقال الدكتور خالد الحروب «انتقلت المعارك في الميدان إلى دور النشر»، مضيفا: «فقد أصبحت تجد نفس الاتجاهات الموجودة سياسيا تمتد إلى المجالين الأكاديمي والبحثي».
كما جرى إلقاء الضوء على العديد من اتجاهات الكتابات العربية خلال العام الماضي، بما في ذلك، كما أشارت الدكتورة آيات حمدان، نصوص محكمة ومتماسكة مثل كتاب المفكر د. عزمي بشارة «الطوفان»، الذي عبر عن المخاوف من أن إسرائيل ومؤيديها قد صاغوا رواية حول أحداث 7 أكتوبر مما مكنهم من تبرير متابعة تنفيذ أجندتهم بقوة وزخم أكبر. قارن الدكتور هاني عواد ردود الفعل العربية والإسرائيلية على البث الإعلامي للقطات الفيديو المصورة بالكاميرات المصغرة «Go-pro « في 7 أكتوبر 2023 التي صورها مقاتلو حماس. وركز النقاش الذي تلا ذلك على تنوع تفسيرات هذه الأحداث من قبل المثقفين ووسائل الإعلام العربية، والآثار المحفزة لها على الجانب الإسرائيلي، الذي استخدم اللقطات لحشد الدعم لشن حرب على فلسطين.
ما ظهر من هذا التحليل كان صورة للدور الذي لعبته الإصدارات الأكاديمية والمنشورات الإعلامية في رواية الأحداث السياسية هذا العام، والدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الأبحاث والنشر في المساهمة في تخفيض العنف أو تصعيده في المستقبل.
وكان نادي الكتاب العربي بجامعة جورجتاون في قطر قد تأسس عام 2016، ويسعى إلى تعزيز دور اللغة العربية وثقافتها من خلال توفير منتدى نقاش حيوي للمجتمع الناطق باللغة العربية في قطر.