حال قطر

مستشارك النفسي.. أعاني من التفكير السلبي

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

أعاني من قرحة في المعدة، وأنا كثير التفكير في الأمور السلبية والوسواس الشيطانية، أحاول الاهتمام بالدراسة وأمور الحياة لكن لا أستطيع فما هو الحل؟ أخوكم محمد.

الإجابة
يجب أن تعلم أنك لست وحدك تشعر بأعراض الخوف والقلق والحزن دائماً، والحزن والقلق شيء فطري ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الحياة الدنيا ولا أحد يستثنى من ذلك، وإن أهم غاية للإيمان بالله عز وجل ومحبته هي إيقاظ الضمير الحي، والحصول على السعادة النفسية، والتخلص من الأسقام والخوف والقلق والشرور، وليست السعادة في جمع الأموال أو تثمير المدخرات أو إشباع الشهوات، فالمال يفنى، والمدخرات تتلاشى، والشهوات تضعف، ويبقى الاتصال بالله رأس كل سعادة حقيقية، ولا يمكن لك أن تتخلص من هذه الوساوس والمخاوف التي تنتابك كل حين إلا إذا قوّيت علاقتك بالله تعالى ورجعت إليه وطرقت بابه، وطلبت منه المعونة والفرج والسداد، ورضيت بقضائه وقدره، وعلمت أن كل شيء تحت تسييره عز وجل.
ويجب أن تعلم أن الخوف والقلق لصان من لصوص الطاقة، وهما عائقان في وجه النجاح؛ لأنهما يستهلكان جميع طاقتك وقواك، ويجعلانك تركز تفكيرك على النواحي السلبية التي تكمن في حياتك بدلا من أن تركز في تفوقك، ونجاحك في الحياة.
أما بالنسبة لقرحة المعدة فأنصحك بمراجعة طبيب الباطنية من أجل فحصك وإعطائك الدواء المناسب، وأحيانا القلق والخوف قد يزيد من مشكلة القرحة، فحاول أن تبتعد عن الأفكار السلبية، وتكثر من التفاؤل والابتسامة والفرح.
حاول أن تواجه هذا الخوف بقوة الإيمان، وقوة اليقين والاعتقاد، وإذا كنت تعيش حياة الفزع والخوف، فإنك ستظل تعيش أسيرا حبيسا للخوف طوال حياتك، وتفني عمرك في الأوهام، بادر بالانطلاق، ولا تفكر في شيء، وأبعد عنك القلق والخوف، عش حياتك بعيداً عن التوتر.
أما فيما يخص تعاملك مع الآخرين، فهذا يتطلب منك التخلص من الخجل عن طريق أن تكون مقدراً لذاتك، دون المبالغة ودون التنقيص من شأن ذاتك ولا تستسلم للخجل، لابد أن تكون لديك قوة الإرادة والتصميم على مواجهة الآخرين والاندماج معهم.
وعليك أن تواجه المشكلة، ولا تتردد في حلها؛ بل كن صلباً، وقو إيمانك وثقتك وعلاقتك بالله، وحاول أن تحس بالراحة والطمأنينة، ولا تترك الأفكار الوسواسية تتسلط عليك، واشغل وقت فراغك بالمطالعة الهادئة، أو زيارة الأقارب والأصدقاء، أو نزهة مفيدة، واجعل تفكيرك إيجابيا، وابتعد عن الأفكار السلبية الانهزامية.
كما يجب أن تربط علاقة مع الآخرين، ولا تعش معزولاً عن المجتمع وإذا لم تتحسن فعليك مراجعة طبيب نفسي لعمل جلسات نفسية إرشادية، وإعطائك بعض المهدئات التي تساعدك على الهدوء والسكينة والراحة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا