حال قطر

يستمر حتى 5 أكتوبر.. «إرثنا» يُطلق أسبوع قطر للاستدامة 2024

الدوحة - سيف الحموري - د. جونزالو دي لا ماتا: الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي مرتبطان بالتزامنا بالاستدامة

م. أحمد السادة: رؤية قطر الوطنية 2030 جعلت التنمية البيئية في مقدمة أولوياتها

محمد المهندي: تعزيز مشاركة الشباب في تحقيق رؤية قطر نحو الاستدامة البيئية

د. علي المري: تبني مبادرات دمج مبادئ الاستدامة في جميع مراحل تنفيذ المشاريع

وسيم العلمي: «جزيرة الاستدامة» مصمم لإعادة التدوير في المدينة التعليمية

 

أطلق «إرثنا: مركز لمستقبل مستدام»، عضو مؤسسة قطر، رسميًا النسخة التاسعة من أسبوع قطر للاستدامة 2024 بالشراكة مع وزارة البيئة والتغير المناخي، بالتعاون مع شركاء إستراتيجيين، وذلك في سياق تضافر جهود الجهات الحكومية مع المؤسسات الخاصة والشركات والمجتمع المدني بهدف تنظيم مجموعة من الفعاليات والمبادرات المميّزة التي تهدف إلى تعزيز مستقبل مستدام للجميع.

وتشهد نسخة هذا العام من الحملة الوطنية السنوية، التي تنظم بمساندة مجموعة واسعة من الشركاء الإستراتيجيين والتجاريين والمجتمعيين والإعلاميين، أسبوعًا حافلًا بالأنشطة المتنوعة المتعلقة بالاستدامة، بما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة الوطنية.
وتستمر النسخة التاسعة من أسبوع قطر للاستدامة 2024 التي انطلقت في 28 سبتمبر الجاري إلى 5 أكتوبر المقبل، وستستند نسخة هذا العام على ما تم إحرازه من نجاحات كبيرة في السنوات الماضية، إذْ ستنظم مجموعة واسعة ومتنوعة من الفعاليات المصممة خصيصًا لاستقطاب كافة شرائح المجتمع.
ويتضمن أسبوع قطر للاستدامة 2024 النسخة الرابعة من حوار قطر الوطني حول تغير المناخ، المقرر عقدها يومي 1 و2 أكتوبر. ويوفر هذا الحوار منصةً للنقاشات المفتوحة حيث سيستكشف المشاركون الابتكارات والفرص الحديثة ذات الصلة بمواجهة تحديات المناخ.

الازدهار الاقتصادي
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس، قال الدكتور جونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز «إرثنا»: «نحن نعلم أن الازدهار الاقتصادي المستقبلي والرفاه الاجتماعي مرتبطان ارتباطًا مباشرًا بالتزامنا بالاستدامة. وندرك أهمية أن نعمل على تشجيع الجهود المشتركة لزيادة الوعي وتحفيز العمل لمواجهة التحديات الملحة واغتنام الفرص المتاحة في مجال الاستدامة، لتحقيق أهدافنا البيئية وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة. وترتكز مهمة أسبوع قطر للاستدامة على تحقيق هذه الأهداف الطموحة».
وأوضح الدكتور جونزالو كاسترو دي لاماتا، أن هذه النسخة تعتمد على النجاح الكبير الذي تحقق السنوات الماضية، وجعل أسبوع قطر للاستدامة 2024 الأفضل على الإطلاق، متوقعا أن تصل فعاليات هذا العام إلى أكثر من 400 فعالية ومبادرة من قبل أكثر من 200 جهة مشاركة، وأن ينمو هذا العدد بصورة أكبر على مدار الأسبوع.
وأضاف أن هذه النسخة هي الثالثة له منذ توليه إدارة المركز وقد شهدت هذه الفترة ما يزيد على 600 ألف شاركوا في أكثر من 2200 فعالية، وهذا يؤكد السعي الحثيث لتنفيذ أهداف الاستدامة والحرص الشديد على حماية البيئة وتحسينها للأجيال القادمة، مرجعا ما تحقق من إنجازات بيئية إلى إيمان المشاركين من مدارس وجامعات وجهات حكومية وخاصة وأفراد المجتمع وتفانيهم المستمر في تعزيز الوعي والعمل البيئي في دولة قطر، وسعيهم لتحقيق مستقبل أكثر نظافة واستدامة، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وتابع المدير التنفيذي لمركز إرثنا أن النسخة الحالية لأسبوع قطر للاستدامة تتضمن مجموعة واسعة من الأنشطة أهمها، ولأول مرة في تاريخ «حوار قطر الوطني حول تغير المناخ»، سيكون جزءا من الفعاليات وسيتم تنظيمه بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي وبدعم من السفارة الألمانية والعديد من الجهات الأخرى حيث يستكشف المشاركون فيه الابتكارات والفرص المختلفة، المتعلقة بمواجهة التغير المناخي، كذلك سيتم تنظيم عدد من الورشات المختلفة، المتعلقة بالاستدامة في إدارة المياه، والاقتصاد الدائري والقيم البيئية الإسلامية، وسبل نمذجة أنظمة الطاقة، وغيرها.
بالإضافة إلى وزارة البيئة والتغير المناخي، حضر المؤتمر الصحفي شركاء أسبوع قطر لاستدامة 2024 الإستراتيجيون، بما في ذلك وزارة الرياضة والشباب، وزارة البلدية وبرنامج «ترشيد» التابع للمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»، وهيئة الأشغال العامة «أشغال» ومتاحف قطر، وشركة مشيرب العقارية، والمجلس الثقافي البريطاني، وشركة «سنونو»، وشركة «شاطئ البحر» لإعادة التدوير والاستدامة، والدوحة «فستيفال سيتي»، والميرة، ومجموعة «اللولو هايبر ماركت»، وشركة «الأولية»، ومايكروسوفت وأجريكو قطر، بين شركاء آخرين.
وتشمل قائمة شركاء المجتمع لهذا العام شركة «كيو»، و»ديب» قطر، وإنبات القابضة، و»بلانيد» و»شورت باي شورتس» و»ساستينيال إل إل سي» وbigbmeetup، ومنتجع زلال، و»إيكويساستين»، و»كينجدوم كونسلت»، إضافة إلى برومو فيجون شريك الهدايا وشركاء الإعلام، «مرحبا قطر» و»آي لاف قطر».

محطة مهمة
أعرب المهندس أحمد محمد السادة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي بوزارة البيئة والتغير المناخي عن سعادته بمشاركة الوزارة في تنظيم أسبوع قطر للاستدامة وحوار قطر الوطني حول تغير المناخ، لهذا العام، واللذين يعدان محطة هامة ضمن مسيرة الدولة لتعزيز العمل الجماعي المشترك فيما يتصل بالاستدامة البيئية والتغير المناخي في مختلف جوانب الحياة.
وأشار إلى أن هذه الجهود تنبع بشكل أساسي من العزم الجاد على تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي أرست الأسس لضمان التناغم بين تنمية الاقتصاد والمجتمع ومتطلبات حماية البيئة وصونها، وجعلت التنمية البيئية في مقدمة أولوياتها.
وأكد أن مثل هذه الفعاليات من شأنها المساهمة بشكل كبير في نشر الثقافة البيئية بين مختلف فئات المجتمع سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، وبما يكفل تحقيق إحدى غايات رؤية قطر الوطنية حول إيجاد شعب واع بيئياً يثمن الحفاظ على الموروث البيئي في دولة قطر.
ولفت وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي إلى أن نسخة هذا العام من حوار قطر الوطني حول تغير المناخ ستشهد حزمة متنوعة من الجلسات التي تهدف إلى تبادل الرؤى والخبرات، واستعراض أفضل الممارسات البيئية والإنجازات المحققة في مسيرة العمل المناخي بدولة قطر، مؤكدا أن الحوار الذي يعقد على مدار يومي 1 و2 أكتوبر المقبل، سيكون له دور كبير في إجراء مناقشات جادة بين المؤسسات الوطنية، بما يساهم في تحديد مزيد من الخطوات والترتيبات لمواجهة التحديات المناخية.

تعزيز مشاركة الشبابأشار السيد محمد عبد الله جاسم المهندي ممثل وزارة الرياضة والشباب إلى مساهمة الوزارة في هذا الحدث كشريك إستراتيجي لتعزيز مشاركة الشباب في تحقيق رؤية قطر نحو الاستدامة البيئية، وتأكيد دورهم الفعّال في بناء مستقبل مستدام، مشيرا إلى أن هذه المشاركة تأتي ضمن التزام الوزارة بمحاور السياسة الوطنية للشباب، وخاصة المتعلقة بالبيئة والاستدامة، وسعيا لغرس قيم حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية في نفوس الأجيال الشابة، وتحفيزهم على تبني هذه القيم في حياتهم اليومية.
وأكد حرص وزارة الرياضة والشباب على تنظيم الفعاليات البيئية المتنوعة من خلال المراكز الشبابية التابعة لها، والأجهزة الشبابية بالأندية، واتحاد الرياضة للجميع، بهدف توعية الشباب والمجتمع بأهمية الاستدامة، وتعزيز دورهم في حماية البيئة والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة مبينا أنه في إطار سعيها لتمكين الشباب، نظمت الوزارة ورشا توعوية خاصة بالمراكز الشبابية بالتعاون مع مركز إرثنا، فيما تخطط لإطلاق مبادرات نوعية تعزز تحمل المسؤولية لدى الشباب والمجتمع تجاه البيئة.
ونبه المهندي إلى أن الوزارة تعمل على تشكيل فرق استدامة في المراكز الشبابية، ليكونوا روادا في نشر الممارسات المستدامة مجددا التزام الوزارة بممارسة الاستدامة ليس فقط عبر أنشطتها الخارجية، بل أيضاً داخل مؤسساتها وعبر كافة أذرعها، ومن خلال تطبيق ممارسات بيئية مستدامة في عملياتها اليومية، خاصة وأن تبني ممارسات الاستدامة ليس مجرد خيار، بل ضرورة لبناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال المقبلة.

دمج مبادئ الاستدامة
تحدث الدكتور علي المري مدير إدارة الجودة والسلامة بهيئة الأشغال العامة «أشغال» عن الجهود التي بذلتها وتبذلها الهيئة لتعزيز الاستدامة وإعادة التدوير، والتي تأتي ضمن إستراتيجيتها المؤسسية لتحقيق أهداف التنمية الوطنية الثالثة 2030- 2024 ورؤية قطر الوطنية 2030، مشيرا إلى أن «أشغال» تبنت مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى دمج مبادئ الاستدامة في جميع مراحل تنفيذ المشاريع من منطلق التزامها بالمساهمة في تحقيق الاستدامة وحماية البيئة.
 وأضاف أن دور الهيئة لا يقف فقط على إنشاء وتطوير البنية التحتية، بل يشمل أيضاً إيجاد نموذج يُحتذى به لتقليل تأثير المشاريع على البيئة باتباع النظم الصديقة للبيئة وتعزيز قيم الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، كما تواصل «أشغال» تعزيز قيم الاستدامة من خلال المبادرات والمشاريع التي أطلقتها في هذا المجال من خلال التركيز على إعادة التدوير واستخدام الموارد المتجددة والمواد البديلة.
وأكد الدكتور علي المري حرص الهيئة على استخدام المواد الإنشائية المعاد تدويرها مثل الإسفلت ومخلفات الحفر والهدم والإطارات المستعملة في مشاريع البنية التحتية، فضلاً عن إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في أنظمة التبريد وري المساحات الخضراء، وقد نجحت في تحقيق نسبة تدوير تجاوزت 50 بالمائة من المخلفات، كما تعمل «أشغال» على تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال مشاريع تطوير الأراضي والبنية التحتية وتوفير بنية تحتية متكاملة وشبكات طرق حديثة، تلبي احتياجات سكان المناطق القائمة والجديدة.
ونوه إلى أنه حتى نهاية عام 2023 تم إنجاز 250 كم من الطرق الجديدة و500 كم من شبكات الصرف، وهو ما يعكس التزام الهيئة بالاستدامة والتطوير ودعم رؤية قطر الوطنية وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. والعزم الدائم على مواصلة العمل بروح الابتكار والتعاون مع جميع الشركاء لتحقيق مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

مركز تعليمي
استعرض السيد وسيم محمد العلمي، مستشار المشاريع والمبادرات الإستراتيجية في مكتب الرئيس التنفيذي للعمليات بمؤسسة قطر مشروع «جزيرة الاستدامة»، الذي أطلقته المؤسسة أمس ضمن فعاليات أسبوع قطر للاستدامة وهي مركز مصمم لإعادة التدوير في المدينة التعليمية، هدفه تعزيز الممارسات ذات الصلة بتبني نمط حياة صديق للبيئة والتثقيف العملي بشأنها.
وأوضح أن عمل «جزيرة الاستدامة» يركز على إتاحة الفرصة أمام جميع فئات المجتمع للمشاركة في معارض تعليمية وورش عمل وعروض تفاعلية للتعرف على عمليات إعادة التدوير، واكتساب فهم أعمق بخصوص الممارسات المرتبطة بتعزيز الاستدامة كما تعد مركزا تعليميا متعدد القطاعات قائما على الشراكة، يعمل على توفير فرص تتعلق بالتعليم التجريبي، بدعم الشركاء من القطاعين الخاص والعام، من خلال تقديم ورش عمل تطبيقية لزيادة الوعي بأهمية الاستدامة وتثقيف الزوار من مختلف الأعمار، بشأن المشاريع والمبادرات الوطنية العديدة التي تساهم في جعل قطر دولة أكثر استدامة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا