حال قطر

العميد والرئيس التنفيذي لـ «نورثويسترن» لـ العرب: 4 مهارات ضرورية لإعداد إعلامي المستقبل

الدوحة - سيف الحموري - أكد الدكتور مروان كريدي، العميد والرئيس التنفيذي لجامعة نورثويسترن في قطر أهمية اللغة العربية باعتبارها معبرا عن الهوية في تحقيق أهداف الإعلام العربي والارتقاء في تقديم محتوى جاد وهادف.
 وأوضح في حوار خاص لـ»العرب» أن هناك تحديات كثيرة تواجه الإعلاميين أهمها الإعلام الرقمي الذي ظهر معه تدفق هائل في سيل المعلومات، ولم يعد يتم الاعتماد في الحصول على المعلومات على الوسائل الرسمية أو الإعلام التقليدي، فظهر مؤثرون جدد في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن الجامعة تهتم بإعداد دارسي الإعلام بمهارات وأدوات تمكنهم من مواجهة التحديات، مشددا على أن الصحفي مهمته الكتابة والتفكير والبحث بعمق والتحليل الرصين فضلا عن مهارات اللغة الأصلية واللغات الأخرى.. إلى تفاصيل الحوار:

 لو نتحدث عن أهمية معرض «حدود لغتي حدود عالمي» واهتمام جامعة نورثويسترن باللغة العربية؟
إن افتتاح معرض جديد على أهمية اللغة العربية يعد بمثابة شهادة قوية على التزامنا بالتميّز والتعاون والبحث الفكري. ومن خلال التعمق في تعقيدات وتأثيرات اللغة العربية المتطورة، لا يحتفي هذا المعرض فقط بغنى تراثنا الثقافي، بل يبدأ حواراً هادفاً حول مستقبله.
وقد وفر المعرض منصة للنقاشات النقدية التي يتردد صداها بعمق داخل مجتمعنا وخارجه، وقال إننا نساهم في تعزيز الحراك الثقافي في المجتمع ونعلم أن أساس الثقافة هو اللغة التي تبدأ بالحرف ثم الكلمة والجملة والتي تنطلق منها مختلف أنواع الإبداعات الأدبية والفنية والفكرية، فالمعرض يأتي في ظل التحديات التي تواجه اللغة العربية في ظل سيطرة الإعلام الرقمي وبالتالي فإن دورنا هي أن نساهم في إنعاش اللغة العربية في ظل سيطرة الإعلام الرقمي. وقال إن المعرض يعتبر متحفا جامعا يختص بالثقافة الرقمية ونحن رواد في هذا المجال باعتبار تخصص الجامعة في الإعلام، كما نعزز الحراك الثقافي واللغة العربية في دولة قطر حيث نعهد حاليا إلى ترجمة البحوث الأكاديمية لدينا إلى اللغة العربية ونحسن علاقاتنا بالإعلام الناطق باللغة العربية في قطر والعالم العربي.

 إذا تحدثنا عن البحوث المترجمة وكيف يمكن إتاحتها للقارئ؟
البحوث المترجمة سوف تتاح مطبوعة إلى جانب إتاحتها رقميا، ولكن هذا المشروع في بداياته ولم ينته بعد وفي خلال عام ستكون هناك بحوث مترجمة متاحة رقما ومطبوعة.

 وما هي مجالات البحوث التي تحرصون على ترجمتها؟
نركز في الأساس على ترجمة بحوث الهيئة التعليمية في جامعة نورثويسترن، فهي بحوث أكاديمية إلى جانب بحوث الطلاب كذلك، وهي على الرغم من كونها بحوثا أكاديمية فهي تهتم بالشأن الثقافي والشأن الاجتماعي لأن هذه الترجمات تقربنا كذلك من المجتمع وتجعل المجتمع في قطر على إدراك بهذه الجامعة وأهدافها واهتماماتها.
 
باعتبار تخصص الجامعة في الإعلام كيف ترى التحديات التي تواجه الإعلام العربي حالياً؟
هناك تحديات كثيرة الأهم منها هي تحديات الإعلام الرقمي حاليا لأنه أصبح المسيطر أكثر من الإعلام التقليدي من صحافة وتلفزيون وغيرهما، ما ظهر معه تدفق هائل في سيل المعلومات، ولم يعد الإعلام الرسمي أو التقليدي حكرا ونشأت مصادر ومنابر جديدة للتعبير عن الرأي خارجة عن السيطرة، كما ظهر ما يسمى بـ «المواطن الصحفي» والتعرف على مساهماته في إبداع محتويات إعلامية متنوعة نتيجة سيطرة شبكات التواصل الاجتماعي، هذا فضلا عن التحديات الأخرى من تكنولوجيا واقتصاد وتطوير المهارات والوعي بالهوية الوطنية.

 وما هي الأدوات التي يمكن أن تكون ناجعة وتحرصون على غرسها في طلابكم وإعدادهم لتطورات الإعلام الرقمي؟
إن المهارات الإعلامية واحدة سواء كانت للإعلام التقليدي أو الإعلام الرقمي، لأن الصحفي مهمته الكتابة والتفكير والبحث بعمق والتحليل الرصين، لكن يختلف التعامل مع الجمهور الذي يتعامل مع الإعلام الرقمي بطريقة مختلفة فقد أصبح معنا في كل مكان.
نلاحظ دخول مجال الإعلام الرقمي بعض العناصر من غير المؤهلين أكاديمياً ومع ذلك هناك من نجح في اجتذاب جماهير وأصبح من المؤثرين... ألا ترى أن هؤلاء يؤثرون في المشاريع التي يتبناها الإعلام؟
وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت مؤثرة وكل شخص يعتبر ناشرا اليوم، فالذي يجب أن نركز عليه هو نوعية الإعلام وبالتالي نركز في إعداد دارسي الإعلام على اكتساب مهارات مختلفة فهم يتعلمون الكتابة والتفكير مع أهمية الثقافة الموسوعية وفي نفس الوقت التخصص في مجال إعلامي محدد.

 وهل ما زال التخصص الأكاديمي مهماً في هذا المجال؟
التخصص ضرورة بالفعل ولكنه ليس نهاية المطاف بل هو البداية فأكيد نعطي فرصة للدارسين للتعرف على قواعد العمل الإعلامي ولكن هناك ضرورة أن يطوروا أنفسهم ويدركوا حجم المتغيرات الثقافية ما يجعلهم جاهزين للعمل.

وإلى أي مدى تعتمد الجامعة على أساليب الذكاء الاصطناعي في نظام التعليم لطلاب الإعلام؟
تحدي الذكاء الاصطناعي كبير جدا ولدينا في الجامعة يرصد تأثير الذكاء الاصطناعي في مجالات الاتصال والإعلام ولا نستطيع حسم هذا التأثير حاليا، ولكن مع ذلك نهتم بإعداد الطلاب وتعريفهم بهذه المستحدثات مع التطوير للمهارات الأساسية، فاللغة هي الأساس ثم مهارات البحث والتأكيد من صحة المعلومات، مع أهمية تعدد اللغات.

 من وجهة نظرك كيف ينتقل الإعلام العربي من التأثير داخل محيطه إلى التأثير العالمي؟
بالطبع إن اللغة لها التأثير الأكبر لأن التفاعل لا يكون من خلال لغتك فحسب ولكن لابد من مخاطبة الجمهور العالمي بلغته لتصل إليه ولذلك لدينا ضرورة وهي قدرة الإعلاميين على التعامل بلغتهم الأم وهذا ما نحاول ترسيخه لدى الدارسين إلى جانب إتقان اللغات الأجنبية للوصول إلى جمهور أكبر.

Advertisements

قد تقرأ أيضا