حال قطر

سفير دولة قطر لدى السويد: زيارة سمو الأمير تعد تتويجا لخمسين عاما من العلاقات التاريخية بين البلدين

الدوحة - سيف الحموري - أكدت سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي سفير دولة قطر لدى مملكة السويد، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى السويد تمثل تتويجا لخمسين عاما من العلاقات التاريخية بين البلدين التي بدأت في عام 1974، وتعكس عمق الروابط والإنجازات المشتركة التي تحققت على امتداد عقود.

وقالت سعادتها، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن زيارة سمو الأمير التي تأتي تلبية لدعوة دولة السيد أولف كريستيرسون رئيس وزراء مملكة السويد، ستركز على الأبعاد الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية للدفع نحو القيام بشراكات وثيقة تحقق النفع المتبادل".

ونوهت بأهمية زيارة سمو الأمير للسويد، كونها تبرز عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزز الشراكة المتينة بينهما، مبينة أن الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية في ظل تحولات عالمية متسارعة، مشددة على أهمية تنوع شبكة العلاقات الثنائية وتفعيلها لخدمة جميع الأطراف، في ظل الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم، لا سيما في مجالات الطاقة، وتحديات أزمة المناخ، والجفاف، والتصحر، والمياه.

وأضافت أن زيارة سمو الأمير تعد فرصة ثمينة لتفعيل أطر التعاون المشترك، واستكشاف آفاق جديدة مع دول الشمال الأوروبي، استنادا للثقة الكبيرة التي تحظى بها دولة قطر ودورها البارز على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأشارت سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي إلى أن برنامج زيارة سمو الأمير لمملكة السويد سيتضمن عددا من اللقاءات رفيعة المستوى أبرزها لقاء مع جلالة الملك كارل غوستاف السادس عشر ملك مملكة السويد، في القصر الملكي، وزيارة إلى البرلمان السويدي، يلتقي سموه خلالها سعادة الدكتور أندرياس نورلين رئيس البرلمان، بالإضافة إلى عدد من النواب وممثلي الأحزاب السياسية في البرلمان السويدي.

ولفتت سعادتها إلى أن برنامج الزيارة ستشهد جلسة مباحثات رسمية مع دولة رئيس وزراء مملكة السويد، يتم التطرق خلالها إلى مجموعة من الموضوعات البارزة على الصعيدين الثنائي والدولي، أهمها؛ المجال السياسي، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والمشاريع المستدامة، والبحث العلمي والابتكار، والقضايا الإقليمية والدولية.

وبينت أن الزيارة ستعزز التفاهمات السياسية وتبادل وجهات النظر حول كيفية مواجهة التحديات المشتركة، حيث يرى العالم دولة قطر شريكا دوليا موثوقا تسعى إلى تعزيز التعاون الدولي معه في مختلف المجالات، فيما ستسهم الزيارة في توطيد التفاهم بين قيادتي البلدين لفتح المجال لاستكشاف وبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية، بما يسهم في تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع فرص التعاون.

وقالت سعادة سفير دولة قطر لدى السويد: "إن الزيارة ستكون قوة دافعة لجولات المشاورات السياسية على مستوى وزارتي الخارجية بين البلدين، والتي عقدت بانتظام منذ عام 2019، وكانت آخرها الجولة الثالثة في شهر فبراير الماضي، والتي أثمرت في تعزيز التفاهم والتعاون الثنائي".

وأضافت أن سمو الأمير سيجري، خلال الزيارة، مباحثات ثنائية مع دولة رئيس وزراء مملكة السويد، يتم خلالها استعراض علاقات التعاون بين البلدين على الصعيدين الثنائي والدولي، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تتناول المباحثات المواضيع والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك قضايا الأمن والسلام، والتنمية المستدامة، كما سيركز الحوار على تطورات الأوضاع الجارية في المنطقة، وغيرها من الملفات التي تشكل أولوية لدولة قطر ولمملكة السويد وبحث سبل تعزيزها، مع التركيز على القضايا المشتركة مثل؛ التغير المناخي، والتنمية المستدامة، والابتكار، والتكنولوجيا.

وتابعت سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي قولها: "إن برنامج الزيارة سيتضمن التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، والتي ستغطي مجالات عدة، مثل: التعاون في مجالات الابتكار، والنقل البري والدفاع، والتنمية الاجتماعية، والمساعدات الإنسانية، والسلام والمصالحة".

وبينت سعادتها أنه في ظل رئاسة دولة قطر للدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورئاسة مملكة السويد لمجلس وزراء دول الشمال الأوروبي للعام 2024، سيتم التباحث خلال الزيارة في مجالات التعاون بين دول الخليج ودول شمال أوروبا، حيث سيعقد أول اجتماع وزاري رفيع المستوى بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجلس وزراء دول شمال أوروبا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري، مما يعزز من أهمية التعاون بين البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وحول اهتمام دولة قطر ومملكة السويد بتعزيز التعاون الثنائي في مجال التنمية والمساعدات الإنمائية والوفاء بالالتزامات الأممية، أوضحت أن التعاون الثنائي بين البلدين في هذا الإطار يعد نموذجا متميزا للتعاون الدولي، حيث يدعم هذا التعاون المبادرات الإنسانية والتنموية من كلا الطرفين، وبما يتماشى مع الالتزامات الأممية، ما يعزز من تحقيق أهداف التنمية العالمية وتحسين حياة المجتمعات الأكثر احتياجا.

وفي سياق متصل، أكدت سفير قطر لدى السويد، أن التبادل التجاري بين البلدين شهد نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو بفضل تعزيز التعاون الثنائي والاستثمارات المتبادلة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين بنسبة 79 بالمئة في عام 2023، ليصل إلى 1.55 مليار ريال قطري.

وأشارت إلى أن هذا النمو يعكس قوة الشراكة الاقتصادية بين البلدين ويعزز من استدامتها، إذ يتميز التعاون الاقتصادي بين قطر والسويد بالتنوع والنمو المستمر، ويشمل مجالات متعددة مثل؛ الطاقة، والتكنولوجيا، والصناعات الثقيلة، فضلا عن وجود فرص جديدة في قطاعات الابتكار والاستدامة، والذكاء الاصطناعي.

وبينت سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي أنه يوجد حاليا حوالي 52 شركة سويدية تعمل في دولة قطر، من بينها شركات بارزة، مثل: فولفو، كونسيليوم، ايكيا، سكانيا وغيرها، حيث تسهم هذه الشركات في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأوضحت سعادتها أن هذه الأرقام والنسب المرتفعة تعكس الأهمية المتزايدة للشراكة الاقتصادية، لاسيما أن الدوحة أصبحت مقصدا رئيسيا للعديد من الشركات ورجال الأعمال السويديين، حيث جرت لقاءات استهدفت بحث فرص التعاون المستقبلية، والتي من شأنها أن تعزز من أفق النمو والابتكار في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

Advertisements

قد تقرأ أيضا