الارشيف / حال قطر

أيتام مبادرة «رفقاء».. مسيرة نجاح وتميّز

الدوحة - سيف الحموري - توفر قطر الخيرية من خلال مبادرة «رفقاء» مظلة كفالتها على أكثر من 212 ألف يتيم ومكفول حول العالم حاليا، منهم حوالي 2550 مكفولا في تشاد. وبدعم أهل الخير في قطر تحرص «رفقاء» على توفير الرعاية الشاملة لمكفوليها، وقد أسهمت في تحقيق طموحات وأحلام الكثيرين منهم، وكانت سببا في صناعة قصص نجاح باهرة بعد أن تميّزوا في مسيرتهم العلميّة والعمليّة، وأسهموا في خدمة مجتمعاتهم، ومنهم الشاب التشادي «عبد الرحمن أبكر يونس» الذي تحوّل من مكفول سابق لمتطوِّع متميّز في رعاية الأيتام.

لم يكتف «عبد الرحمن أبكر» أن يواصل دراسته بجدّ حتى تخرّج في الجامعة بتفوق، بل حرص على أن ينتقل بجدارة من يتيم مكفول لدى قطر الخيرية إلى متطوِّع لخدمة الأيتام بإخلاص وشغف أثناء دراسته الأكاديمية، ولا يزال يقوم بهذا الواجب الإنساني من بعد تخرجه وحتى الآن.
 انعطافة مهمة
ولد المكفول «عبد الرحمن أبكر يونس» عام 1996 في العاصمة أنجمينا، وله خمسة أخوة من البنين والبنات، توفي والده عام 2000 بسبب مرض لم يمهله طويلا، فكان على أمه أن تعاني في توفير الاحتياجات المعيشية والمستلزمات المدرسية له ولأخوته، حتى تمت كفالته من أهل الخير في قطر عام 2002 هو وأخوه جبريل الذي يصغره، فكانت انعطافة مهمة في حياته وحياة أسرته، وحافـــــــزا للطفلين على مواصلة دراستهما حتى أنهيا الدراسة الجامعية، حيث حصل عبد الرحمن على بكالوريوس في «الاجتماع التنموي» من جامعـــــــة «نقاوندري» بالكاميرون.
تعلّم عبد الرحمن الذي عانى في صغره من ألم الفقد وقسوة اليتم دروسا عديدة أهمها ـ كما أخبرنا ـ شكر الله على نعمه، وتقدير من وقف إلى جانبه ومدّ يد العون له حتى غدا شابا، وهو ما خلق لديه رغبة قوية لمساعدة الأيتام، عبّر عنها بقوله» كما يسر الله لي في صغري من ساعدني كيتيم، فقد صار لزاما عليّ بعد أن كبرت أن أؤدي جزءا من هذا الدَين الذي لا يجازي عنه سوى الله سبحانه بمرافقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة».
بدأ هذا التفكير يلحّ على عبد الرحمن بعد حصوله على الثانوية العامة، وهو ما جعله يختار دراسة علم الاجتماع والتنمية، يقول: «فكّرت بهذا الفرع لأتمكّن مستقبلا من خلق قيمة مضافة في رعاية الأيتام من خلال فهم نفسية اليتيم وكيفية التعامل معه ودعمه».

تطوّع بشغف
تم اختيار عبد الرحمن ضمن فريق المتطوعين في قسم رعاية الطفولة والأسرة بمكتب قطر الخيرية بتشاد خلال دراسته الجامعية نظرا لتميّزه، ليسهم من خلال ذلك بتقديم الدعم المدرسي والإشراف على الأنشطة الترفيهية للأيتام المكفولين لدى المكتب، والمساعدة في توفير متطلبات التقارير الخاصة بهم، فضلا عن توزيع معونات الإغاثات والمشاريع الموسمية.
خدمة الأيتام ورعايتهم صارت جزءا من حياة عبد الرحمن، وخلقت لديه التفكير الدائم بمستقبلهم، والتطلّع لتأهيلهم وتمكينهم من فرص النجاح في الحياة، ويأمل أن تتيسر لهم مشاريع وقفية تدعمهم، وفتح آفاق لإكمال دراستهم العليا، لتحفيزهم على المثابرة لتحقيق طموحاتهم.
ولا ينسى عبد الرحمن وهو يستعرض تجربته بين الأمس واليوم من توجيه الشكر لوالدته الحنون ولكافله الكريم ولقطر الخيرية فالفضل ـ بعد الله ـ لهم في كل ما حقّقه حتى الآن ـ كما أخبرناـ.
للمزيد من المعلومات أو للاستفسار يرجى التواصل على الرقم: 55569041 البريد الإلكتروني: [email protected]

Advertisements

قد تقرأ أيضا