الارشيف / حال قطر

«سيلفي» ظاهرة اجتماعية أم مرض نفسي؟

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

انتشرت ظاهرة « السيلفي « في المجتمعات حول العالم، وهي لم تَعُد تقتصر على الشبّان والشابات، بل تحوّلت وسيلة يلجأ اليها الجميع لالتقاط صورة ذاتية لهم، عن طريق مدّ الذراع، في مشهدٍ بات مألوفاً ومتكرّراً في حياة المشاهير والسياسيين وحتى رجال الدين.
مصطلح «Selfie» يعني بالعربية «التصوير الذاتي»، وهو أن تأخذ صورة ذاتية لنفسك مع شخص واحد أو أشخاص كثيرين باستخدام كاميرا الهواتف الذكية أو الأجهزة الذكية، لتنشرها لاحقاً على موقع التواصل الاجتماعي وعلى الصفحات الشخصية.
وعلى رغم أنّ صورة السيلفي تُعرف منذ وقت طويل وكانت تُلتقط من خلال كاميرات تحمل ميزة التصوير التلقائي، إلّا أنّ تكنولوجيا الكاميرات أكسبتها اليوم شهرةً وبعداً كبيرين، بحيث أصبحت هوَساً عند كثير من الأشخاص وتعكس بحسب الدراسات، اضطرابات عقليّة ناتجة عن رغبة جامحة في تعويض عدم الثقة بالنفس ووجود فجوة في العلاقات الحميمة بين الأصدقاء والأهل. وبحسب دراسات كثيرة أيضاً، فإنّ التقاط كثيرٍ من الصور الشخصية قد لا يكون مجرّد حال إدمان على التصوير الذاتي، بل يُمكن أن يكون أحد المؤشرات الأولية للإصابة باضطراب يمكن أن يؤدي إلى اكتئاب وعواقب نفسية وخيمة. لكن من جهة ثانية هذا لا يعني أنّ كلّ شخص يلتقط الصور الشخصية قد يكون مصاباً بالهوس أو المرض النفسي.
السيلفي كظاهرة خضعت لعدد من التفسيرات، فهي (بمثابة كلمة جميلة نوجهها إلى أنفسنا)، أو هي (جانب النرجسية في ثقافتنا)، أو هي (تعبر عن آرائنا)، أو أنها (تزيد ثقتنا بأنفسنا)، أو أنها (نوع جديد من التواصل الاجتماعي)، تدل التفسيرات المتعددة لهذه الظاهرة على أنها صارت فلسفة بحد ذاتها».
- وقد أشارت دراسة أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي الى أن انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وحاد في صفوف بعض الشباب، قد يشير الى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها، عندما يتجاوز الأمر الى أن تصبح حالة مزمنة، وقد شخصت الدراسة حالة ناشط فيسبوكي فقد السيطرة على نفسه أمام رغبته الجامحة في تصوير نفسه «على مدار الساعة»، ومشاركة الصور في المواقع الاجتماعية، لست مرات في اليوم على الأقل بشكل مستمر.
- ومن ضمن التحليل النفسي لهذه الظاهرة ايضا، أن الإغراق في هذه الممارسة يعود إلى إسقاطات نقص، أو عقد لدى الشخص الذي يقوم بها. وهذا الإغراق تعبير عن اضطراب نفسي وخلل يكشفان مؤشرات نرجسية تدفع الشخص إلى محاولة إظهار نفسه وفرضها على الآخرين بسبب إعجابه المفرط بنفسه. وهو على صعيد المجتمع الذي يتفاعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي قد افرز حالة نفسية مجتمعية أصبح من خلالها الناس يستطيعون أن يبرزوا أنفسهم في شكل سهل من دون الحاجة إلى مهارات جسدية أو ثقافية، أو التعرض للإحراج بسبب وجود جمهور يخشونه بسبب شعور دائم بالنقص لديهم. يضاف الى ذلك، أن الحاجة إلى إثبات الذات تجعل الشخص يغرق في هذه الحال كلما شعر بالحاجة إلى تلقي الاهتمام فينشط في شكل لافت ليعبر عن ذاته، فهو يحاول أن يقول للآخرين إنه هنا، وإنه مهم..
- أما مؤيدو هذه الظاهرة فقد ذكروا أن لها فوائد، من ذلك ان هذه الصور لم تعد للذين يتأنقون (في كثير من الحالات، يرتدي الناس أحسن الملابس، ويتجملون، ليصورهم مصور)، الآن، لأن أي شخص أصبح قادرا على أن يصور نفسه بهاتف ذكي، حيث ظهرت “الصورة الواقعية”، وبذلك انتهى عصر حكم الآخرين علينا (الذين يصوروننا)، انتهى عصر الصورة الجميلة.
ومن فوائدها ايضا، ان الشخص يقول: «أنا هنا، أنا في هذا المكان، في هذا الوقت. لست منعزلا، أو انطوائيا، أو وحيدا. أنا اجتماعي لأن الذين يشاهدون صورتي هذه، يصيرون شركاء معي في وحدتي وبالتالي، لا يجعلونني أحس بأني وحيد.

❚ التفكير الإيجابي

- اعلم أن العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا أو تعيسا أو سعيدا أو غنيا أو فقيرا فتعلم السيطرة على عقلك من خلال أفكارك.
- اعلم أنه من لم يفشل لم ينجح.
- اعلم أن ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك.
- التركيز على النجاح يساعد على حدوثه.
- إذا كان مصعد النجاح معطلا فاستخدم السلم درجة درجة.
- إن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبيا أو إيجابيا.
- العقل مثل العضلة كلما مرنته زادت قوته.- ليس هناك فشل وإنما هناك نتائج فقط.

❚ همسات

- استفيدوا من الجلسات العائلية في توجيه أولادكم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية.
- تابعوا أولادكم باستمرار وراقبوا سلوكهم وأفعالهم خفية عنهم، فإن ذلك عون كبير لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيههم بطريقة صحيحة.
- كل طفل لابد أن تكون فيه صفات طيبة وما علينا إلا أن نبحث عن هذه الصفات ونثني عليها في كل مناسبة، ونشجعهم بالمحافظة على هذه الصفات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا