الارشيف / حال قطر

الطبيب النفسي وثقافة المجتمع

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

هل يعتبر كل من يزور عيادة نفسية أو أخصائياً نفسياً مجنوناً؟ هذه هي الحقيقة التي فرضتها علينا ثقافة المجتمع، حتى إننا نخاف أن نخوض في مثل هذه الأمور ونعيبها على بعضنا البعض وكأنها عار، وهذا ما جعل اللجوء الى الطبيب النفسي للتغلب على الإفرازات النفسية السلبية يدخل في ثقافة العيب -إن صح التعبير-، ويعد في مجتمعنا حالة اجتماعية قليلة نادرة الحدوث، وإن حدثت ففي سرية تامة خوفا من ان تكون وصمة عار في تاريخ الشخص..
لماذا يتهرب الكثير من مراجعة الطبيب النفسي؟، من منا يجرؤ على ذكر اسمه الحقيقي في مكالمة هاتفية مع طبيب نفسي؟ كل هذه التساؤلات تجعلنا نعيد النظر في كيفية التعامل مع المشاكل التي قد تؤثر على نفسيتنا وتمنعنا من تلقى علاج يساعدنا على الخروج من أزمات قد تتطور لتعود سلباً على أنفسنا ومن حولنا دون سابق إنذار.
البعض من الناس يعاني في حياته اليومية من الحالات النفسية المتنوعة كالحزن والقلق والارق واضطراب المزاج واشياء اخرى كثيرة، وقد تكون لهذه المعاناة ارتباطات كثيرة بالنواحي الشخصية والاجتماعية والعملية للانسان، لذلك فان أي آثار سلبية لاستمرار هذه المعاناة سوف تنعكس سلباً على تلك النواحي، وقد يؤدي الى خلل فيها أو تعطيلها مما يزيد المشكلة ويؤدي الى زيادة المعاناة البعض الآخر تكون معاناته أكبر مما يجعل حياتة صعبة ويبدو فيها عاجزا أمام ما يعانيه.
ماذا افعل؟ هذا السؤال الذي يراود أذهان الكثيرين من هؤلاء الأشخاص بعد أن تتمكن منهم الحالة وتفشل كل وسائلهم للحل او التعايش مع هذه المعاناة.
ربما أن ما يعاني منه هو حسد أو سحر، اذاً لا مانع من زيارة الشيوخ او المشعوذين أو من يدعون العلاج الروحاني، لكن المفاجأة ان المشكلة تعقدت وأصبحت تسبب الضرر على جميع المستويات من معاناة يومية توسعت لتؤثر على الاسرة بالكامل وخسائر مادية ومال مهدور اضافة الى العطل الذي يجعل عمل الانسان في خطر الفقدان.
إذا كان شخص يعاني من مشكلة نفسية وسألته لماذا لا تذهب إلى الطبيب النفسي من أجل الكشف والعلاج، الجواب المعتاد هو (لا، لانه ليس مجنون أو مريض نفسي) رغم قناعته بأن ما يعاني منه هو حالة نفسية لو اهملها ستتفاقم، الاّ أن خوفه من أن يُطلق عليه المجتمع اسم مريض نفسي او يُتهم بالجنون يمنعه من زيارة الطبيب النفسي، البعض الآخر يعتقد أنه قادر لوحده أن يتجاوز أزمته بدون الرجوع الى طبيب نفسي، وآخرون يكونون تائهين لا يعلمون إلى أي تخصص طبي يذهبون للمساعدة.
ولهذا لابد لكل هؤلاء الأشخاص أن يعلموا ان الخجل وتجنب الذهاب الى الطبيب النفسي ليس له الاّ ضحية واحدة وهو الشخص ذاته وأسرته بكاملها، حيث إنه إن ذهب الى الطبيب النفسي مبكرا يساهم في علاج المشكلة وهي لاتزال في حدودها الضيقة، بينما التأخر في طلب العلاج يسبب تفاقماً للمشكلة ويحتاج الى علاج بطريقة اوسع قد تتضمن الدخول الى مستشفى لتلقي العلاج، وتكون نتائجها احيانا اقل ايجابية من العلاج المبكر.
ان التعامل في الطب النفسي يمتاز بالسرية التامة بكل ما يتعلق بالمريض من معلومات و علاج، فلا داعي للقلق والتردد من زيارة الطبيب النفسي.
ولهذا جاءت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك « من أجل تقديم الدعم النفسي والمعنوي لمتلقي الخدمات النفسية وإزالة وصمة العار، والمشاركة بفاعلية في رسم السياسات النفسية بما يتناسب مع حقوق المرضى النفسيين والدفاع عنهم وتعزيز الكرامة الإنسانية لهم، وإذكاء الوعي في قطر والعالم العربي والعمل على بناء مجتمع مثقف نفسيا وسليم متكيف مع متغيرات الحياة.

❚ التفكير الإيجابي

- تعود على التفكير الإيجابي واختر تلك العبارات الايجابية التي ستساعدك بلا شك على النجاح والتفوق.
- قم بتصوير العبارة الإيجابية التي تناسب اكثر من صورة.
- الصق الصورة في أماكن متكررة أمامك بصورة يومية كموقع بارز في غرفة النوم، بجوار مكتبك عند الباب.
- عود نفسك النظر إلى هذه العبارات يومياً.
- كرر العبارات في ذهنك كلما تذكرتها باستمرار.
- برمج نفسك على أن تكون ناجحاً في دراستك، وتخيل أنك حصلت على أعلى تقدير.

❚ همسات

- اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.
- علّم ابنك أن الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال.
- لا تخلف وعدك أبدا وبخاصة مع أبنائك فإن ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهد.
- لا تمانع في أن يختار ابنك أصدقاءه بنفسه، ويمكنك أن تجعله يختار من تريد أنت دون أن تشعره بذلك.

Advertisements

قد تقرأ أيضا