كتب باسل النجار - الاثنين 30 ديسمبر 2024 12:39 مساءً - حال الخليج – مسقط
تُعتبر الثقافة المالية من المهارات الأساسية التي يحتاجها الأفراد في حياتهم اليومية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة والتغيرات السريعة في الأسواق المالية، لذلك تساهم الثقافة المالية في تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات حكيمة بشأن أموالهم، مما يعزز من قدرتهم على إدارة ميزانياتهم الشخصية، والاستثمار بحكمة، والتخطيط لمستقبلهم المالي.
في هذا السياق، نظّم بنك مسقط مؤخراً وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ورشة تدريبية ضمن مبادرة أكاديمية ماليات للثقافة المالية ولمدة يومين حول اساسيات ومفاهيم الثقافة المالية، حيث استهدفت مجموعة من معلمي المهارات الحياتية وأخصائيي التوجيه المهني وعدد من أعضاء فريق مشروع خزنة، وهدفت الورشة إلى تدريب المدربين وتزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لمعرفة المفاهيم المالية الأساسية، مثل اتخاذ القرارات السليمة وتعلّم كسب المال والانفاق والادخار، وطرق تنمية الأموال والعطاء ، هذا وقد اعتبر المشاركون الورشة بأنها فرصة قيّمة لتعزيز الوعي المالي، وتقديم الأدوات اللازمة لمساعدة طلبة المدارس في تحقيق أهدافهم المالية وذلك من خلال التجارب والأفكار التي سيتم تطبيقها.
في هذا الاستطلاع، سنستعرض آراء عدد من المشاركين حول تجربتهم في هذه الورشة، وما اكتسبوه من معارف ومهارات، وكيف ستؤثر هذه التجربة على نقلهم لهذه المعرفة لزملائهم في المحافظات التعليمية وتأثير ذلك على الطلبةالذين سيتم نقل هذه المعرفة لهم.
أكدّ الدكتور محمد بن هلال السيابي، مشرف مهارات حياتية بمحافظة الداخلية بأن تعزيز الثقافة المالية في المدارس يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء مجتمع قوي ومتين، و قال: “من خلال هذه الورشة، تعرفت أكثر على أهمية تعليم الطلبة كيفية التخطيط لمستقبلهم المالي، وسنسعى لنقل هذه المعرفة للطلبة من خلال ورش عمل مخصصة يتعلمون فيها كيفية إعداد الميزانية، وأهمية الادخار، وكيفية الاستثمار بحكمة، فهذه المهارات ليست مجرد معلومات نظرية، بل هي أدوات حقيقية ستمكنهم فعلياً من تحقيق الاستقلال المالي في حياتهم على المدى البعيد.“
بدورها قالت رجاء بنت راشد اليزيدية، أخصائية توجيه مهني بمدرسة وادي الحيول بمحافظة البريمي: “في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لبنك مسقط ولوزارة التربية والتعليم ممثلة في فريق مشروع خزنة على اتاحة الفرصة لي لعرض تجربتي في نشر الثقافة المالية لطلبة المدرسة، فهذا البرنامج يساهم في تطوير الكفاءات المالية وتطوير مهارات التعامل مع المال كالادخار والاستثمار والعطاء“، وأضافت اليزيدية بأن أهمية الثقافة المالية للطلبة تكمن في قدرتهم على التعاطي مع المتغيرات الاقتصادية والتطورات المالية من خلال تعويدهم على تحمل المسؤولية في الانفاق واستخدام مصروفهم الشهري بالشكل الأمثل.
أما رحاب بنت عوض السنانية، أخصائية توجيه مهني بمدرسة بحر عُمان للتعليم الأساسي بمحافظة جنوب الشرقية، فأكدّت بأن مشاركتها في الورشة التدريبية لأكاديمية ماليات أكسبتها العديد من المهارات في الطريقة الصحيحة لإدارة الميزانية والتخطيط المالي، مضيفةّ بأن الثقافة المالية تعد أحد المهارات اللازمة لغرسها في نفوس النشء منذ الصغر وتعزيز هذا الوعي لديهم وتشجيعهم على الادخار، مقدمةّ السنانية شكرها العميق لبنك مسقط على هذه الفرصة.
من جانبة ، أوضح خالد بن سعيد السيابي، مشرف توجيه مهني بمحافظة الداخلية، بأن هذه الورشة تأتي استكمالاً للورشة الأولى والتي تم عقدها العام الماضي لتدريب المشرفين والاخصائيين حول أسس الثقافة المالية، مضيفاً: “لقد قمنا بنقل المعرفة من الورشة السابقة إلى أخصائيي التوجيه في محافظة الداخلية والذين بدورهم قاموا بعقد حلقات تدريبية لطلبة الصف العاشر من مختلف المدارس في المحافظة والذين أبدوا حماسهم وشغفهم لتعلّم هذه المعارف والمفاهيم المالية.” وأضاف السيابي بأن تعليم هذه المبادئ للطلبة منذ سن مبكرة هو أمر مهم جداً لأنه سيؤدي في نهاية المطاف إلى خلق جيل مستقلّ مادياً يستطيع وضع خطط مدروسة للمال الذي بين يديه ويعرف التوازن بين الانفاق والادخّار.
وأعربت سميرة بنت خميس العلوي، مشرفة مهارات حياتية بمحافظة البريميعن امتنانها للمشاركة في الورشة مؤكدة بأنالمشاركة في الورشة التدريبية أعطتها الفرصة لتنمية معارفها حول المفاهيم المالية واكتساب مهارات جديدة تساعد على اتخاذ قرارات مالية سليمة. وأضافت: “وهذه الأدوات بلا شك ستساهم – عند نقلها لطلبة المدارس- في بناء جيل واعٍ ومثقّف مالياً وقادر على البحث عن طرق كسب الأموال وتنميتها ليكونوا أفراد مستقلين مالياً وقادرين على مواجهة الأزمات المالية والتحديات الاقتصادية المتغيّرة.“
