الارشيف / حال المال والاقتصاد

الاستثمار الأجنبي المباشر.. قاطرة النمو

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 30 ديسمبر 2024 12:19 صباحاً - في عالم يسوده التنافس الاقتصادي وتتشابك فيه الأسواق، يُعد الاستثمار الأجنبي المباشر (Foreign Direct Investment - FDI) جسراً يربط بين الدول، حيث يحمل معه وعوداً بالنمو والتنمية، فعندما تعلن شركة عالمية، مثل تسلا Tesla، إنشاء مصنع جديد في الصين، فهو ليس مجرد مصنع عادي، بل مشروع متكامل يجلب معه أحدث التقنيات وفرص العمل.

الاستثمار الأجنبي المباشر ليس كأي استثمار آخر، إنه عملية طويلة الأمد تتجاوز حدود المضاربة المالية في الأسواق، فهو يعني ضخ رأس المال من قبل شركة أو فرد في بلد أجنبي لإنشاء مشاريع جديدة أو الاستحواذ على شركات قائمة. ويقصد بالاستثمار الأجنبي المباشر (Foreign Direct Investment)‏، ضخ أموال دولية تحديداً من دولة أجنبية في دولة أخرى، وهو عبارة عن تحركات رؤوس الأموال الدولية التي تسعى لإنشاء أو تطوير أو الحفاظ على شركات أخرى تابعة أجنبية و(أو) ممارسة السيطرة (أو تأثير كبير) على إدارة الشركة الأجنبية.

وتستخدم تلك الأموال في تدشين وتأسيس كيانات وشركات اقتصادية في الخارج من خلال إنشاء جديد كلياً، مع تثبيت إنتاج جديد وتعيين موظفين جدد، وهذا ما يسمى إنشاء الاستثمار الأجنبي المباشر أو الحصول على كيان أجنبي موجود مسبقاً عن طريق الاستحواذ أو نقل الملكية أو في الاندماج والشراء عبر الحدود.

يمكن أن يأخذ هذا الاستثمار شكلين رئيسيين: الأول هو الاستثمار في التأسيس (Greenfield Investment)، حيث تُبنى المشاريع من الصفر، مثل إنشاء مصانع جديدة. والثاني هو الاستثمار في التملك (Brownfield Investment)، الذي يتضمن شراء أصول أو شركات موجودة بالفعل.

لكن ما الذي يدفع الشركات والمستثمرين لهذا النوع من الاستثمار؟ الإجابة بسيطة: البحث عن فرص جديدة، أسواق أوسع، وموارد أقل تكلفة، وفي الوقت نفسه، تستفيد الدول المضيفة بشكل كبير، فهي تحصل على زيادة في فرص العمل، حيث توفر المشاريع الجديدة وظائف للسكان المحليين.

كما يعزز الاستثمار الأجنبي النمو الاقتصادي عبر زيادة الإنتاجية وتطوير البنية التحتية، ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ يجلب معه المستثمرون تقنيات متطورة وأساليب إدارية حديثة، مما يسهم في نقل المعرفة ويحفز الابتكار.

لكن كما لكل قصة جوانب مشرقة، هناك تحديات تواجه الاستثمار الأجنبي المباشر، فالدول قد تفرض قيوداً تنظيمية أو ضرائب مرتفعة، وقد يعاني المستثمرون من عدم الاستقرار السياسي، ورغم ذلك، يبقى الاستثمار الأجنبي المباشر خياراً استراتيجياً يعزز الترابط بين الدول ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

إذا أردنا أن ننظر إلى المستقبل، فإن هذا النوع من الاستثمار سيظل محركاً رئيسياً للاقتصاد العالمي، فهو ليس فقط وسيلة لتوسيع الأعمال، بل أيضاً أداة لدعم الاقتصادات المحلية وبناء روابط تجارية قوية بين الدول، وكما يقولون، «عندما يلتقي رأس المال مع الفرص، تبدأ قصص النجاح»، وهكذا، يحمل الاستثمار الأجنبي المباشر وعوداً لا تقتصر على الأرباح، بل تمتد لتشمل النمو والتنمية والتعاون الدولي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا