الوحدة الخليجية تضرب «الذباب»

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الاثنين 2 سبتمبر 2024 10:28 مساءً - تعاضد خليجي واسع وتكاتف بين أبناء دول مجلس التعاون كان كفيلاً بتوجيه ضربة قوية للذباب الإلكتروني، من خلال التعاون والتكاتف بين كبار المسؤولين. فقد حصدت حملة «أوقفوا الإساءات» تفاعلاً كبيراً في الأيام القليلة الماضية، بمواجهة «الذباب الإلكتروني» في وسائل التواصل الاجتماعي، وصدّ محاولات إثارة الفتنة والإشاعات بين دول الخليج.

Advertisements

الحملة أطلقها رئيس المكتب الوطني للإعلام في الإمارات الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد «لنبذ الحسابات المسيئة للوحدة الخليجية والتماسك المجتمعي»، وتفاعلت معها دول مجلس التعاون وساندتها.

وفي هذا السياق، أكّد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري أن «دول الخليج تربطها أواصر أخوة ومحبة أصيلة ومُتجذّرة عبر التاريخ في وجداننا وقلوبنا، منطلقة من القيادة الحكيمة لقادتنا حفظهم الله ورعاهم والعلاقات الأخوية التي تجمع شعوبنا».

وأضاف: «من هذا المنطلق يقع على عاتقنا جميعاً المحافظة على متانة وحدتنا الخليجية، ونبذ كلّ ما من شأنه المساس بنسيجنا الاجتماعي الخليجي من قبل الحسابات المسيئة وغيرها وندعم كل الجهود المبذولة للتصدي لها ومحاربتها».

بدوره، قال رئيس المؤسسة القطرية للإعلام حمد بن ثامر آل ثاني: «لاحظنا ما يدور على شبكات التواصل الاجتماعي - خليجياً - في الآونة الأخيرة، من انتشار حسابات مجهولة المصدر، تهدف إلى نشر الفتنة والتفرقة، بين شعوب دول الخليج، وإثارة الشكوك في وحدة النسيج الاجتماعي الخليجي، في الوقت الذي تشهد فيه مسيرة مجلسنا الخليجي مزيداً من التلاحم والتكاتف، في ما يدعونا إلى تضافر الجهود والعمل الدؤوب على كافة المستويات الرسمية والأهلية، للتصدي لمثل هذه الحسابات المجهولة والمسيئة، والعمل على كلّ ما من شأنه تعزيز مسيرة مجلسنا الخليجي، وبما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار لدولنا وشعوبنا الخليجية الواحدة».

وكان الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد قد أطلق، الخميس الماضي، الحملة بمنشور على حسابه بمنصة «إكس»، جاء فيه: «الرد على السفيه ليس من الأدب العربي، ولا مكان للذباب. أرجو منكم حظر كل من يسيء لأي عربي أينما كان. إيماننا بأصالتنا وعروبتنا هو ما يمنحنا هذا الدافع. كُلّهم نفس الأشخاص، يعيدون إنشاء حسابات للنميمة والتفرقة. مهنة مسلية تملأ الفراغ أحياناً، صيد الذباب».

وسرعان ما تفاعل مع الحملة الكثير من المغردين، من بينهم إعلاميون وشعراء وكتاب. وتبلور هذا التفاعل في إطلاق عدة هاشتاقات تُعبّر عن دعم الحملة وأهدافها، وعلى رأسها #خليجنا_واحد، #أوقفوا_الإساءات، #تبليك_المسيئين_مطلب_خليجي، إضافة إلى هاشتاقات أخرى من قبيل #تبليك_معرفات_الفتنة_بين_دول_الخليج، #حظر_الحسابات_المسيئة، #لا_للذباب_الإلكتروني.

وتفاعل الشيخ عبدالله مع المغردين الذين عبّروا عن التأييد والاستجابة بقوة تجاه الدعوة لوقف «الذباب الإلكتروني»، وقال في تغريدة: «من منطلق محبة أهل الإمارات لكل دول الخليج، نرى هذا التجاوب المحب والتلاحم الذي يجمع الشعوب الخليجية على صف واحد. الكثير من المغردين المخلصين عملوا على إزالة كل إساءة وفتح باب التسامح. هناك الكثير ممن تصلني رسائلهم على الخاص من دول الخليج، يقفون صفاً واحداً من أجل الخير ولمّ الشمل. أتمنى وقفتكم يا أهل الخليج، فلا نريد من يقف بيننا على الفرقة ونشر الفتن. همة واحدة لهدف واحد. خليجنا خط أحمر».

وأكّد مجلس الإمارات للإعلام أن المبادرة تتماشى «مع معايير المحتوى الإعلامي الواردة في قانون تنظيم الإعلام، وتهدف لمنع الإساءة للدول الصديقة والشقيقة ومكافحة الإشاعات والأخبار المضللة».

وفي السياق، كتب الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، عبر حسابه على منصة «إكس»، «جهود مهمة وجادة للتصدي للحسابات المسيئة لدولنا الخليجية والساعية لتحقيق أهداف مختلفة عبر نشر الفتنة وخلخلة النسيج الاجتماعي الخليجي».

وأضاف: «دعوة نبيلة ومبادرة حكيمة لمعالي تركي آل الشيخ ومعالي عبدالله آل حامد تعكس الحرص المشترك للتوعية بأهمية المشاركة لمكافحة هذه الظاهرة الخبيثة».

بدوره، رد تركي آل الشيخ على منشور قرقاش قائلاً عبر حسابه على منصة «إكس»: «معالي الغالي د. أنور... دائماً جميل بعباراتك وأسلوبك وراقٍ بطرحك... تحياتي لك وأهلي في بلدي الثاني الامارات».

ورد قرقاش على رسالة تركي آل الشيخ قائلاً: «شاكر لك رسالتك الكريمة معاليك، ومُقدر جهودك في توحيد الصف والكلمة، خليجنا بحاجة إلى تعزيز التكامل والتعاون وتدخلك المبكر والحريص نثمنه جميعاً ولا نستغربه، دعواتي لك بالصحة والتوفيق».

أخبار متعلقة :