الارشيف / حال الكويت

محاربة السمنة... بوابة السيطرة على وفيات «السكري»

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 7 يوليو 2024 10:21 مساءً - فيما دق ديوان المحاسبة ناقوس الخطر، بعد أن كشف تقرير له أن نسبة الوفيات بسبب مرض السكري في الكويت تجاوزت ضعفي متوسط النسبة بدول العالم، حيث بلغت 7 في المئة مرتفعة عن المعدل العالمي البالغ 3 في المئة، حدد اختصاصيون بعض المقترحات التي شأنها تعزيز أنماط الحياة الصحية، ومحاربة السمنة، معتبرين ذلك بوابة خفض معدلات الإصابة بالمرض ومن ثم نسبة الوفيات.

واعتبر الاختصاصيون أن «نسب وفيات مرض السكري وفق ما ورد بتقرير ديوان المحاسبة، وإن كانت متوقعة مقارنة بزيادة معدلات وأعداد حالات الإصابة، غير أن ذلك يدق ناقوس الخطر»، مشيرين الى عدد من المقترحات لخفض معدلات السمنة التي رأوا أنها من بين أبرز مسببات مرض السكري.

وشددوا على «أهمية تعزيز أنماط الحياة الصحية وزيادة الوعي المجتمعي بسبل الوقاية منه، ولا سيما أن مرض السكري لا يعني فقط ارتفاعاً في مستوى السكر في الدم، لكنه يعني زيادة مضاعفات الأمراض المرتبطة به، ومنها بتر القدم، ومشكلات القلب، والبصر، والشرايين، والكلى، والأعصاب».

«لا قصور في تقديم الخدمة والرعاية الصحية للمرضى»

فهد النجار

فهد النجار: آن الأوان لتصنيف «السمنة» مرضاً

وتداخلاتها الطبية... علاجية لا تجميلية

- ممارسة الرياضة نصف ساعة يومياً وتقليل الحلويات والسوائل الغنية بالسكري وتجنب الأطعمة الدهنية

اعتبر استشاري الباطنية والجهاز الهضمي والكبد الدكتور فهد النجار، أن «تعزيز أنماط الحياة الصحية، بوابة لخفض معدلات الإصابة بالسكري في البلاد»، مشيراً إلى أن «دول الخليج من أعلى الدول انتشاراً لمرض السكري لأسباب عدة، من بين أبرزها نمط الحياة بين السكان، وخاصة في ما يتعلق بالسمنة، وقلة الرياضة، والعادات غير الصحية والانتشار الواسع لمطاعم الوجبات السريعة».

وفي ما يخص معدل الوفيات بسبب السكر في الكويت، مقارنة بالمعدلات العالمية، رأى النجار أن «ذلك ليس معناه على الاطلاق قصوراً في تقديم الخدمة والرعاية الصحية لمرضى، ولكن هذه النسب تظل متوقعة مقارنة بزيادة معدلات وأعداد حالات الإصابة والتي ترتبط بالمسببات سالفة الذكر».

وأشار الى «ضرورة وضع سياسات وأنظمة خاصة بالوجبات الغذائية السريعة، وضرورة تكثيف التوعية بمضاعفات مرض السمنة وزيادة الوزن. وأعتقد أنه آن الأوان لتصنيف واعتبار السمنة مرضاً، وأن التداخلات الطبية المرتبطة بها ليست تجميلية وإنما علاجية».

وأكد «أهمية المحافظة على الوزن ومحاربة السمنة، من خلال الاستمرار بممارسة الرياضة على الأقل نصف ساعة كل يوم، وتناول الطعام الصحي والتقليل من تناول الحلويات، والمبالغة في تناول السوائل الغنية بالسكري وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون».

كما أشار إلى «أهمية تعزيز أنماط الحياة الصحية وزيادة الوعي المجتمعي بسبل الوقاية منه، ولا سيما أن مرض السكري لا يعني فقط ارتفاعاً في مستوى السكر في الدم، لكنه يعني زيادة مضاعفات الأمراض المرتبطة به ومنها بتر القدم، ومشكلات القلب والبصر والشرايين والكلى والأعصاب».

«وضع بروتوكول مناسب لمجتمعنا في هذا الخصوص»

عادل رضا

عادل رضا: تفعيل عمل مؤسسي جاد

ضمن خطة شاملة وقائية لعلاج السمنة

رأى استشاري الباطنية والغدد الصماء والسكري الدكتور عادل رضا، أن «زيادة نسبة السمنة في المجتمع، وعدم ممارسة الرياضة، ونوعية الحياة غير الصحية، وانتشار عادات سيئة من تناول الأطعمة السريعة والمشروبات السكرية، أحد أهم الأسباب المعروفة للجميع إذا صح التعبير».

وأضاف رضا أن «داء السكري مازال من الأسباب المباشرة المساهمة كأحد أسباب الوفاة وكما هو معروف أصبح لدينا في دول الخليج أعداد كبيرة ومتزايدة من المرضى المصابين في السكري بنوعيه الأول، الذي يصيب الصغار والثاني الذي يصيب الكبار، لكن نسب الإصابة بالنوع الأول أقل بالمقارنة مع النوع الثاني».

ولفت إلى أن «مريض السكر معرض أكثر من غيره للإصابة بمختلف أنواع الالتهابات، منها التهاب الجلد والقدم والمثانة، كما يكون معرض أكثر للالتهابات الصدرية، ويأتي ذلك من عدم انتظام مستويات السكر بالجسم، لذلك على المصاب بالسكري أن يكون أكثر حذراً من هذه ناحية المقارنة مع بقية الناس، إذ إن بعض مرضى السكر تكون أعصابهم الطرفية مصابة ما يعرضهم للإصابة والتهابات أكثر من غيرهم، كما أن تدفق الدم يكون غير طبيعي بالأنسجة لدى مرضى السكر المزمنين، ما يؤخر عملية شفاء الالتهابات».

وأكد أن «أحد الحلول الجذربة للمشكلة هو تفعيل عمل مؤسسي جاد على مستوى الدولة ضمن خطة شاملة وقائية لعلاج السمنة منذ الصغر، ووضع بروتوكول مناسب لمجتمعنا بهذا الخصوص مع التنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي، بسبب تشابه الخصائص السكانية والمؤشرات الصحية، ومن ثم تطبيق هذا البروتوكول على الجميع ومخالفة من لا يلتزم به».

«أهمية تدريس التغذية الصحية في المدارس ضمن مادة العلوم»

شهاب أكروف

شهاب أكروف: 10 مقترحات

لخفض معدلات السمنة

المسبب الرئيس للسكري

قدّم استشاري جراحات السمنة والمناظير رئيس جمعية الجراحين الدكتور شهاب أكروف، 10 مقترحات في شأن خفض معدلات السمنة والتي تعد من بين أبرز مسببات السكري، ورأى أن «بين هذه المقترحات أهمية تدريس مادة التغذية الصحية في المدارس ضمن مادة العلوم ليدرس فيها أساسيات علوم التغذية وعمليات الأيض والحرق وأمراض السمنة».

كما أكد أكروف أهمية الاهتمام بالمطاعم والكافتيريات بالمدارس لتقديم الوجبات الصحية الى جانب فرض كتابة وحساب السعرات الحرارية بجميع الوجبات الغذائية بكل المطاعم بالكويت

ولفت الى «ضرورة تقنين استعمال برامج توصيل طلبات المطاعم للمنازل ووضع ضوابط وشروط والالتزام بالأعمار مع أهمية التعاون مع الهيئة العامة للشباب والرياضة لتقديم خدمات خاصة

وتقديم دعم خاص للأشخاص المصابين بالسمنة والاعتراف بمرض السمنة».

كما دعا الى «أهمية تبني وزارة الصحة علاج السمنة والتعاون مع شركات التأمين الصحي بتغطية خدمات علاج أمراض السمنة كافة، إلى جانب فرض رسوم خاصة على جميع الأغذية غير الصحية وعدم عرض الحلويات والشكولاتة، بالقرب من الكاشير في الجمعيات والسوبر ماركت».

«تعجّل في ظهـور المشاكل الصحية المصاحبة»

يوسف بوعباس

يوسف بوعباس: بوجود السمنة يصبح ضبط السكر في الدم صعباً جداً

اعتبر استشاري الغدد والهرمونات الدكتور يوسف بوعباس، أن «تقرير ديوان المحاسبة عن نسب الوفاة من داء السكري في الكويت يثير الحزن ويدق ناقوس الخطر، لأخذ الإجراءات المناسبة للتقليل من نسبة الوفاة في المجتمع في الكويت بسبب داء السكري بأنواعه المختلفة».

ورأى أن «السبب الرئيسي لهذه النسبة المرتفعة هـو في الغالب بسبب انتشار مرض السمنة، فمن لديه سكر بالإضافة إلى مرض السمنة يجعل من ضبط السكر في الدم أمراً صعباً جداً، بالإضافة إلى أنها تعجل في ظهـور المشاكل الصحية المصاحبة للسكر، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والدهون على الكبد، بالإضافة إلى أمراض القلب والكلى التي تظهر عادة بعد بدء السكر بـ 20 إلى 30 سنة، غير أن وجود السمنة مع من يعاني من السكر يعجل في ظهـور هـذه العواقب الوخيمة للسكر وبالتالي الوفاة المبكرة».

وأكد أن «الحل لهـذه المشكلة هـو ضبط سكر الدم إلى أقل من 7 في المئة للسكر التراكمي واستخدام الأدوية الفعالة».

11 توصية لـ«المحاسبة»

أصدر ديوان المحاسبة 11 توصية، في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها في شأن كفاءة وفعالية الجهات المعنية في الحد من زيادة انتشار مرض السكر في الكويت شملت:

1 - العمل على وضع مؤشرات قياس على مستوى المبادرات الواردة بالإستراتيجية الوطنية لإدارة الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، بما يمكنها من متابعة نسب إنجازها على مدار سنوات الإستراتيجية.

2 - بحث إمكانية إعادة النظر في نقل تبعية إدارة الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، من الوكيل المساعد لشؤون الرعاية الصحية، إلى وكيل الوزارة، ما يساهم من تسهيل ممارستها لاختصاصاتها، من المتابعة والتنسيق وطلب البيانات من قطاعات الوزارة والجهات الخارجية.

3 - مخاطبة الجهات المعنية لإصدار بعض القوانين والتشريعات، التي من شأنها الحد من عوامل الاختطار للأمراض المزمنة غير المعدية، وتتمثل في رفع أسعار التبغ والمشروبات المحلاة بالسكر.

4 - إنشاء صالات مغطاة واستغلال الصالات الرياضية في مدارس وزارة التربية، وإنشاء ممرات في الشوارع لممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية في المناطق السكنية.

5 - ضرورة دراسة أسباب الزيادة في أعداد المصابين بالسكري النوع الثاني، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لخفض نسبة المصابين، مع التركيز على التوعية بمخاطر السمنة، حيث يمثل العامل الرئيسي في زيادة أعداد المصابين بمرض السكري النوع الثاني طبقاً للإحصائيات المدرجة في التقرير.

6 - تعزيز التوعية والتثقيف الصحي لجميع الفئات العمرية، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مع تطوير برامج التوعية والتثقيف لزيادة الوعي بأهمية النظام الغذائي والرياضة، مع التركيز عليهما كجزء من إدارة السكري.

7 - بحث إمكانية وضع معدلات معيارية لمتوسط عدد الزيارات التي يستقبلها كل طبيب وطبيبة، منعاً لحالات التباين في عدد الزيارات بين الأطباء في عيادات السكري بمراكز الرعاية الصحية الأولية، حرصاً على تقديم خدمة صحية جيدة على مستوى جميع المراكز.

8 - الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية أكبر، لنشر المعلومات وزيادة الوعي الصحي.

9 - تشجيع الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن السكري ومضاعفاته.

10 - دارسة توافق عدد عيادات الكشف المبكر في المراكز الصحية الأولية، مع عدد الحالات بكل منطقة صحية، والعمل على إتاحة ما يلزم من إمكانات مكانية وأجهزة، وما يلزم لتنفيذ بروتوكول الكشف المبكر والفحص الانتهازي لأهميته في الحد من مضاعفات وعوامل الاختطار المسببة للأمراض المزمنة غير المعدية.

11 - الحاجة إلى استحداث نظام آلي أكثر تطوراً بديلاً عن النظام الحالي للملف الإلكتروني PCIS يلبي احتياجات الإدارة المركزية للرعاية الأولية والقطاعات ذات الصلة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا