كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 26 أبريل 2023 11:42 مساءً - من المدارس إلى الوزارات والدوائر الرسمية، مروراً بالطرق الرئيسية والفرعية، كان وضع يوم أمس الأربعاء، أشبه بعطلة ممتدة لأيام عيد الفطر السعيد، حيث طبق الطلبة قانونهم الخاص في التعطيل، وأجمعوا أمرهم كعادتهم قبل المناسبات والأعياد وبعدها، على الغياب الجماعي الذي شهدته المدارس التي خلا بعضها من الطلبة بشكل كامل، ولم تتجاوز نسبة الحضور فيها صفر المئة، الأمر الذي دفع غيرها إلى إرجاع الطلبة وتسجيل غياب بغير عذر بحقهم، وهو إجراء أثار استياء أولياء الأمور على بعض الإدارات المدرسية.
الغياب الطلابي المتوقع، والحضور الخجول لبعض الطلبة الملتزمين في بعض المدارس، تسبب بإلغاء الإدارات طابور الصباح، فيما قابلته وزارة التربية بإجراءاتها المعتادة وأهمها تفعيل نظام الخصم من الدرجات للطالب المتغيب بغير عذر طبي.
وأكد مصدر تربوي لـ«الراي» أن «جميع الدروس سوف تعاد مرة أخرى، حفاظاً على مصلحة الطلبة كي لا يؤثر غيابهم على تحصيلهم العلمي، ودرجاتهم في اختبارات نهاية العام، رغم كلفة الغياب الكبيرة على الخطة الدراسية وعلى آلية توزيع المنهج».
وقال إنه «لن يسجل غياب على أي طالب يثبت أن الإدارة المدرسية هي التي أرجعته، وفي هذه الحالة سوف يتم تطبيق الإجراءات القانونية على المدرسة نفسها، ولاسيما أن بعض الهيئات التعليمية تحرض الطلبة على الغياب، لكن أن تعتذر الإدارة المدرسية عن عدم استقبال أي طالب، فهذا أمر آخر يستوجب المساءلة والعقاب إن ثبت».
ووصف المصدر ظاهرة الغياب الجماعي والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل العطل وبعدها، وفي الظروف الجوية بـ«الخطر الحقيقي الذي بات يُهدّد النظام التعليمي في الكويت، بتشجيع من بعض الأهالي والهيئات التعليمية للأسف. وجميع إجراءات الوزارة في شأن القضاء على هذه الظاهرة لم تنجح، حيث عدلت الوثائق التعليمية لربط الدرجات بالغياب، وطبقت بعض الاختبارات القصيرة، في أيام الغياب المتوقعة، واتخذت إجراءات أخرى بعضها تشجيعية وأخرى عقابية لكن للأسف دون جدوى»، راجياً من أولياء الأمور «مساعدة الوزارة في هذا الشأن والاهتمام بمستقبل أبنائهم أسوة بالمدارس الأجنبية التي تشهد حالة من الانضباط والالتزام المدرسي بمساعدة أولياء الأمور أنفسهم».
وفي سياق متصل، أوقفت وزارة التربية الوجبات الغذائية لرياض الأطفال، أمس واليوم، بسبب توقعها للغياب الجماعي للطلبة، حيث سجلت بعض الرياض حضوراً لا يذكر تراوح بين 3 إلى 4 أطفال، وقد اضطرت إداراتها إلى توفير الوجبات الغذائية لهم من الجمعيات التعاونية، مكافأة على حضورهم.