كتب ناصر المحيسن - الكويت في الخميس 17 أغسطس 2023 10:23 مساءً - برعاية سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، أقامت لجنة التراث في النادي البحري، مساء أمس، مراسم «القفال»، بحضور وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب محمد العيبان، وسفيرة المملكة المتحدة البريطانية لدى الكويت بليندا لويس، بمناسبة عودة سفن الغوص التي انطلقت السبت الماضي ضمن رحلات إحياء ذكرى الغوص الـ 32 التي شارك فيها نحو 60 شاباً من النواخذة والمجدمية والبحرية، وامتدت من 12 إلى 17 أغسطس الجاري، بمشاركة سفينتي غوص مهداة من أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد.
وتابع مراسم «القفال» الوزير العيبان ومدير عام الهيئة العامة للرياضة يوسف البيدان، مع وصول سفينتي الغوص إلى ساحل النادي على متنها النواخذة والمجدمية والبحرية، الذين ترجلوا منها حاملين عدتهم ومحصولهم من المحار في الوقت الذي شارك الأهالي باستقبالهم على الشاطئ، ومن ثم قامت مجموعة من البحارة بعملية «الفلاق» للمحار، ثم توجهوا إلى ممثل سمو أمير البلاد لعرض حصيلة اللؤلؤ.
تجسيد لتضحيات الآباء
وفي هذه المناسبة، قال العيبان «تشرفت بتمثيل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، في احتفالية يوم القفال بمناسبة انتهاء موسم الغوص لرحلة احياء ذكرى الغوص الـ 32 بتنظيم النادي البحري»، مؤكداً أن الرعاية السامية تعكس مدى اهتمام القيادة في الرحلات البحرية التراثية.
وأضاف: أن هذه الرحلة تجسد تضحيات وكفاح آبائنا وأجدادنا من الرعيل الأول ومنها نستلهم القيم والعبر، مشيراً إلى أن الشباب المشاركين في الرحلة هم نواخذة المستقبل الذين سيبحرون بالكويت نحو التفوق والازدهار، متوجها بالشكر لأعضاء النادي البحري الذين داوموا على إقامة هذه الرحلات خلال السنوات السابقة، وعملوا على استئنافها بعد الجائحة.
فخر واعتزاز
بدوره، قال رئيس لجنة التراث البحري في النادي علي القبندي، إن مشاركة الشباب في الرحلة الثانية والثلاثين والتي تحظى برعاية أبوية سامية من صاحب السمو، تأتي تخليداً لذكرى الآباء في الغوص على اللؤلؤ والذي كان رزق أهل الكويت في السابق.
ولفت القبندي إلى أن مشاركة الشباب في هذه الرحلة رغم مشاقها وصعوبتها وفي ظل أجواء غير مستقرة وجو شديد الحرارة، أمر يبعث في نفوسنا جميعاً كل معاني الفخر والاعتزاز، ويعكس أصالة معدن الشباب الكويتي، ورغبتهم الجادة والمخلصة، في الحفاظ على تراث وماضي آبائهم وأجدادهم من الرعيل الأول، مشيداً بجهود القائمين على كافة العاملين في النادي.
مشاركة خليجية
من جانبه، أعرب أمين السر العام في النادي خالد الفودري، عن سعادته بوصول جميع الغاصة سالمين غانمين، مؤكداً أن الهدف ليس بغرض جمع المحار وإنما المحافظة على إحياء التراث البحري، مشيراً إلى أن الحصيلة مرضية بالرغم من أن فترة الغوص لم تتجاوز 6 أيام.
وأكد أن الأعوام المقبل سيتم فتح باب التسجيل على مستوى الكويت، ليتسنى قبول أكبر عدد من الراغبين من المشاركة في الرحلة البحرية، موضحاً أن العام الجاري لم يتسن لهم فتح باب التسجيل بشكل أكبر، معلناً أن هناك مقترحاً لتكون المشاركة أوسع من خلال فتح باب التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في رحلة الغوص في هيرات الكويت.
وأشار إلى استمرار إحياء ذكرى رحلة الغوص برغبة أميرية، مضيفاً «الحمدلله عدنا والعود أحمد، القادم أفضل بإذنه تعالى، حيث ممكن أن تمتد الرحلة لمدة أسبوعين ومعسكر إعداد لمدة شهرين».
مراسم الاختتام
اختتمت مراسم «القفال» بإنزال علم الكويت إيذاناً بانتهاء موسم الغوص، وكانت رحلة الغوص بدأت صباح السبت الماضي من خلال مراسم «الدشة» والتي غادرت فيها سفن الغوص ساحل النادي متوجهة إلى «هيرات» منطقة الخيران، وهي الأماكن الذي يكثر فيها وجود المحار لتمارس هناك عملية الغوص الفعلي التقليدي على امتداد خمسة أيام وبنفس الأسلوب والطريقة التقليدية القديمة التي كان يمارسها الرعيل الأول وسط أحوال جوية صعبة وارتفاع معدل الحرارة والرطوبة.
لويس: تشاركنا روح المغامرة مع الكويت لقرون عدة
قالت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس «أنا سعيدة لوجودي هنا في هذا الحدث. وأعتقد أنه أمر مهم جداً أن نكون قادرين على استحضار التاريخ والتراث الثري الذي تمتلكه الكويت، وبخاصة إذا نظرنا إلى صناعة اللؤلؤ التي كانت بمثابة القاعدة التي تأسس عليها اقتصاد الكويت قبل اكتشاف النفط».
ورداً على تأثير هذه المناسبات على العلاقات بين الكويت والمملكة المتحدة، قالت «أعتقد أننا سنظل دوماً متصلين عبر البحر فكلا الدولتين تعتمدان التجارة، وكلا الدولتين يحبان الإبحار واكتشاف الأماكن الجديدة وكذلك حرفة الصيد».
وأضافت «أظن أن كلانا يشعر بالتقدير نحو هذا الإحساس المتولد بالمغامرة حين نحاول استشكال المكان الذي نبغي الذهاب إليه، حيث يكون لديك الخرائط والمياه والغذاء وكل ما تحتاجه، ثم تقرر الإبحار وتصل إلى نقطة في البحر حيث يتعذر عليك أن ترى أي أرض قريبة، وتحاول أن تحدد مكانك، وتجد نفسك في موقع غير واضح».
وختمت بالقول «أعتقد أن روح المغامرة هي التي تأخذنا إلى البحر، كي نكتشف أموراً وأشياءً جديدة وأماكن. أعتقد أن هذا الشيء الذي نتشاركه معا، والذي شاركناه لقرون عدة مضت».