حال الكويت

الكويت والإمارات... أمن سيبراني مشترك

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 4 سبتمبر 2024 12:10 صباحاً - أجرى وزير الخارجية عبدالله علي اليحيا محادثات مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الاثنين الماضي لترؤس وفد دولة الكويت في أعمال الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة الكويتية - الإماراتية في العاصمة أبوظبي.

وتم خلال اللقاء استعراض أواصر العلاقات التاريخية المتينة والوثيقة التي تربط البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات.

اليحيا

وفي كلمة له خلال ترؤسه وفد الكويت في اجتماع اللجنة العليا المشتركة، أكد وزير الخارجية الرغبة المشتركة بين الكويت والإمارات في دفع العلاقات القوية والمتينة التي تجمع البلدين الشقيقين إلى مستويات أعلى في ظل التوجيهات الحكيمة والسديدة لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وأخيه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

واستذكر «بكل الاعتزاز، المحطات البارزة التي أسهمت في ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فما تشهده هذه العلاقات من تطابق في الرؤى على كافة المستويات، يؤكد على طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة».

وأشار إلى أن المحطات الثنائية الأخوية بين البلدين، تعززت وازدادت متانة ورسوخاً نتيجة للمواقف المبدئية التاريخية الشجاعة التي وقفتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بجانب دولة الكويت وما قدمته من مواقف مشهودة ستبقى خالدة.

وأضاف: «إنّ مما لا شك فيه أن الكويتيين ينظرون بعين الإعجاب والفخر إلى القيادة الحكيمة والدور البناء الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في النهوض بالدولة التي تبوأت مكانةً إقليميةً ودوليةً مرموقة، عبر سياساتها المتوازنة والحكيمة، إلى جانب ما حققه بلدكم الشقيق من إنجازات اقتصادية وتنموية تبعث على الاعتزاز لدينا جميعاً، لا سيما ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة باستضافة أحداث وفعاليات مهمة وحيوية خلال السنوات السابقة».

وأكد «أهمية التعاون في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا الحديثة، حيث غدت التحديات الرقمية تتطلب منا تنسيقاً وثيقاً لتأمين بنيتنا التحتية وحماية مصالحنا الوطنية، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات وتنفيذ مشاريع مشتركة تعزز القدرات في هذا المجال الحيوي».

عبدالله بن زايد

من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد أن دولة الكويت شريك إستراتيجي لبلاده في المجالات كافة، وجزء أصيل من مسيرة التقدم والازدهار في المنطقة.

وفي مستهل كلمة ألقاها خلال ترؤسه الجانب الإماراتي في أعمال اللجنة العليا المشتركة، رحب الشيخ عبدالله بن زايد باليحيا، مؤكداً أن انعقاد الدورة الخامسة «يُجسّد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين».

وأكّد أن «أكثر ما يُميز العلاقات الإماراتية - الكويتية وتطورها المستمر هي الروابط الاجتماعية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين وما يشمله ذلك من أواصر الأخوة والصداقة ووحدة التراث والتاريخ والقيم المشتركة».

وذكر أن «تجارتنا الثنائية غير النفطية حققت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية لتبلغ أعلى مستوياتها تاريخياً العام 2023 بقيمة إجمالية تجاوزت الـ12 مليار دولار».

وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد «نتطلع باستمرار لتوسيع قاعدة شراكاتنا مع أشقائنا في الكويت، ويتضمن ذلك قطاعات الصناعة والتجارة والطاقة المتجددة والنقل والبنية التحتية».

وأشار إلى أن «الإمارات تؤمن بضرورة التعاون مع أشقائنا وشركائنا الرئيسيين ضمن مختلف المؤسسات الدولية والمنصات متعددة الأطراف وعليه فإننا نتطلع إلى الاستمرار بالدعم المتبادل لترشيحات البلدين الشقيقين في المؤسسات والمحافل العالمية إضافةً إلى تعزيز شراكاتنا على المستوى متعدد الأطراف».

وشدد على أن الإمارات تؤكد موقفها الداعم في شأن حقل الدرة وملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة المحاذية للمنطقة المقسومة السعودية - الكويتية بما فيها حقل الدرة بكامله هي ملكية مشتركة بين السعودية والكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وفقاً لأحكام القانون الدولي واستناداً إلى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما.

الاتفاقيات

وقد توجت أعمال اللجنة المشتركة بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات في إطار مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تعكس مدى عزم البلدين الشقيقين على تعزيز المتانة الوثيقة القائمة بينهما في مختلف الميادين الحيوية والمهمة.

كما تم توقيع محضر اللجنة المشتركة بين البلدين.

وفي ما يلي مجالات مذكرات التفاهم:

1- في مجال أنشطة التقييس

2- التعاون بمجال البنية التحتية

3- التعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات

4- البرنامج التنفيذي للتعاون التربوي بين الجانبين 2024 - 2027

5- برنامج تنفيذي في مجال الرياضة للأعوام 2024 - 2025 - 2026

6- برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي للأعوام 2024 - 2026

7- في مجال الأمن السيبراني

8- في مجال المشتريات والصناعات الدفاعية

بوعركي

وفي السياق، أكّد رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني اللواء ركن متقاعد المهندس محمد بوعركي، أهمية توقيع مذكرة التفاهم مع دولة الإمارات الشقيقة في مجال الأمن السيبراني، باعتبارها خطوة ودعامة قوية للتعاون الثنائي في مواجهة التهديدات الإلكترونية المتزايدة.

وقال بوعركي لوكالة «كونا»، إن المذكرة تنطوي على 14 هدفاً رئيسياً، أبرزها تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية التي تسهم في الإنذار المبكر من الهجمات الإلكترونية بين البلدين، وزيادة الدورات التدريبية للعناصر البشرية، خصوصاً أن الإمارات تحتل المرتبة الثانية إقليمياً والخامسة عالمياً في مجال الأمن السيبراني.

Advertisements

قد تقرأ أيضا