كتب ناصر المحيسن - الكويت في الجمعة 19 مايو 2023 09:30 مساءً - قال ممثل سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمام القمة العربية الـ32 في جدة، إن ما تحظى به السعودية من حكمة سيكلل أعمال اجتماعنا العربي.
وإذ أشار إلى أن التفاهمات بين السعودية وإيران ستنعكس إيجابا على المنطقة، لفت إلى استمرار القلق حيال استمرار بعض التحديات أمام عالمنا العربي ما يحتم علينا وضع التصورات والآليات المناسبة للتعامل مع هذه التحديات.
وأضاف سموه: «نشعر بالتفاؤل لبوادر الانفراجات بالمنطقة ومنها البيان المشترك بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأوضح أن «التفاؤل يمتزج بالقلق حيال استمرار بعض التحديات التي يواجهها وطننا العربي إذ يأتي اجتماعنا في ظل تطورات متسارعة تحيط بدولنا العربية وتنعكس على أمن منطقتنا واستقرارها».
ولفت سموه إلى أن «استمرار بعض الاضطرابات في العالم ومنها ما يحدث في أوكرانيا له تبعات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.. وعلينا وضع التصورات والآليات المناسبة للتعامل مع هذه التطورات والتحديات».
وقال نتمسك بمبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وستبقى القضية الفلسطينية على رأس الأولويات والتحديات التي تواجه أمتنا العربية.. ونؤكد على موقف دولة الكويت الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
كما أشار سموه إلى أنالكويت تجدد تأييدها لقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 8914 وترحيبها ببيان اجتماع جدة وبيان اجتماع عمان وكلنا أمل أن تكون عودة سورية إلى بيت العرب منطلقا لانتهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري.
نص الكلمة
«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صاحب السمو الملكي الأخ العزيز الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. معالي السيد أحمد أبو الغيط.. الأمين العام لجامعة الدول العربية.. أصحاب المعالي والسعادة.. السيدات والسادة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي ممثلا عن حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت (حفظه الله ورعاه) أن أنقل لكم جميعا تحيات سموه وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد في كل ما فيه خير أمتنا العربية وخدمة قضاياها العادلة.
كما يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة إلى قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على رئاستها لأعمال هذه القمة في دورتها الثانية والثلاثين.. معربين عن ثقتنا بأن ما تحظى به من خبرة وحكمة سيكلل أعمالنا بالنجاح والتوفيق.. شاكرين المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا على ما أحطنا به من كرم ضيافة وما شهدناه من إعداد مميز لهذا اللقاء الهام. كما أشكر أخي العزيز فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الشقيقة على ما بذله من جهود خلال رئاسته لأعمال قمتنا السابقة.. ولا يفوتنا الإشادة بجهود معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط وجهاز الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على إعداد لقائنا ومتابعته.
الحضور الكرام.. إننا نشعر بالتفاؤل لبوادر الانفراجات الحاصلة في المنطقة ومنها: البيان المشترك بين كل من المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة برعاية جمهورية الصين الشعبية الصديقة.. مؤكدين أن هذه التفاهمات ستنعكس إيجابا على استقرار المنطقة وازدهارها وتحقيق تطلعات شعوبها.
إلا أن التفاؤل يمتزج بالقلق حيال استمرار بعض التحديات التي يواجهها وطننا العربي إذ يأتي اجتماعنا اليوم في ظل تطورات متسارعة تحيط بدولنا العربية والتي تنعكس - بلا شك - على أمن منطقتنا واستقرارها كما أن استمرار بعض الاضطرابات في العالم ومنها ما يحدث في أوكرانيا له تبعات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.. الأمر الذي يحتم علينا وضع التصورات والآليات المناسبة للتعامل مع هذه التطورات والتحديات.
وفيما يتعلق بالشأن السوري فإن دولة الكويت تجدد تأييدها لقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8914) وترحيبها كذلك بالبيان الصادر في أعقاب اجتماع جدة والبيان الصادر عن اجتماع عمان وكلنا أمل في أن تكون عودة سوريا إلى بيت العرب منطلقا لانتهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري الشقيق..
وفي هذا الشأن تؤكد دولة الكويت موقفها المبدئي الثابت الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية وموقفنا المستمر منذ بداية الأحداث بتقديم الدعم الإنساني لكافة أطياف الشعب السوري.. متطلعين في هذا الصدد إلى التزام الحكومة السورية بما تضمنه بيانا جدة وعمان وقرار مجلس الأمن رقم (2254) وبما يضمن عودة سورية لممارسة دورها الطبيعي المؤثر في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
الحضور الكرام.. ستبقى القضية الفلسطينية على رأس الأولويات والتحديات التي تواجه أمتنا العربية.. ونود التأكيد هنا على موقف دولة الكويت الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه وجرائمه التي تمس الوضع التاريخي لمدينة القدس.. كما ندعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لإعادة إحياء عملية السلام وصولا إلى حل عادل شامل وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية.
وختاما.. فإن أمام دولنا العربية مسؤوليات وتحديات جسام تتطلب منا جميعا بذل المزيد من الجهود وتنسيق المواقف لضمان مستقبل آمن مستقر في كافة ربوع وطننا العربي.. متمنيا لأعمال هذه القمة كل التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».