المنامة - كتب محمد محروس في الأحد 16 يوليو 2023 04:22 صباحاً - وليد صبري
* البحرين عضو مهم في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي
* البحرين شريك مهم للصين في منطقة الخليج للبناء المشترك للحزام والطريق
* الصين تدعم جهود البحرين لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والاستقرار محلياً ودولياً
* دور مهم للبحرين في الشؤون الإقليمية والدولية
* البحرين تشارك في الحفاظ على سلام واستقرار وأمن المنطقة
* البحرين تلعب دوراً مهماً في تأمين الملاحة وإمدادات الطاقة
* البحرين أنموذج في التعايش السلمي والتسامح الديني لحضارات وأديان مختلفة
* 2.3 مليار دولار التبادل التجاري بين البحرين والصين في 2022
* 698 مليون دولار التبادل التجاري بين البحرين والصين خلال أول 4 أشهر من 2023
* الصين ثالث أكبر شريك تجاري ومن أبرز مصادر الواردات للبحرين
* "هواوي" و"سي بي آي سي" و"كيه كيه سي" و"سي إم إي سي" أبرز الشركات الصينية في البحرين
* إنتاج شركة "سي بي آي سي" الصينية للألياف الزجاجية 1.2 مليار طن
* شركة "سي بي آي سي" الصينية للألياف الزجاجية تبيع منتجاتها إلى أكثر من 800 عميل في 60 دولة حول العالم
* شركة "سي بي آي سي" الصينية للألياف الزجاجية توفر 70 فرصة عمل
* "كيه كيه سي" تستثمر في إنشاء 4 خطوط إنتاج لتجهيزات أنابيب المكيفات
* مؤسسات صينية تبحث عن الاستثمار في الطاقة والصناعات الكيماوية في البحرين
* شركات صينية تسعى للمشاركة في مناقصات مشروع مترو البحرين
* شركات صينية تخطط للمشاركة في مشروع إنشاء منشأة تحويل النفايات إلى طاقة
* الصين تأمل التعاون مع البحرين بشأن استكشافات النفط والغاز
* مدينة التنين مركز تجاري كبير في تجارة البيع بالجملة والتجزئة وإعادة التصدير في البحرين
* مدينة التنين تسهم في زيادة التجارة الثنائية بين الصين والبحرين
* مدينة التنين أحد مراكز البحرين للسياحة والتسوق والترفيه والتسلية
* 500 تاجر يديرون 637 محلاً في مدينة التنين ويعملون في تجارة السلع بالجملة والتجزئة
* مدينة التنين تضم 787 وحدة تجارية وأكثر من 100 ألف نوع من المنتجات
* 20 ألف شخص متوسط عدد زوار مدينة التنين يومياً
* أكثر من 60% من زوار مدينة التنين من الدول المجاورة مثل السعودية والكويت
* بكين تشجع المؤسسات والشركات الصينية على دعم بناء المدن الذكية في البحرين
* 4808 دارسين و7 دورات تدريبية في معهد كونفوشيوس منذ تأسيسه في 2014
* 5 منح صينية للبحرينيين لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه سنوياً
* 2000 صيني في البحرين يعملون في مجالات مختلفة
* 315.8 مليار دولار التبادل التجاري بين الصين ومجلس التعاون بزيادة 35.73% في 2022
* عودة العلاقات السعودية الإيرانية نتيجة "مبادرة الأمن العالمي" الصينية
* الصين تواصل لعب دور بناء لإنهاء الأزمة الأوكرانية سياسياً
كشف سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين ني روتشي عن أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين منذ بداية العام الجاري حتى نهاية شهر أبريل بلغ 698 مليون دولار، موضحاً أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 2.3 مليار دولار في 2022"، مشيراً إلى أن "الصين تعد ثالث أكبر شريك تجاري للبحرين ومن أكبر مصادر الواردات للمنامة".
وأكد السفير روتشي في حوار خص به "الوطن" أن "البحرين شريك مهم للصين في منطقة الخليج، وخاصة ما يتعلق بالبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق"، لافتاً إلى "الدور المهم الذي تلعبه المملكة في الشؤون الإقليمية والدولية، وخاصة ما يتعلق بمشاركتها في الحفاظ على سلام واستقرار وأمن المنطقة، كما أنها تؤدي دوراً مهماً في تأمين الملاحة وإمدادات الطاقة".
وتحدث سفير الصين عن أبرز الشركات الصينية التي تستثمر وتعمل في البحرين، وهي "شركات "هواوي" و"سي بي آي سي" و"كيه كيه سي" و"سي إم إي سي""، مبيناً أن "شركة "كيه سي سي" تستثمر في إنشاء 4 خطوط إنتاج لتجهيزات أنابيب المكيفات".
وذكر أن "هناك مؤسسات صينية تبحث عن الاستثمار في الطاقة والصناعات الكيماوية في البحرين، كما أن هناك شركات صينية تسعى للمشاركة في مناقصات مشروع مترو البحرين، وتخطط للمشاركة في مشروع إنشاء منشأة تحويل النفايات إلى طاقة"، مؤكداً أن "الصين تأمل التعاون مع البحرين بشأن استكشافات النفط والغاز".
ونوه إلى أن "مدينة التنين تعد أحد مراكز البحرين للسياحة والتسوق والترفيه والتسلية، حيث تسهم في زيادة التبادل التجاري بين البلدين وخاصة أنها تضم 500 تاجر، يعملون في تجارة السلع بالجملة والتجزئة، ويديرون 637 متجراً، و787 وحدة تجارية، وأكثر من 100 ألف منتج"، كاشفا عن أن "متوسط عدد زوارها يومياً يصل إلى 20 ألف شخص". وإلى نص الحوار:
كيف تقيّمون العلاقات بين البحرين والصين في ضوء التطورات الإقليمية والدولية؟
- تعتبر البحرين عضواً مهماً في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وشريكاً مهماً للصين في منطقة الخليج للبناء المشترك للحزام والطريق. في الوقت الراهن، رغم أن الصدمات والصراعات المحلية لا تزال موجودة في الشرق الأوسط، فإن التوترات طويلة الأمد تشهد اتجاهاً نحو التخفيف، إذ توصلت عدة دول إلى المصالحة وأصبح السعي وراء السلام والتعاون والتنمية توافقاً عاماً، فيدعم الجانب الصيني جهود البحرين لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وصيانة السلامة والاستقرار محلياً ودولياً. ولدى الجانبين نية شديدة في تعزيز التعاون العملي الثنائي ولديّ ثقة تامة بمستقبل تنمية علاقات التعاون والصداقة بين البلدين.
مهما كانت التغيّرات التي طرأت على الأوضاع المحلية والدولية، ظلّ الجانب الصيني يولي تطوير علاقاته مع البحرين اهتماماً بالغاً، وهناك دور مهمّ للبحرين في الشؤون الإقليمية والدولية، ويحرص الجانب الصيني على بذل جهود مشتركة مع الجانب البحريني لاغتنام فرصة الاجتماع بين الزعيمين خلال القمة الصينية الخليجية في نهاية العام الماضي لتكثيف التبادلات الرفيعة المستوى، وتعميق الثقة المتبادلة السياسية وتوسيع التعاون العملي وتعزيز التعاون في القضايا الإقليمية والدولية لدفع علاقات التعاون والصداقة إلى الأمام.
كيف تقيّمون جهود البحرين في حفظ أمن الملاحة وإمدادات الطاقة في الخليج والمنطقة؟
- لطالما كانت البحرين قناة مرورية وتجارية مهمة، وظلّت تشارك بفاعلية في الحفاظ على سلام واستقرار وأمن المنطقة، وتؤدي دوراً مهماً في صيانة سلام الملاحة وإمدادات الطاقة إقليمياً. ويولي الجانب الصيني اهتماماً بموقع البحرين الجغرافي وتأثيراته المهمة في المنطقة، ويستعد للتعاون في الحفاظ على سلام واستقرار المنطقة.
كيف تنظر الصين إلى البحرين فيما يتعلّق بالتسامح الديني والتعايش السلمي وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي؟
- تقع البحرين في منطقة التلاقي للحضارات الشرقية والغربية وتعتبر نموذجاً للتعايش السلمي لحضارات وأديان مختلفة، وتتمتع الصين أيضاً بالتقليد التاريخي المتمثل في التعايش السلمي والاستفادة المتبادلة لأديان مختلفة. فتدفع البحرين التسامح الديني والتعايش السلمي عبر إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وتدعو إلى التسامح والتعايش في الاجتماعات الإقليمية والدولية، ما يتفق بشكل كبير مع موقف الصين المتّصف بالدعوة إلى الاحترام المتبادل والوئام مع إبقاء الاختلاف، فتدعم الصين البحرين للعب دور أكبر في هذا الصدد.
كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين والصين؟ وما قيمة الصادرات والواردات بين البلدين؟
- وفقاً للبيانات المعنية بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والبحرين 2.36 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ومن بينها، بلغت قيمة صادرات الصين إلى البحرين 2.246 مليار دولار أمريكي وبلغت قيمة واردات الصين من البحرين 113 مليون دولار أمريكي. وخلال يناير وأبريل هذا العام بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 698 مليون دولار أمريكي، ومن بينها، بلغت قيمة صادرات الصين إلى البحرين 691 مليون دولار أمريكي، وبلغت قيمة واردات الصين من البحرين 7 ملايين دولار أمريكي. فتعتبر الصين ثالث أكبر شريك تجاري للبحرين وأكبر مصدر واردات البحرين.
ما أبرز الشركات الصينية في البحرين؟ وهل تغطّي جميع مجالات التعاون في المملكة؟
- تشمل أبرز الشركات الصينية في البحرين شركة هواوي التي تعمل بشكل رئيسي على تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوريد معدات الخدمة، وشركة "CPIC" التي تعمل في صناعة الألياف الزجاجية ومنتجاتها، وشركة "KKC" التي تعمل في صناعة تجهيزات أنابيب المكيّف، وشركة "CMEC" المسؤولة عن تنفيذ مشروع مدينة سترة الإسكاني، وشركة "SEPC03" المسؤولة عن تنفيذ مشروع محطة "الدور 2" لإنتاج الكهرباء والماء ومشروع محطة الطاقة الذاتية لألبا. بالإضافة إلى ذلك، يدير أكثر من 500 تاجر 637 متجراً في مدينة التنين ويعملون في تجارة السلع بالجملة والتجزئة.
ما أبرز الاستثمارات الصينية المرتقبة في مملكة البحرين مستقبلاً ولا سيما بعد التوسّع الكبير لاستثمارات شركة CPIC الصينية للألياف الزجاجية؟
- منذ استثمار شركة "CPIC" الصينية للألياف الزجاجية في البحرين في عام 2013، بلغ حجم إنتاج الألياف الزجاجية لسنة واحدة 1.2 مليار طن، وتُباع منتجاتها إلى أكثر من 800 عميل من 60 دولة في العالم، ووفّرت الشركة ما يقرب من 70 فرصة عمل. ستواصل الشركة توطيد عملها في البحرين كأساسها وتوسيع سوقها في الشرق الأوسط وأوروبا حتى تقديم مزيد من المساهمات الإيجابية للتنوع الاقتصادي البحريني.
وأصدرت البحرين "الرؤية الاقتصادية 2030" التي رسمت خططاً تنموية عظيمة لاقتصاد البحرين، وتنفّذ حالياً "خطّة التعافي الاقتصادي لعام 2022-2026" وأصدرت سلسلة من السياسة التفاضلية لجذب الاستثمار الأجنبي مثل "الرخصة الذهبية". وتتطابق الخطط التنموية الاقتصادية البحرينية مع "مبادرة الحزام والطريق" المطروحة من الصين. وتستعد المؤسسات الصينية للمشاركة بنشاط في تنمية البحرين في مجال البنية التحتية والطاقة الخضراء والاقتصاد الرقمي والاتصالات والخدمة اللوجستية والصناعة والسكن، وغيرها، للمساهمة في تحوّل الاقتصاد البحريني التنوعي والرقمي والأخضر من أجل تحسين معيشة الشعب والازدهار والاستقرار.
بعد تأسيس شركة نينغبو الصين للتبريد شركة "KKC" في البحرين في فبراير 2022 واستثمارها في إنشاء 4 خطوط إنتاج لتجهيزات أنابيب المكيّف، تبحث مجموعة من المؤسسات الصينية حالياً عن فُرص الاستثمار والتعاون في البحرين، بما في ذلك الاستثمار في منتجات الطاقة الجديدة والصناعات الكيماوية والمشاركة في المناقصات لمشروع مترو البحرين ومشروع إنشاء منشأة تحويل النفايات إلى طاقة.
ما أبرز اتفاقيات التعاون بين البلدين؟ وما نتائج إبرام تلك الاتفاقيات، ولا سيما ما يتعلّق بالزراعة وصيد الأسماك وتربية الماشية؟
- وقّعت البلدان مجموعة من اتفاقيات التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة، من أهمها "اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين الحكومتين" الموقّعة في يوليو 1990 و"مذكرات متبادلة لدولة أولى بالرعاية" الموقّعة في سبتمبر 1995، و"اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المُتبادلة بين الحكومتين" الموقّعة في يونيو 1999، و"اتفاقية بين الحكومتين بشأن تجنّب الازدواج الضريبي ومنع التهرّب من الضرائب المفروضة على الدخل" الموقّعة في مايو 2002، و"مذكّرة تفاهم بين إدارة السياحة الوطنية بجمهورية الصين الشعبية ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة بمملكة البحرين لتسهيل السفر الجماعي للسيّاح الصينيين إلى مملكة البحرين"، الموقّعة في نوفمبر 2015. ويربط الصين والبحرين التعاون الودّي طويل المدى، وأجرى الجانبان أربع مراحل من التعاون الفني في مجال الزراعة والأحياء المائية. في يوليو 2019، وقّع الجانبان على "ملخّص المؤتمر لدراسة الجدوى بشأن المرحلة الخامسة لمشروع التعاون في مجال الزراعة والأحياء المائية بين الصين والبحرين"، وتبادل الجانبان المذكّرة في يناير وفبراير 2020. وحالياً، يقوم الجانبان بالمشاورات حول اتفاقية تنفيذ المرحلة الخامسة. ويتطلّع الجانب الصيني إلى التوصّل إلى التوافق حول الاتفاقية في هذا العام.
كيف تنظر الصين إلى الاكتشافات النفطية في البحرين؟
- في أبريل 2018، اكتشفت البحرين أكبر حقل للنفط الصخري الخفيف والغاز في تاريخها، وتبلغ مساحة الحقل نحو 2000 كيلومتر مربع، مع تقديرات بأنه يحتوي على ما لا يقلّ عن 80 مليار برميل من النفط الصخري، فيعبّر الجانب الصيني عن التهنئة. وتتمتع المؤسسات الصينية بخبرات غنية وتقنية ناضجة ومعدّات حديثة في استكشاف وتطوير النفط والغاز وتخزينها ونقلها وتكريرها وغيرها من المجالات المتعلّقة بها، وقد قام بالأعمال في الصناعات ذات الصلة بشكل عميق في الدول الإقليمية، فيأمل الجانب الصيني التعاون مع الجانب البحريني في استكشاف النفط والغاز الجديد.
مدينة التنين تُعدّ أكبر مركز تسوّق صيني للبيع بالجملة والتجزئة في البحرين. هل لنا أن نتطرق إليها؟
- تُعتبر مدينة التنين مركزاً تجارياً كبيراً في تجارة البيع بالجملة والتجزئة وإعادة التصدير، وتتكون بشكل أساسي من التجّار الصينيين وتشمل 787 وحدة تجارية وأكثر من 100 ألف نوع من المنتجات. ويبلغ مُعدّل زائريها اليومي حوالي 20 ألف نسمة، ويتجاوز أعلى عدد من زائريها يومياً 30 ألف نسمة قبل وباء كورونا (كوفيد19 ) وأكثر من 60% من الزوار من الدول المجاورة مثل المملكة السعودية والكويت. لا تساهم مدينة التنين في زيادة التجارة الثنائية الصينية البحرينية فقط، بل تدفع تنمية البحرين في التمويل والخدمات اللوجستية والسياحة والتموين وغيرها من المجالات أيضاً، فقد أصبحت مدينة التنين واحدة من مراكز البحرين للسياحة والتسوق والترفيه والتسلية.
ما أبرز التطوّرات بشأن المدينة الذكية الصينية في البحرين؟
- بحسب معرفتي، ظلّت شركة هواوي الصينية تشارك بنشاط في بناء المدن الذكية البحرينية. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت شركة هواوي برنامج "بذور من أجل المستقبل" وتعاونت مع جامعة البحرين في تأسيس أكاديمية لتقنية المعلومات والاتصالات لتربية الكوادر الشابة البحرينية، ونظّمت مسابقة هواوي العالمية لتقنية المعلومات والاتصالات وأنشأت النظام البيئي لتقنية المعلومات والاتصالات لتوفير "الحكمة الصينية" لصناعة الاتصالات البحرينية، وقد أصبحت شريكاً مهماً معاوناً لتحوّل البحرين الرقمي.
وقد تعاونت شركة "هيكفيجين" مع كل من جامعة البحرين وبوليتكنك البحرين في إنشاء حجرة درس ذكية لتوفير مفهوم وفكرة جديدة للتعليم البحريني وتجربة متنوعة للطلاب.
يشجع الجانب الصيني مزيداً من المؤسسات والشركات الصينية لدعم بناء المُدُن الذكية البحرينية المشاركة فيها؛ للمساهمة في تنمية البحرين في المجالات المعنية.
ماذا عن التبادل الثقافي بين البحرين والصين؟
- في السنوات الأخيرة، كُثّف التبادل الثقافي بين البلدين بشكل متزايد لتعزيز وتوطيد أساس الرأي العام والتوافق الاجتماعي للبلدين، ما يُعتبر نقطة مشرقة للعلاقات الثنائية. من عام 2012 إلى عام 2020 وقبل تفشي وباء كورونا، أرسل الجانب الصيني وفداً ثقافياً فنياً لزيارة البحرين كل عام، ونجح في إقامة نشاطات ثقافية وفنية كبيرة، مثل مهرجان الثقافة الصينية وأسبوع الثقافة الصينية وعيد الربيع السعيد وعرض ألعاب البهلوان والباليه وغيرها من العروض الفنية، ودعا الفنانين البحرينيين إلى زيارة الصين والمشاركة في أنشطة التبادل الثقافي.
خلال زيارة عضو مجلس الدولة وزير الخارجية آنذاك وانغ يي للبحرين في عام 2021، وتم توقيع "اتفاقية بين الحكومتين حول التأسيس المتبادل للمراكز الثقافية" والبرنامج التنفيذي للاتفاقية الثقافية بين وزارة الثقافة والسياحة لجمهورية الصين الشعبية وهيئة البحرين للثقافة والآثار للأعوام 2021-2025. تقوم الجهات الثقافية المعنية للبلدين بمناقشة الموضوعات المتعلقة بالمراكز الثقافية. فمع انتهاء كورونا، سيصل التبادل الثقافي بين الصين والبحرين ذروة جديدة بكل التأكيد.
كيف تقيّمون تأثير معهد كونفوشيوس في تطوّر العلاقات التعليمية بين البلدين؟ وكم عدد الدارسين في المعهد منذ تأسيسه؟
- في السنوات الأخيرة، بفضل الجهود المشتركة للبلدين، حقّق التعاون التعليمي الثنائي إنجازات مُثمرة. فمنذ تأسيس معهد كونفوشيوس بالتعاون بين جامعة شانغهاي وجامعة البحرين في سبتمبر 2014، بلغ عدد الدارسين 4808، وتمّ عقد 7 دورات دراسية للغة الصينية الموجّهة للمسؤولين الحكوميين البحرينيين وموظفي جامعة البحرين وأساتذتها، لتعليم 345 مسؤولاً من وزارة التربية والتعليم ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع وغيرها من الجهات الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، أقام المعهد أو شارك بنشاط في مختلف الأنواع من الأنشطة الثقافية، ما يُثير الحماس الشعبي للصين واللغة الصينية في البحرين ويُساعد الشعب البحريني على معرفة وإدراك تاريخ الصين وثقافتها وإنجازاتها التنموية، ما يدفع بشكل فعّال التبادل والتعاون الثنائي في مجال التعليم والثقافة.
ماذا عن العلاقات الصينية الخليجية؟ وكم يبلغ حجم التبادل التجاري بين مجلس التعاون والصين؟ وماذا عن قيمة الصادرات والواردات؟
- دول مجلس التعاون الخليجي يعتبرون شركاء التعاون المهمّين للصين في منطقة الشرق الأوسط، وبدأت الصين تتواصل مع مجلس التعاون الخليجي فور تأسيسه. على مدى أكثر من الـ40 سنة الماضية، شهدت العلاقات بين الصين ومجلس التعاون الخليجي تطوّرات شاملة وسريعة وعميقة، وحقّق التعاون الثنائي إنجازات مُثمرة في مجال الاقتصاد والتجارة والطاقة والتمويل والاستثمار والتكنولوجيا المتطورة والفضاء واللغة والثقافة.. إلخ، ما يُعتبر نموذجاً للتعاون بين الصين ودول منطقة الشرق الأوسط. في نهاية العام الماضي، عقدت القمة الصينية الخليجية الأولى بنجاح، حيث طرح فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ خمسة مجالات رئيسية للتعاون بين الجانبين خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، فأثق بأن التعاون المتابع سيعزّز مفهوم ومضمون العلاقات الصينية الخليجية الإستراتيجية لدفع العلاقات الصينية الخليجية إلى مستوى جديد.
بحسب بيانات الجانب الصيني، في عام 2022 بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ومجلس التعاون 315.8 مليار دولار أمريكي، بزيادة 35.73% على أساس سنوي. ومن بينها، بلغت قيمة صادرات الصين إلى مجلس التعاون 106.79 مليارات دولار أمريكي، بزيادة 22.5% على أساس سنوي وبلغت قيمة واردات الصين من مجلس التعاون 209.01 مليار دولار أمريكي، بزيادة 43.65% على أساس سنوي.
كم عدد الطلاب البحرينيين الذين يدرسون في الصين؟ وما أبرز التخصّصات الدراسية التي يدرسونها؟
- يرحّب الجانب الصيني بالطلاب من جميع الدول، بما فيها البحرين، للدراسة في الصين. فمن أجل تعزيز التبادل الشبابي والتعاون التعليمي بين البلدين، تُقدّم الحكومة الصينية 5 منح دراسية حكومية على مستوى الوطن للطلاب البحرينيين الجامعيين وذوي شهادات الماجستير والعلماء الزائرين كل عام، كما تُقدّم بعض الجامعات منحاً دراسية وفُرصاً للدراسة في الصين للطلاب البحرينيين. بالإضافة إلى ذلك، سافر عديد من الطلاب البحرينيين إلى الصين للدراسة على نفقاتهم الخاصة.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت الصين تطوّرات التكنولوجيا السريعة وتنمية التعليم العالي الكبيرة وآفاق السوق الواسع، ما يدفع مزيداً من الطلاب البحرينيين لدراسة التخصّصات المتطوّرة مثل الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي.
كم عدد أفراد الجالية الصينية في البحرين وما أبرز المهن التي يعملون بها؟
- يبلغ عدد أفراد الجالية الصينية في البحرين حوالي ألفي نسمة ومعظمهم موظفون في شركة هواوي وشركة SEPCO3 وشركة CMEC وغيرها من المؤسسات الصينية، والممارسون الذين يعملون في تجارة السلع بالجملة والتجزئة في مدينة التنين. بهذه المناسبة، أشكر الجالية الصينية في البحرين على تقديم المساهمات في دفع تنمية البحرين الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز العلاقات الصينية البحرينية وتعميق الصداقة الصينية البحرينية.
لعبت الصين دوراً بارزاً في عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.. هل لنا أن نتطرّق إلى هذا الأمر؟
- حقّقت مباحثات بكين بين السعودية وإيران إنجازات مهمّة، ما يتماشى مع المصالح المشتركة للجانبين السعودي والإيراني والتطلّعات العامة لشعب المنطقة والعالم المتمثّلة في السعي وراء السلام والاستقرار. تحافظ الصين على علاقات ودّية مع دول الشرق الأوسط بشكل واسع، فتتمتع الصين بالمزايا الفريدة للتعامل مع القضايا الساخنة والحساسة في الشرق الأوسط. وبفضل التمسّك طويل الأمد بموقف العدالة والصدق واحترام سيادة دول الشرق الأوسط، تقدر الصين على أن تصبح وسيطاً تثق به الأطراف جميعها. إن الصين، باعتبارها قوة تدعم المصالحة والسلام والوئام في الشرق الأوسط، تدعم مساعي دول الشرق الأوسط لتسوية الخلافات عبر الحوار والتنسيق وتدعم جهود شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية الخاصة بها بإرادتها المستقلة، وتدعو إلى التضافر في دفع سلام وأمن واستقرار المنطقة.
يدلّ تحسين السعودية وإيران علاقاتهما بشكل كامل على أن "مبادرة الأمن العالمي" التي طرحها فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ تلقى إجابة ودعماً إيجابياً من قِبَل معظم دول الشرق الأوسط. ولدول المنطقة نيّة وقُدرة على تولّي زمام القيادة في سلام وتنمية المنطقة. وتدلّ تفاعلات دول المنطقة الأخيرة على أن السّعي لتحقيق السلام والتنمية هو تطلّعات شعوب المنطقة والتوجّه العام. على المجتمع الدولي مساعدة دول الشرق الأوسط على تسوية الخلافات وتعزيز التضامن وعلى شعوب العالم معارضة التكتيكات الاستعمارية والهيمنة، مثل إثارة النزاعات وخلق القطيعة وفرّق تَسُد.
كيف تنظر الصين إلى الحرب الروسية الأوكرانية. وهل يُمكن أن تقوم الصين بوساطة لوقف نزيف الحرب عبر مبادرة سياسية دولية؟
- لقد استمرت الأزمة الأوكرانية أكثر من سنة واحدة، حيث وقعت روسيا وأوكرانيا في مستنقع الحرب وتعرّضت أوروبا للتأثيرات السلبية الناجمة عن عقوباتها لروسيا وانتشرت آثارها في جميع أنحاء العالم. مازالت الأزمة الأوكرانية في تطوّر حتى يومنا هذا، ومع الظروف التاريخية المعقّدة لم تصبح فقط نتيجة التراكم لمواجهة روسيا تهديدات بسبب توسع "الناتو" شرقاً برئاسة الولايات المتحدة خمس مرات متتالية، ولكن أيضاً نتيجة عقلية الحرب الباردة، ما يدلّ على أن اختيار جانب الوقوف إليها وفرض عقوبات نهائية وتقسيم العالم غير مقبول، ويثبت أن الناس مجتمع أمني غير قابل للتجزئة ولا يجوز السعي للأمن القومي لدولة ما على حساب الأمن القومي للدول الأُخرى.
بخصوص الأزمة الأوكرانية، لطالما تبنّى الجانب الصيني موقف العدالة والإنصاف وقرّر موقفه وسياسته على أساس حقيقة الأوضاع. ظل الجانب الصيني يدعو إلى احترام سيادة جميع الدول ووحدة أراضيها واحترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والاهتمام بهموم الدول الأمنية المعقولة ودفع جميع الجهود التي تُسهم في إيجاد حلول سلمية للأزمات وبذل جهود سلمية وتخفيف الأوضاع الإنسانية. منذ بداية الأزمة، طرح فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ كلاً من "الضرورات الأربع"، "يرى الجانب الصيني ضرورة احترام السيادة وسلامة الأراضي لكل الدول، وضرورة الالتزام بجميع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة الاهتمام بالشواغل الأمنية المعقولة لكل الدول، وضرورة دعم جميع الجهود التي تُساهم في حلّ الأزمة سلمياً" و"بذل الجهود المشتركة في أربعة مجالات"، "يجب على المجتمع الدولي أن يدعم جميع الجهود التي تفضي إلى التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، ويدعو الأطراف المعنية إلى التحلّي بالعقلانية وضبط النفس، وبدء التواصل المباشر في أسرع وقت ممكن، وتهيئة الظروف لاستئناف المحادثات، كما يجب أن يعارض المجتمع الدولي استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، ويدعو إلى عدم إمكانية استخدام الأسلحة النووية وعدم خوض حروب نووية، ويعمل على منع حدوث أزمة نووية في أوراسيا. ويجب على المجتمع الدولي أيضاً العمل معاً للحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، والحيلولة دون تعطيل التعاون الدولي في مجالات الطاقة والغذاء والتمويل والمجالات الأُخرى، وما ينجم عن ذلك من أضرار على التعافي الاقتصادي العالمي، ولا سيما الاستقرار الاقتصادي والمالي للبلدان النامية، كما يجب على المجتمع الدولي بذل جهود مشتركة لمساعدة المدنيين في المناطق المتضررة من الأزمة خلال فصل الشتاء، وتحسين الوضع الإنساني لتجنّب أزمة إنسانية على نطاق أوسع" و"ثلاث ملاحظات حول الأزمة الأوكرانية" "لا يوجد منتصر في الصراعات والحروب، ولا توجد حلول بسيطة للمشاكل المعقدة، ومن الضرورة تجنب المواجهة بين القوى الكبرى"، ونشرت الصين ورقة بعنوان "الموقف الصيني من حلّ الأزمة الأوكرانية سياسياً" ودعت إلى تسوية الأزمة عبر المحادثات السلمية خلال التعامل مع كبار المسؤولين من الجانبين الروسي والأوكراني وقدّمت المساعدات الإنسانية بنشاط إلى الدول المؤثرة. سيواصل الجانب الصيني لعب دور بنّاء في تسوية الأزمة الأوكرانية سياسياً.