اخبار اليمن

جيل كامل يكافح من أجل البقاء.. نصف أطفال اليمن من دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد

جيل كامل يكافح من أجل البقاء.. نصف أطفال اليمن من دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد

عدن - سعد محمود في الثلاثاء 25 مارس 2025 04:21 مساءً - أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الثلاثاء، أن طفلاً من كل طفلين من دون سن الخامسة في اليمن يعاني من سوء التغذية الحاد، وذلك بعد عقد من الصراع المستمر.

جاء ذلك في بيان عقب مؤتمر صحفي، عقد في قصر جنيف حول وضع الأطفال في اليمن بعد عشر سنوات من الصراع، حسب موقع المنظمة الأممية.

وقالت المنظمة: "يعاني طفل من كل طفلين دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. من بينهم، يعاني أكثر من 537,000 طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم (SAM)، وهي حالة مؤلمة ومهددة للحياة، ويمكن الوقاية منها تمامًا".

وأضافت: "يُضعف سوء التغذية جهاز المناعة، ويُعيق النمو، ويحرم الأطفال من إمكاناتهم. في اليمن، لا يقتصر الأمر على أزمة صحية فحسب، بل يُمثل حكمًا بالإعدام على الآلاف".

وأكدت أن "الوقت جوهري هنا، فكل دقيقة تُحسب لهؤلاء الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، والبالغ عددهم 527,000 طفل. الطفل المصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم أكثر عرضة للوفاة بـ 11 مرة من أقرانه الأصحاء. وبدون علاج، سيموتون في صمت. حتى الناجين يواجهون عواقب وخيمة مدى الحياة - ضعف النمو المعرفي، والأمراض المزمنة، وضياع الإمكانات الاقتصادية. هذه ليست خسارة اليمن فحسب، بل هي فشل البشرية جمعاء".

وقال ممثل اليونيسف في اليمن بيتر هوكينز: "لقد وصل الصراع في اليمن إلى مرحلة مأساوية - أكثر من عقد من الصراع المستمر إلى حد كبير، مع فترات قصيرة وهشة من انخفاض الأعمال العدائية، مما أدى إلى سرقة الطفولة، وتحطيم المستقبل، وترك جيل كامل يكافح من أجل البقاء".

وأضاف: "أقف أمامكم اليوم ليس فقط لأشارككم الأرقام، بل لأرفع أصوات ملايين الأطفال المحاصرين في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية الممتدة في العالم - وهي أزمة تتسم بالجوع والحرمان، والآن تصعيد مقلق".

وذكر هوكينز "أن 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة تعاني هي الأخرى من سوء التغذية، مما يؤدي إلى استمرار حلقة مفرغة من المعاناة بين الأجيال".

ولفت إلى أنه "وعلى الرغم من هذه الظروف التشغيلية الصعبة للغاية والخطيرة في كثير من الأحيان، تظل اليونيسف موجودة على الأرض، وتعمل على تقديم الخدمات للأطفال".

واكد بيان المنظمة، أن هذه الكارثة ليست طبيعية، بل من صنع الإنسان. لقد أدى أكثر من عقد من الصراع إلى تدمير اقتصاد اليمن ونظامه الصحي وبنيته التحتية. وحتى خلال فترات انخفاض العنف، ظلت العواقب الهيكلية للصراع -وخاصة على الأطفال - وخيمة.

وأوضح أن أكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 300% منذ عام 2015. والموانئ والطرق الحيوية - شرايين الحياة للغذاء والدواء - متضررة أو محاصرة.

وأشارت المنظمة إلى أنها وفي عام ٢٠٢٥، ستواصل دعم ٣٢٠٠ مرفق صحي، وعلاج ٦٠٠ ألف طفل يعانون من سوء التغذية، و٧٠ فريقًا متنقلًا، و٤٢ ألف عامل صحي مجتمعي، و٢٧ مركزًا للتغذية العلاجية. ولكي يستمر هذا، نحتاج إلى تمويل مستدام. وإلا، فإن ٧.٦ مليون شخص في اليمن معرضون لخطر عدم الحصول على الرعاية الصحية الأولية.

ولتنفيذ ذلك طالبت المنظمة بتمويل خطة الاستجابة بالكامل، مؤكدة أن نداء 2025م لم يمول منه سوى 25 % فقط حتى الآن، مشيرة إلى أنها بحاجا إلى 157 مليون دولار إضافية لهذا العام، فضلاً عن استثمار مستدام في مكافحة جميع أشكال سوء التغذية والأمراض ونقص التعليم وأشكال المعاناة الأخرى التي يضطر الأطفال في اليمن إلى تحملها.

كما شددت على ضرورة حماية وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتمكين العاملين في المجال الإنساني من القيام بما يجيدونه؛ إنقاذ الأرواح، مجددة مطالبتها للحوثيين بإطلاق إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني المعتقلين.

وختمت المنظمة الأممية بيانها بالقول: "لا يستطيع أطفال اليمن الانتظار عقدًا آخر. إنهم بحاجة إلى السلام والعدالة. ولكن قبل كل شيء، يحتاجون منا أن نتحرك الآن. دعونا لا نخذلهم".

Advertisements

قد تقرأ أيضا