عدن - سعد محمود في الأربعاء 9 أكتوبر 2024 11:07 مساءً - أقام قسم التاريخ والعلوم السياسية في كلية الآداب بجامعة تعز ندوة بعنوان مخاطر الفكر الحوثي على النظام الجمهوري، في قاعة الثلايا، صباح اليوم الأربعاء، ضمن الأنشطة التوعوية والفكرية، تزامنا مع الاحتفالات بالأعياد الوطنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر.
وقال الدكتور عبدالقادر الخلي أستاذ العلوم السياسية في جامعة تعز، والمشرف على الندوة، إن الفكر الحوثي يمثل تهديدًا حقيقيًا ليس فقط على النظام السياسي، بل على النسيج الاجتماعي بأسره، حيث يسعى إلى زعزعة أركان الدولة اليمنية، وتقويض الأسس التي قامت عليها الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م.
وأضاف أن الفكر الحوثي يحاول فرض هيمنة فكرية ومذهبية تتعارض مع مبادئ المساواة والعدالة والحرية التي ناضل من أجلها الشعب اليمني لعقود، مشيراً إلى أن هذا الفكر يرتكز على نظرية الحق الإلهي في الحكم ويسعى إلى تقويض الأسس الجمهورية التي تقوم على مبادئ المساواة بين المواطنين واحترام إرادة الشعب من خلال المؤسسات الديمقراطية
وتضمنت الندوة أربع أوراق عمل قدمها طلاب قسم التاريخ والعلوم السياسة، حيث تناول مهيب الأثوري في الورقة الأولى مفهوم نظرية الحكم "ولاية الفقيه" في الفكر الحوثي، مشيراً إلى أن المليشيا فشلت في فرض هذه النظرية بعد أن كسر الشعب اليمني حاجز العزلة والجهل الذي ظلت الإمامة تتغذى عليه في الماضي، كما دعا إلى إسقاطها عسكريا وتجريم فكرتها دستوريا، حتى لا تتمكن من العودة مرة أخرى.
وفي الورقة الثانية التي كانت بعنوان "مستقبل الجمهورية اليمنية في ظل التهديدات الراهنة" شدد محمود المقبولي على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، مشيراً إلى أن مليشيا الحوثي التابعة لإيران لا تعرف سوى لغة القوة، ولا تؤمن بسلام ولا تصون عهدا، ولا ترى في البشر سلالة غيرها له الحق الإلهي في الحكم والتقديس والاحترام، كما دعا إلى ضرورة تعزيز استقرار العملة المحلية وتفعيل دور السلطات المحلية، وتحقيق الاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن، ونبذ الفرقة وتوحيد الصف الجمهوري.
وتناولت الورقة الثالثة لشذى الصراري المقاومة الفكرية والثقافية في مواجهة الإمامة بعباءتها الجديدة، حيث قدمت تحليلا لجذور الإمامة وأسباب عودتها وعلاقة أيديولوجية الإمامة بأزمة الهوية الوطنية، وكيف يعمل الفكر الإمامي على تمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي، مستعرضة استراتيجيات تجنيد الشباب وتضليل الرأي العام، وكيف يمكن التصدي لهذه الاستراتيجيات، كما شددت على أهمية المعركة الفكرية كأحد أهم أدوات مواجهة هذه الأيديولوجية المتطرفة.
من جهته، استعرض مهند الغرساني في الورقة الرابعة عوامل ومخاطر عودة الإمامة في مشروع الحوثيين، وأبرزها الخلافات بين القوى السياسية اليمنية والضعف الاقتصادي والفراغ السياسي والتحالفات القبلية والسياسية المتماهية مع الحوثيين، ومحاولة المليشيا استنساخ التجربة الإيرانية مع ضعف الاستجابة الدولية لحل الصراع في اليمن.
وأشار إلى أن مخاطر عودة الإمامة على اليمن والمنطقة تكمن في تقويض النظام الجمهوري بإضعاف سيادة القانون وإضعاف المؤسسات الديمقراطية وتفكيك مؤسسات الدولة، إضافة إلى إعادة إنتاج التمايز الطبقي وإضعاف الهوية الوطنية، وإلغاء مبدأ المساواة، وإضعاف القوى السياسية والمدنية، وتصاعد التدخلات الإقليمية.