عدن - سعد محمود في الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 02:46 صباحاً - منازل مواطنين في إب حيث سيطرة الحوثيين تحتفي بذكرى ثورة 26 سبتمبر (مواقع التواصل)
تشن ميلشيات الحوثي اختطافات واسعة في صنعاء وعدد من المحافظات التي تقع تحت سيطرتها، وتفرض حالة طوارئ غير معلنة لمراقبة الناشطين والشخصيات المؤثرة في أوساط المجتمع، ضمن هستيريا تعيشها الجماعة مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر.
وأفادت مصادر حقوقية لـ"يمن شباب نت"، "ان كثير من البلاغات وصلتنا عن حملات تمارسها ميلشيات الحوثي ضد ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، وشخصيات مؤثرة على مستوى القرى والاحياء المختلفة في المحافظات".
وأضافت: "أن حملات الاختطاف خلفيتها هو الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر، حيث تحشد ميلشيات الحوثي طاقتها الأمنية لرصد المحتفلين بالذكرى أو من يتوقع منهم أن يشاركوا في أي احتفاء جماهيري عفوي".
وتعيش ميلشيات الحوثي حالة من الهستيريا والشعور ان هناك مؤامرة يتم التخطيط لها لاستهداف سلطتهم، حيث يبثون الشائعات عبر وسائل اعلامهم ان هناك تخطيط وتنظيم لفعاليات الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، لتبرير حملات الاختطافات الواسعة ضد المواطنين.
وكشفت الحكومة الشرعية عن حملات اختطاف طالت خلال الايام الماضية المئات من المشائخ والتربويين والسياسيين والاعلاميين والصحفيين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من المحافظات.
وقال وزير الاعلام معمر الإرياني "أن حملات الاختطاف هي محاولة لإرهاب المواطنين ومنع الاستعدادات الشعبية للاحتفال بالذكرى الـ 62 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيد"، وفق تصريح نقلته وكالة "سبأ" الرسمية.
وأضاف: "أن هذه الحملات المسعورة تؤكد من جديد الحقد الدفين والعداء الواضح من مليشيا الحوثي الإرهابية لثورة الـ 26 من سبتمبر، واهدافها ومبادئها التي ضحى من اجلها اليمنيون، ومحاولاتها الفاشلة كسر إرادة الشعب اليمني واخضاعه لمشروعها الإمامي الكهنوتي".
ضحايا الاختطافات الحوثية
وكانت ميلشيات الحوثي اختطفت الكاتب الصحافي، محمد المياحي من منزلة في صنعاء فجر يوم الجمعة الماضية، والأحد الماضي اختطفت شقيقة من منزله بمديرية فرع العدين غربي محافظة إب، (وسط اليمن)
وأفادت مصادر محلية "إن مليشيا الحوثي اقتحمت منطقة الأهمول بمديرية فرع العدين، مساء أمس الأحد، واختطفت عماد المياحي (شقيق الصحافي محمد المياحي) من منزله واقتادوه إلى جهة مجهولة.
ويأتي هذا ضمن حملات الحوثيين خلال الأيام الماضي حيث اختطفت، جميل أحمد عبد الوهاب، عاقل حارة المدرية في مدينة إب، كما قامت باختطاف الشاب، أحمد محمد أمين الحميدي، من منطقه السارة، بمديرية العدين غربي إب، على ذمة دعوتهما للاحتفاء بذكرى 26 سبتمبر.
إقرأ أيضا..
واختطفت ميلشيات الحوثي في ذمار الصحفي فؤاد النهاري، رئيس مركز "أبجد" للدراسات الاستراتيجية، إضافة إلى حسين الخلقي، عبد الخالق المنجر، عمر احمد منه، عبد الرحمن القادري، فهد احمد عيسى، أحمد البياض، وفي محافظة الحديدة داهمت منزل الدكتور عباس الحرازي عضو هيئة التدريس بجامعة الحديدة واختطفته، كما اختطفت المحامي منصور البدجي.
كما تم اختطاف الشيخ فارس حرمل، والشيخ فيصل صالح سنان، والشيخ عبدالله حسين نهشل القهالي، والأستاذ علي محمد الأشول نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة عمران، كما اختطفت الشيخ زايد راجح المنتصر في قرية العرفاف بمديرية دمت محافظة الضالع. وفق ما ذكر تصريح وزير الاعلام الارياني.
واختطفت الميلشيات أيضا الصحفي في مؤسسة الثورة عبده مسعد المدان، وغازي الروحاني من منزلهما في العاصمة المختطفة صنعاء، بالإضافة الى النقيب قحطان بن محمد ابوراس، والاستاذ صادق الظافر، والاستاذ عارف سعيد من منازلهم في مديرية ذي السفال بمحافظة إب.
وطالب وزير الاعلام الإرياني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات حقوق الإنسان للضغط على ميلشيات الحوثي، لإطلاق كافة المحتجزين قسرا على خلفية نشاطهم السياسي والاعلامي فورا دون قيد او شرط.
مخاوف الحوثيين
وتخشى ميليشيات الحوثي من الاحتشاد العفوي للمواطنين للاحتفال بالذكرى 62 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، كما حدث خلال السنوات الماضية حيث فشل الحوثيين في السيطرة على حشود المحتفلين في كثير من المدن والأرياف والتي لاقت زخماً لافتا في وسائل التواصل الاجتماعي.
والعام الماضي 2023 احتشد المئات من المواطنين، في أكثر من 35 تجمعاً جماهيراً عفوياً في العاصمة صنعاء، مما أثار الرعب لدى ميلشيات الحوثي، ورغم انها دفعت بمسلحين ملثمين لتفريق تلك الحشود والاعتداء عليها لكنها فشلت في التخلص منها والتي استمرت ليومين.
ونفذت ميلشيات الحوثي حينها حملات اختطاف واسعة للمئات من الذين خرجوا للاحتفال، بينهم أطفال ونساء، قبل ان تفرج عليهم في وقت لاحق. وقال أحد الشباب المفرج عنهم – طلب عدم ذكر اسمه – "اختطفوني من حي المصباحي في صنعاء بينما كنت احتفل بذكرى ثورة 26 سبتمبر واقتادوني مع عشرات اخرين لقسم الشرطة في حدة".
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت"، "صادروا جميع الهواتف علينا واعتدوا علينا بالضرب والركل، فتشوا محادثاتنا في الجولات وحققوا معنا لساعات وكانوا يريدون ان يثبتوا ان لنا صلة بعملية تنظيم تستهدف سلطتهم من الحكومة الشرعية او اطراف مرتبطة بها".
وأوضح "في الواقع كان الخروج عشوائي وتعبير عفوي عن أهمية ثورة 26 سبتمبر، بعد ان وصلنا الى حالة غير مسبوقة من القمع، وما يحدث حالياً هو لقمع أي فعالية شعبية ونشر حالة الرعب في أوساط السكان".
هاجس المؤامرة
وخلال الأشهر الماضية تبث ميلشيات الحوثي حملات دعائية عن مؤامرة تستهدفها، عقب تنفيذها الضربات ضد السفن في البحر الأحمر ضمن عمليات تقول انها مساندة للمقاومة في غزة، وتلك الحملات انعكست على اليمنيين في اختطافات وحالة قمع غير مسبوقة.
وبثت ميلشيات الحوثي فيديوهات لما قالت انها اعترافات لشبكة تجسس أمريكية في اليمن، وغالبية تلك الاعترافات كانت لموظفين سابقين في السفارة الأمريكية أو قيادات مجتمع مدني وأكاديميين عملوا في برامج دعم قدمت من المنظمات الدولية في اليمن خلال السنوات الماضية.
كما شنت حملات اختطافات واسعة لعشرات من موظفين المنظمات الأممية والدولية والمحلية في اليمن، وتطلق عليهم ذات التهم المكررة بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، وتضخم تلك الدعاية على انها حقائق في وسائل الاعلام بتكرار لخلق حالة من القوة والإرهاب ضد المواطنين في مناطق سيطرتهم.