عدن - سعد محمود في الخميس 12 سبتمبر 2024 11:29 مساءً - يحتفل حزب التجمع اليمني للإصلاح غدا الجمعة، بالذكرى الـ 34 لتأسيسه، والتي جاءت متزامنة مع إعلان الوحدة اليمنية المباركة في العام 1990، كامتداد فكري وثقافي واجتماعي وسياسي لحركات الإصلاح والتجديد عبر التاريخ اليمني.
تأتي هذه الذكرى وسط حالة من التلاشي شبه التام للعملية السياسية في اليمن، وتحديدا منذ انقلاب مليشيا الحوثي في سبتمبر 2014، والتي أدت إلى تلاشي الدور الفاعل للأحزاب السياسية، بعد أن حلت المليشيات بديلة عن الأحزاب، والبندقية بديلة عن صناديق الاقتراع، ولم يكن الإصلاح بمعزل عما تمر به الأحزاب السياسية اليمنية والوطن بشكل عام.
وكعادة ذكرى تأسيس حزب الإصلاح التي تحظى باهتمام كبير من قبل قيادة الحزب التي تدعو للاحتفال بهذه المناسبة، للتذكير بدوره الوطني الفاعل خلال مسيرته الممتدة لثلاثة عقود ونصف من الزمن، واسهاماته الفاعلة في الحفاظ على مؤسسات الدولة، والوقوف مع الدولة وشرعيتها الدستورية ضد الانقلاب الحوثي، رغم التبعات الكبيرة التي واجهها الحزب نتيجة هذا الموقف.
تنوعت الأراء بين مؤيدة للحزب ومعارضة، بين ناصح مُحب، وكاره مُبغض، وموالٍ متعصب جاءت التعليقات بهذه المناسبة التي انتشرت بشكل واسع استجابة لدعوة دائرة الإعلام والثقافة التي أعلنت تدشين حملة إعلامية تزامنا مع هذه الذكرى التي حظيت بمشاركة فاعلة من قبل نشطاء وسائل التواصل الإجتماعي تحت هاشتاج #الذكرى34_لتأسيس_الاصلاح.
وتداول ناشطو الإصلاح ومناصروه صورا ومقاطع فيديو توضح أدوار الإصلاح المختلفة في الحفاظ على الجمهورية والوحدة، وكذا أدواره التربوية والسياسية والتي كانت لها إسهامات كبيرة في الحفاظ على الدولة من الانقلاب الحوثي، وما سبقه من دور فكري وثقافي فاعل في محاربة الفكر الإمامي الذي تنبّه له منذ وقت مبكر.
محاربة الإمامة
وفي هذا الصدد، قال الناشط محمد محسن يعقوب، إن محاربة الإمامة، والتحذير من خطرها، ظلت معركة الإصلاح الفكرية منذ التأسيس، مشيرا إلى أن حزب الإصلاح قيادة وقواعد أدركوا خطورة الفكر الإمامي، وعملوا على مقاومته فكريًا وتوعية اليمنيين بمخاطره وتعريته وفضح سلوكه وجرائمه.
وأضاف يعقوب في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، "مع إعلان تأسيس حزب الإصلاح اليمني، في 13 سبتمبر 1990، ظهرت أهداف الحزب مستوحاة من مبادئ ثورة الـ 26 من سبتمبر، فيما يخص الجمهورية والديمقراطية والجيش والحرية والنضال السلمي والالتزام بالنظام والدستور".
وتابع: "في الهدف الخامس من أهداف حزب الإصلاح يتحدث عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة "ممارسة الديمقراطية الحقيقية في المجتمع ضماناً للتداول السلمي للسلطة ورفض الاستبداد"، في إشارة إلى التحذير من عودة "الإمامة" أو مخلفاتها".
وأكد أن التخوف من خطر المشروع "الإمامي" العنصري سخّر حزب الإصلاح، فكرة وحزب، وسائله المتاحة الثقافية والعلمية والإعلامية لمحاربة ذلك الفكر الكهنوتي الطائفي والعنصري ونجح إلى حد كبير بشهادة الجميع، في تحجيم المشروع في مختلف محافظات اليمن وصولا إلى وكره". حسب تعبيره.
الإصلاح والمشروع الوطني
تحت هذا العنوان أكد الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي، أن "حزب الإصلاح يظل ذلك الحزب الذي يتكئ عليه علَم الجمهورية؛ لأنه قدّم العديد من قياداته وأفراده شهداء من أجل الجمهورية والشرعية والوحدة".
وأضاف في منشور له على صفحته في "الفيس بوك": "منذ تأسيس الحزب في 13 سبتمبر 1990م ظل شامخا بشموخ أفراده ومنتسبيه، فعندما تخلّى الجميع عن الوطن وقف الإصلاح بعزّ وكبرياء، حيث قدّم الشهيد تلو الشهيد، من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن".
وتابع وليد الجبزي، "وعندما كثرت المؤامرات والخيانات كان الإصلاح هو صاحب المشروع الوطني الوحيد الذي رفض المشاريع الضيقة السلالية والعنصرية والمناطقية؛ لأنه علّم منتسبيه أن الوطن والجمهورية هو المشروع الوحيد الذي يتسع لجميع أبناء اليمن".
وأشار إلى أن شعار الإصلاح: "ليس منا أبدا من فرّقا، ليس منا أبدا من مزقا".
منهاج حياة
ووصف المنشد عبدالرحمن قلالة حزب الإصلاح بإنه "فكرة والفكرة لا تموت"، مؤكدا أن "الإصلاح ليس مجرد عَلمٌ نقدسه أو قبيلة ننتمي لها ونتعصب"، بل "الإصلاح منهاج حياة، فكرة ننتمي لها ونحبها، ونحاول أن نتمثلها في حياتنا جاهدين".
من ناحيته قال الناشط أسامه حميد، "نحن في الاصلاح نعلم عندما سلكنا طريقه أننا لسنا ذاهبين للسيتي مارت، ولا لأسواق بنده، سلكنا طريق الاصلاح ونعلم بأن طريقه شاق! وطويل! وجاهزون لدفع الثمن مهما كان باهظآ".
وأضاف: "مهما قطعت أبناء الاصلاح سكاكين التآمر، سيبقى منهج السنة مشروعهم، والدفاع عن الوطن خيارهم، ومستعدون لدفع الضريبة مهما كان الثمن، وستكون قضية يورثها الأباء ليكمل الطريق الأبناء".
أما الناشط منير المحجري فقد علق على هذه المناسبة بالقول: "الاصلاح يمني النشأة، جمهوري الهوى، سبتمبري الهوية، وحدوي الرؤية، وسطي الفكرة والمنهج، تجديدي الوسائل، فسلام عليك في عيد ميلادك ال 34، وسلام على كل منتسبيك ومناصريك ومحبيك".
أصل العطاء المتجدد
بدوره، قالت الناشطة المكناه باسم "هيبة يمانية"، معلقا على ذكرى تأسيس الإصلاح "أربعةٌ وثلاثون عامًا منذ أن بزغ فجر الإصلاح، وأنبلجت شمس حضوره، أشرق الوطن بالنور والخير، وتوج النور هامات جباله وسهوله ووديانه".
وأضاف، "لقد كان الإصلاح أصلُ العطاء المتجدد بالقيم، وبحره الزاخر بالمباديء العظيمة، وكان شمس ضياءه، ومطلع سُعد أيامه، ونجم هدايته المتلأليء في خضم الظلمات المتفشية من حوله، وسيظل الإصلاح نبراس آمال الشعب، وحادي أشواق تطلعاته، ومسار كل الذين عقدوا العزم على التحرير وبناء الدولة والوطن".
الإصلاح حين يكتب عن نفسه
فيما قال الناشط عبدالله أبو سعد، إنه قد "كتب عن الاصلاح الكثيرون، غير أن أصدق من كتب كان هو الإصلاح نفسه: بحبر صحفيّيه وكُتّابه تنويراً وتوعية، وطباشير مشايخه ومدرّسيه تعليماً وتربية، وعرق عُمّاله ومتطوعية كفالة وتنمية، ودماء شهدائه وجرحاه بذلاً وتضحية، ولا زالوا يكتبون قدحاً ومدحاً، ولا زال يكتب نضالاً وكدحاً".
فيما قالت الناشط ابتهال القدسي، بهذه المناسبة، "وكلما لاحت شمس الإصلاح في الأفق، فاضت بنا مشاعر الفخر والعزة والكرامة، شعور لا يعرف مذاقه إلا أبناء هذه الفكرة الخالدة، الذين جابوا بها الجبال والسهول والصحاري، لتصبح المطاردات و المعتقلات والمنافي مصيرًا يطارد الكثير منهم".
واستدركت حديثها بالقول: "ورغم كل ذاك، يدهشك بقائهم على العهد، ليظل الإصلاح كتلة قلوب تقودها قيم". حسب وصفها.