علاقات راسخة وشراكة استراتيجية وثيقة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 17 يوليو 2024 01:10 صباحاً - تمثل زيارة جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا إلى دولة الإمارات، إضافة نوعية لمسار العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين التي وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الراسخة على مختلف الصعد وفي المجالات كافة.

Advertisements

حيث تعد الزيارة محطة بارزة في مسار تعزيز التنمية والازدهار المستدام لكلا البلدين الصديقين والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك بينهما في المجالات الاقتصادية، والتنموية، والثقافية، وغيرها. وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الصعد يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم.

واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية فيما بينهما. وتتميز العلاقات الإماراتية الإندونيسية، بأنها تاريخية ومتجذرة.

حيث شهد العام 1976، بداية العلاقات الدبلوماسية الرسمية، تلا ذلك افتتاح السفارة الإندونيسية في أبوظبي في 28 أكتوبر 1978 على مستوى القائم بالأعمال حتى تاريخ 29 مارس 1993.

حيث عينت إندونيسيا أول سفير لها لدى الدولة، كما يوجد لدى إندونيسيا قنصلية عامة في دبي منذ فبراير 2003، ولديها مكتب لترويج التجارة، والذي تم تفعيله في فبراير 2003، وذلك بالإضافة إلى مكتب لترويج الاستثمار تم افتتاحه في 2010، فيما فُتحت سفارة الإمارات في جاكرتا في 10 يونيو 1991

ومن أجل دعم ومساعدة الشعب الإندونيسي، افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مكتباً لها بجاكرتا في 1997، وهو يقدم خدمات كبيرة خصوصاً في المناطق التي تتضرر من الكوارث الطبيعية، وأسست الإمارات مكتباً للخدمات القنصلية في جاكرتا في أغسطس 2014، وتم افتتاحه رسمياً في 30 أكتوبر 2014.

وذلك بهدف تقديم خدمات قنصلية إلكترونية متميزة وسريعة، خصوصاً في مجال إرسال العمالة الإندونيسية للدولة.

زيارات متبادلة

كما شهدت السنوات الماضية، العديد من الزيارات بين البلدين كان أهمها زيارة المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، لإندونيسيا في مايو من العام 1990 والتي كانت نقطة تحول في تقوية العلاقات الإماراتية الإندونيسية، وزيارة الرئيس الإندونيسي السابق سوسيلو بامبانغ يوديونو، لدولة الإمارات في مايو من العام 2006.

وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لإندونيسيا في 24 يوليو 2019، وزيارة جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا للدولة في الفترة من 13 - 14 سبتمبر 2015، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إندونيسيا في 14 نوفمبر 2022.

وخلال الزيارات المتبادلة، تم إبرام العديد من الاتفاقيات الثنائية منها مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة مشتركة للشؤون القنصلية وتعديل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي.

ومذكرة تفاهم حول التعاون الثقافي ومذكرة تفاهم حول الشؤون البحرية ومصائد الأسماك، ومذكرة تفاهم حول التعاون الصناعي، ومذكرة تفاهم حول التعاون السياحي واتفاقية التعاون والمساعدة الإدارية المتبادلة في المسائل الجمركية، كما وقعت وزارة التغير المناخي والبيئة، مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون البحرية والاستثمار في جمهورية إندونيسيا، لمساعدة الجانب الإندونيسي في الحد من تسرب النفايات البلاستيكية إلى المحيطات.

وشهدت العلاقات بين البلدين وضع حجر الأساس لكلية محمد بن زايد للدراسات المستقبلية في يوجياكارت بجزيرة جاوا الإندونيسية، والتي يتم إنشاؤها بالتعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وجامعة نهضة العلماء في إندونيسيا. كما أعلنت دولة الإمارات عن وضع حجر الأساس لمشروع «مركز محمد بن زايد – جوكو ويدودو» لأبحاث القرم، الذي جاء ثمرة التزام دولة الإمارات بتقديم 10 ملايين دولار لتعزيز الجهود العالمية لتنمية القرم.

نشر التسامح

ويتفق البلدان على أهمية نشر مفهوم التسامح، حيث أصدرا في 2015 بياناً مشتركاً في اختتام زيارة للرئيس الإندونيسي لدولة الإمارات، أكدا خلاله أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم، يتطلب نشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتشجيع الحوار بين الأديان لجمع الشعوب المختلفة الأعراق والثقافات والأديان. وتشكل الإمارات وإندونيسيا نموذجين حقيقيين في مجال تطبيق مفاهيم التسامح،.

حيث نجحت إندونيسيا في صهر التعدد العرقي واللغوي والديني الناتج عن طبيعية الجمهورية التي تتشكل من أرخبيل يضم أكثر من 17 ألف جزيرة يتحدث سكانها أكثر من 700 لغة، إلى فرص تخدم أهدافها التنموية، وهو النموذج ذاته الذي قدمته الإمارات عبر احتواء أكثر من 200 جنسية على أرضها تتوافر لهم كافة الحقوق والواجبات التي تكفل تعايشهم بسلام، قبل أن تتحول الإمارات إلى إحدى أهم منارات التسامح في المنطقة عبر استضافة العديد من المناسبات والمؤتمرات وإطلاق العديد من المبادرات المرتبطة بتعزيز ونشر مفهوم التسامح في العالم.

جامع زايد الكبير

وخلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إندونيسيا في 14 نوفمبر 2022، افتتح سموه جامع الشيخ زايد الكبير في مدينة سولو في جمهورية إندونيسيا، يرافقه فخامة جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا، ومنذ بداية تشييد جامع الشيخ زايد الكبير في سولو في مايو 2021، حرصت فرق العمل على إظهار هذه التحفة بأبهى صورة.

حيث تبلغ مساحته الكلية 27,492 متراً مربعاً، وتبلغ مساحة المبنى 8441.28 متراً مربعاً، ويحتوي على 56 قبة و4 مآذن، بجانب 32 عموداً في منطقة الصلاة الرئيسية، وتعد تسمية الجامع باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استكمالاً لمسيرته العطرة وإرثه ونهجه الحكيم في نشر قيم الإنسانية والتسامح، إلى جانب تعزيز العلاقات الإماراتية الإندونيسية، التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد منذ قيام الاتحاد، وشكَّلت انطلاقة للعلاقات المتينة بين البلدين.

ويعد تصميم الجامع علامة فارقة في خريطة المدينة بعد افتتاحه في نوفمبر 2022، حيث يعد نسخة مماثلة لجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، ويستوعب 10 آلاف مصلٍ، وتشكل أروقة الجامع لوحة فنية، وتمت مراعاة إضافة الزخارف الإندونيسية التقليدية إلى جانب جمالية الثريات والإضاءات داخل وخارج الجامع.

وفي أكتوبر 2020، وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ببناء مسجد في أبوظبي يحمل اسم الرئيس جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا الصديقة، وإطلاق اسمه على شارع المعارض، «تقديراً لصداقة الرئيس الإندونيسي المتينة مع دولة الإمارات، ولجهوده في توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات عديدة».

ودشَّن سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، شارع الرئيس جوكو ويدودو، تزامناً مع الذكرى السنوية لتولي فخامة جوكو ويدودو رئاسة الجمهورية، وفي ديسمبر 2023 افتتحت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة جامع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في منطقة السفارات بمدينة أبوظبي الذي يتسع لـ2500 مصلٍ ومصلية.

رحلات طيران

وبلغ عدد الرحلات اليومية المباشرة من وإلى إندونيسيا بواسطة طيران الإمارات 4 رحلات (رحلتان إلى جاكرتا ورحلتان إلى جزيرة بالي منها رحلة إلى أوكلاند)، ورحلتين إلى جاكرتا بواسطة طيران الاتحاد، ووافقت إندونيسيا في سبتمبر 2016 على منح طيران الإمارات حق تسيير رحلات إضافية على خط دبي - إندونيسيا لتصبح 42 رحلة في الأسبوع.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :