ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 19 أكتوبر 2023 01:10 صباحاً - حذر تربويون ذوي الطلبة من إغفال تسجيل أبنائهم في مرحلة رياض الأطفال أو الانتظار للتسجيل المباشر في المرحلة الابتدائية، موضحين أن الأطفال «غير الملتحقين» يكونون متأخرين أكاديمياً واجتماعياً عن أقرانهم.
واعتبروا أن مرحلة «رياض الأطفال» تمثل ركيزة أساسية للنجاح المستقبلي لأي طفل، وتأهيله قبل الدخول إلى المرحلة الابتدائية، كونها تركز على التنمية الجسدية والاجتماعية والعاطفية، إلى جانب تطوير المهارات المعرفية العامة مثل الذاكرة والانتباه وحل المشكلات، وتطوير مهارات التعلم والقراءة والكتابة وصنع القرار، والاستقلالية.
وقالوا، إن بعض أولياء الأمور يعتقدون بأن بقاء أطفالهم في المنزل خلال مرحلة الروضة أمر مغرٍ، غير مدركين فوائد انخراطهم في التعليم المبكر.
لبنة أولى
وقالت الدكتورة رحاب الشافعي تربوية متخصصة في رياض الأطفال، إن الأطفال الذين لم يلتحقوا بالروضتين الأولى والثانية قد يفتقرون إلى فرص وتجارب تعليمية وتنموية، إذ إنّ هاتين المرحلتين تمثلان اللبنة الأولى للتفاعل الاجتماعي المنتظم مع أقرانهم، وتوفران فرص التعلم الهيكلي والمنظم، وتطوير المهارات الاجتماعية والأكاديمية في مرحلة مبكرة من حياتهم.
ولفتت إلى أن الإدارات المدرسية تكتشف هذا الافتقار عند التحاق الأطفال بالصف الأول الابتدائي، حيث يظهر الفرق بين الأطفال الذين التحقوا بالرياض وغيرهم، سواء أكاديمياً أو اجتماعياً.
واعتبرت بولا فين، نائب مدير المرحلة الابتدائية في أكاديمية جيمس وليغتون، أن رياض الأطفال مرحلة حساسة لها طرق ومناهج خاصة، تسهم في تعزيز التطور المعرفي المبكر للطفل، وتتيح له الفرصة لتقوية الروابط الدماغية والقدرة على التفكير والتحليل بشكل يومي، من خلال التجارب وأدوات المعرفة الموجه له.
وتحدثت بولا فين، عن دور المناهج في هذه المرحلة الدراسية المبكرة في تعليم الأطفال أساسيات القراءة والكتابة والحساب ليكونوا مستعدين بشكل تام لمتطلبات المرحلة الابتدائية.
العمل الجماعي
وقالت مايدي فرج مديرة رياض الأطفال في مدرسة المعارف بدبي، إن الطفل يتعلم استراتيجية العمل الجماعي في تلك الفترة، «لذلك تعتبر مرحلة رياض الأطفال هي المرحلة الأساسية في صقل التعليم والتعلم لدى الأطفال.
حيث تتبع المدارس عدداً من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة من أجل تحفيز وتشجيع المتعلمين مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والسماح لجميع الطلاب بالمشاركة وجعل المتعلم نشطاً وفعّالاً».
وذكرت أن التعليم يتم بشكل جماعي في تلك المرحلة، حيث يتم تقسيم المتعلمين إلى مجموعات صغيرة ويكونون مسؤولين عن أهداف مشتركة أو محددة قائمة على التعاون المتمثل في تبادل المهارات والمعرفة لتحقيق المهمة المشتركة بينهم بنجاح، وهذه أحد أهداف التربية الحديثة.
أساس متين
وذكرت كريستيانا باميديلي، مديرة مرحلة الروضة في مدرسة وستمينستر رأس الخيمة، أن مرحلة التأسيس للسنوات الأولى في مجالات التعلم تشكل أساساً متيناً لنمو الطفل لبقية حياته.
حيث يكون دماغ الطفل في السنوات الخمس الأولى أكثر تقبلاً للتعلم، ومن ثم، تركز مراحل التأسيس على التنمية الجسدية والاجتماعية والعاطفية والمعرفية، إلى جانب تطوير المهارات المعرفية العامة مثل الذاكرة والانتباه وحل المشكلات في هذه المرحلة.
وأكدت أن الدراسة العالمية المعروفة باسم «ميلووكي» تؤكد أن الأطفال الذين التحقوا ببرامج التعليم في السنوات المبكرة لديهم درجات ذكاء أعلى من أقرانهم الذين لم يحصلوا على تعليم رياض الأطفال، فضلاً عن الحاجة أيضاً إلى المهارات الحياتية لدعم جميع الأطفال.
لذلك حث أولياء الأمور عن إغفال تلك المرحلة المهمة التي تشكل جسراً متيناً لدى الطفل بين المهارات الأولى التي يتعلمها في رياض الأطفال وبين المرحلة التأسيسية الأولى.
مناهج تعليمية
من جهتها أفادت راحيلا حسين، مديرة مرحلة السنوات الأولى في مدرسة ويس غرين الدولية الشارقة، بأن المرحلة العمرية الممتدة من الولادة حتى عمر 5 سنوات هي من المراحل الحرجة لنمو دماغ الطفل ونموه بشكل عام، وخلال السنوات الأولى، يختبر الأطفال سريعاً النمو المعرفي والعاطفي والاجتماعي والجسدي، إذ يبدأون بتشكيل الركائز الأساسية لمختلف المهارات والقدرات التي سترسم مستقبلهم التعليمي.
إتقان وتواصل
ولفتت جولي ويكهام، مديرة مرحلة الروضة في مدرسة جيمس وينشستر الفجيرة، إلى أن التحاق الأطفال بالرياض يعدهم لعملية تعلم ناجحة مدى الحياة، ويسهم في نموهم الشخصي وتطورهم الاجتماعي والأكاديمي، ويمدهم بالمهارات الأساسية مثل التواصل وإتقان اللغة والتفاعل الاجتماعي، والعناصر الأساسية لمهارات العد والقراءة والكتابة.
حيث ترتكز برامج تدريس تلك المرحلة بشكل مختلف عن باقي المراحل من خلال الابتعاد عن الطرق التقليدية للتعليم.
أخبار متعلقة :