الارشيف / حال الإمارات

هيئة كهرباء ومياه دبي تستضيف "الملتقى التقني الأول"

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 16 مايو 2023 02:41 مساءً - ضمن جهود هيئة كهرباء ومياه دبي خلال "عام الاستدامة" في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إطار شراكتها الاستراتيجية مع كبرى المؤسسات العالمية، افتتح معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، "الملتقى التقني الأول" الذي استضافته الهيئة ونظمه المنتدى الاقتصادي العالمي للمرة الأولى على مستوى العالم، وذلك بحضور معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد؛ وسعادة خلفان جمعة بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل؛ وميريك دوشيك، مدير المنتدى الاقتصادي العالمي. كما شارك في الملتقى الذي عُقد في فندق أرماني بدبي، نحو 50 من الرؤساء التنفيذيين لعدد من أكبر المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية من القطاعين الحكومي والخاص.

مركز عالمي

أكد معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن دولة الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً لتطوير حلول الثورة الصناعية الرابعة وتوظيفها في تعزيز مسيرة التحول الرقمي الشامل، ما يجسد الرؤى المستقبلية للقيادة التي تركز على بناء اقتصاد رقمي مزدهر، تدعمه بنية تحتية رقمية متقدمة، تقوم على شبكة اتصالات متطورة وبيئة تنظيمية وتشريعية حاضنة ومحفزة للاقتصاد الرقمي.

وقال معاليه في الجلسة التي تناولت رؤية الإمارات للاقتصاد الرقمي، إن دولة الإمارات تواصل تحفيز ودفع عجلة التحول الرقمي، بالتركيز على عدد من المجالات المهمة التي تشمل تطوير المهارات وبناء القدرات الرقمية، وتعزيز الابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال والشركات الناشئة الرقمية، لضمان تعميم الأسس الرقمية في مختلف شرائح المجتمع، ومحو الأمية الرقمية، الذي يمثل أولوية في العصر الحالي الذي يشهد تسارع وتيرة تطور التكنولوجيا وحلول الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأضاف أن حكومة دولة الإمارات تواصل تعزيز نهجها القائم على توسيع الشراكات وبناء أطر التعاون مع الحكومات والمؤسسات حول العالم لمشاركة قصص النجاح وتبادل المعرفة والخبرات، لإيمانها بأن مشاركة المعرفة هي مفتاح النجاح لأي مبادرة أو مشروع، مشيراً إلى أهمية هذه الشراكات في بناء الجاهزية لمتطلبات المستقبل ومتغيراته وتحدياته. 

تعاون استراتيجي

في كلمته خلال الملتقى، أشاد معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بجهود المنتدى الاقتصادي العالمي في تنظيم الملتقى التقني الأول في إطار التعاون الاستراتيجي بين هيئة كهرباء ومياه دبي والمنتدى الاقتصادي العالمي، حيث انضمت الهيئة كشريك لمركز الثورة الصناعية الرابعة" التابع للمنتدى، وكانت أول مؤسسة خدماتية حكومية على مستوى العالم تنضم للمركز الذي يتخذ من مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية مقراً له، إلى جانب مؤسسات وشركات عالمية، وذلك ضمن جهودها لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة وتطوير التقنيات الاحلالية في قطاعي الطاقة والمياه.

وأشار معالي الطاير إلى أن توقيت المنتدى مناسب جداً في الوقت الحالي حيث تشهد دبي زخماً كبيراً بعد النجاح الهائل الذي حققه معرض إكسبو العالمي، واستكمال مجموعة هيئة كهرباء ومياه دبي أكبر إدراج لشركة خدماتية على مستوى العالم واستقطابها لما يزيد على 85 مليار دولار أمريكي من المستثمرين الدوليين حيث فاقت طلبات الاكتتاب العام حجم المعروض من الأسهم بـ37 ضعفاً. وتلا ذلك النجاح، طرح شركة إمباور، التي تمتلك الهيئة معظم أسهمها وتعد أكبر شركة لتبريد المناطق في العالم من حيث القدرة الإنتاجية.

وسلط معاليه الضوء على أهم ملامح استراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي في التحول للطاقة الخضراء، والتزامها بتبني أحدث التقنيات المبتكرة والاستفادة من فرص الرقمنة في جميع عملياتها، وتعد هذه ركائز أساسية لقصة نجاح وتميز المجموعة. وقد ساعد ذلك على أن تكون الهيئة مرجعاً عالمياً رائداً في التوافرية والاعتمادية والكفاءة في البنية التحتية للإنتاج والنقل والتوزيع والتي تم بناؤها بتكلفة تتجاوز 210 مليار درهم.

وأضاف الطاير: "برؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة أكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي، ألا وهي الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28) في مدينة إكسبو دبي خلال العام الجاري. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي، نعمل على تعزيز الريادة في مجالات الاستدامة والابتكار وصناعة المستقبل في جميع مشاريعنا ومبادراتنا لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحیاد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفیر 100% من الطاقة النظیفة بحلول العام 2050، حيث نؤمن بالدور الحيوي للابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي والاقتصاد الدائري في تحقيق هذا الهدف الطموح."

وتابع: "لأننا نؤمن بأهمية وقوة البيانات والمعلومات، أطلقنا أكبر مركز بيانات أخضر محايد الكربون على مستوى العالم بحسب موسوعة غينيس، تحت مظلة "ديوا الرقمية" التابعة للهيئة، وذلك في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. يعد الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية أساس مدن المستقبل الذكية والآمنة والمستدامة، وقد بلغت نسبة تبني متعاملينا لخدمات الهيئة الذكية 99%، وقد جاءت الهيئة في المركز الأول ضمن المؤسسات الخدماتية العالمية في تقرير النضج الرقمي للعام 2022 الذي أصدرته جهة استشارية عالمية. ومن هنا، نرى الدور المحوري لديوا الرقمية في صياغة مستقبل رقمي جديد لدبي. لقد بدأت رحلة الهيئة في استخدام الذكاء الاصطناعي منذ عام 2017 عبر تطوير خارطة طريق لإثراء تجربة المتعاملين والموظفين وجميع المعنيين، ونعمل حالياً على إثراء خدماتنا بتقنية "تشات جي بي تي"(ChatGPT) حيث تعد الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم وأول مؤسسة حكومية في دولة الإمارات تستخدم هذه التقنية الحديثة."

وقال معاليه: "أطلقت الهيئة مؤخرا منصة "ديوافيرس" في عالم الميتافيرس لتوفير خدماتها لمتعامليها وموظفيها وجميع أفراد المجتمع، لتصبح بذلك أول مؤسسة حكومية محلية تطلق منصتها الافتراضية عبر تقنية الميتافيرس، ونؤمن أن هذه التقنية ستدعم تنفيذ وتطوير مشاريع ستسهم في تطوير الأعمال، ورفع مستوى الكفاءة والإنتاج، وتقليل التكاليف، إضافة إلى تحقيق سعادة المعنيين. ولتعزيز الكفاءة والفعالية التشغيلية لشبكات الكهرباء والمياه والتحول الرقمي، أطلقنا قمرين اصطناعيين نانويين: "ديوا سات-1" من نوع (3U) و"ديوا سات-2" من نوع (6U) ضمن برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس دي)، وتعد الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تستخدم الأقمار الاصطناعية النانوية في عملياتها. كما نستفيد من البيانات الضخمة من خلال أجهزة استشعار موزعة في محطات الطاقة الشمسية لجمع بيانات آنية وتحليلها بالتزامن مع بيانات الأقمار الاصطناعية التابعة للهيئة."

واختتم الطاير بالقول: "مع تزايد التحديات المصاحبة للتغير المناخي، تبرز أهمية التعاون العالمي الجاد لضمان الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ودفع أجندة الاستدامة العالمية وتحفيز التنمية المستدامة. وإنني على ثقة بأن هذا الملتقى سيشكل محطة مهمة في مسيرة العمل المناخي وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين مختلف القطاعات، إضافة إلى تطوير استراتيجيات وحلول جديدة لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المستقبلية بالاعتماد على التقنيات الحديثة لضمان مستقبل مستدام لأجيالنا القادمة."

ريادة دبي والإمارات

أكد خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن تنظيم هذا الملتقى يعكس أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المنتدى الاقتصادي العالمي ودبي ودولة الإمارات على مدى السنوات والعقود الماضية والتي أثمرت عن العديد من المشاريع والمبادرات العالمية بما في ذلك مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات الذي تشرف عليه المؤسسة ويهدف لتوظيف أحدث تقنيات المستقبل في مختلف القطاعات الرئيسية، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في إطار تصميم مستقبل أفضل للعالم بأكمله.

واستعرض خلفان بلهول خلال مشاركته في الملتقى أهم التحديات الحالية والمستقبلية والفرص الواعدة لتبني تطبيقات الميتافيرس في خدمة الحكومات والاقتصادات والمجتمعات، مشيراً إلى أهمية تشجيع ودعم القطاع الخاص للمساهمة بشكل أكبر في مسيرة التحول الرقمي والتكنولوجي على مختلف المستويات. كما استعرض أبرز مقومات ريادة دبي ودولة الإمارات في مجال تبني وتطوير التطبيقات المستقبلية وتطوير البنية التحتية الرقمية لتعزيز الجاهزية للمستقبل على المستوى المحلي والعالمي.

تعاون

قال ميريك دوشيك، مدير المنتدى الاقتصادي العالمي: "توفر التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والجيل الثالث من الويب (Web 3.0) فرصاً مهمة لقادة الأعمال لدعم جهودهم في التحول الذي تشهده مختلف القطاعات، إضافة إلى التعامل مع التحديات الكبرى بما في ذلك التغير المناخي. وللاستفادة من هذه الفرص ومواجهة التحديات والمعضلات التي تصاحبها بشكل مناسب، لا بد من وجود تعاون وثيق بين القادة في القطاعين الحكومي والخاص. ويوفر المنتدى الاقتصادي العالمي منصة مهمة لتحقيق هذا التعاون وتعزيز الحوار البناء. ومن دواعي سرورنا أننا نجحنا في تحقيق ذلك اليوم هنا في دبي، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي."

جلسات حوارية

تضمن "الملتقى التقني الأول" عدة جلسات حوارية وورش عمل حول عدد من الموضوعات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء من مؤسسات محلية وإقليمية وعالمية من القطاعين الحكومي والخاص. وشملت الموضوعات التي تضمنها الملتقى "الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، و"التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، و"التغلب على التحديات باستخدام التكنولوجيا"، و"استخدام تقنية الميتافيرس في الأعمال"، و"رؤية دولة الإمارات بالنسبة لتقنية الميتافيرس"، و"التطبيقات التقنية لتسريع تحول الطاقة في القطاعات المختلفة"، و"التغلب على التحديات باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي". كما سلط الملتقى الضوء على ريادة هيئة كهرباء ومياه دبي في التحول الرقمي ومنصة "ديوافيرس" التي أطلقتها باعتبارها نموذجاً ناجحاً يحتذى به للابتكار الرقمي في قطاع المؤسسات الخدماتية.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا