الارشيف / حال الإمارات

إنجازات ثقافية غنية تثري القوة الناعمة للإمارات

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 27 ديسمبر 2023 11:54 مساءً - حصاد ثقافي وفني وإبداعي متنوع، ثري بمضمونه، ومتميز بملامحه وأبعاده، راكمته وأنجزت غلاله دولة الإمارات، بجدارة واقتدار، خلال العام 2023، إذ شهدت فيه إمارات الدولة فعاليات ثقافية متنوعة، شكلت الاستدامة الثقافية في قطاعات الفنون البصرية والآداب، أحد أهم المحاور الجوهرية والملهمة فيها، حيث استقطبت الدولة خلال ذلك، أبرز المفكرين والمثقفين والفنانين والجهات، من مختلف أنحاء العالم.. وبنت على نجاحاتها وشهرتها وقيادتها لمواكب العمل الثقافي العالمي، بوصفه ركيزة قوة ناعمة خيرة، تنشر السلام والمحبة والخير.

وبرزت في الصدد، جهود وبرامج إمارة دبي الإبداعية، التي رسخت معايير الاستدامة الثقافية، ورفدت مكونات الاقتصاد الإبداعي، من خلال فعاليات هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، إذ احتضنت مدينة دبي خلال عام 2023، العديد من الفعاليات الكبرى، وعلى رأسها، تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بطلي تحدي القراءة العربي لعام 2023، حيث ذهبت الجائزة مناصفة بين آمنة المنصوري من الإمارات، وعبد الله البري من قطر.

وقد شارك في الدورة السابعة من التحدي 24,8 مليون طالب وطالبة، من 46 دولة عربية وأجنبية، من 188 ألف مدرسة، بينهم 22,500 مشارك من أصحاب الهمم، التي مثلت فئة جديدة في المبادرة.

وفاز عن فئة الطالب المتميز من فئة الجاليات للدول العربية، محمد عبد الرقيب الكوكباني من ماليزيا، بينما فاز الطلاب الثلاثة الأوائل من فئة أصحاب الهمم، يوسف بن داوود من تونس، وعبد الله السيد من مصر، وزياد العادي من عمان.

وتحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبتنظيم من مركز جامع الشيخ زايد الكبير والأرشيف والمكتبة الوطنية، أطلقت الدولة، مبادرة «الأندلس تاريخ وحضارة»، والتي بدأت فعالياتها في سبتمبر، وتضمنت باقات ندوات رئيسة عقدت محليا وفي وإسبانيا، وحفلات موسيقية وفعاليات فنية متنوعة، تعبيراً عن إيمان الإمارات الراسخ بحتمية الانفتاح على الحضارات، والتلاقي بين الثقافات والأديان، إذ تسعى الدولة من خلالها إلى تسليط الضوء على الحضارة الأندلسية، عبر جملة من الأنشطة الثقافية والفنية، الهادفة إلى تعزيز الروابط المتينة القائمة بين الدولتين، والتعريف بالحضارة العربية التي شهدتها الأندلس، وما تأسست عليه من ثقافة الحوار والتسامح وقيم الانفتاح والتعايش.

تظاهرة ثقافية

كما مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته لعام 2023، تظاهرة ثقافية عالمية، إذ افتتح فعالياته صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتضمن فعاليات نوعية، استضاف خلالها كوريا الجنوبية ضيف شرف المعرض، كما احتفى بكوكبة من المفكرين والمبدعين.

وعلى صعيد الحراك الفني في الدولة، برز معرض «فن أبوظبي» في نسخته الـ 15، ثرياً ونوعياً بمضامينه، حيث افتتحه سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتنظيم دائرة الثقافة والسياحة في الامارة.

وشهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، حفل تكريم الفائزين بـ «جائزة البردة» في دورتها الـ 17، الذي أقيم في متحف اللوفر في أبوظبي، حيث كرّم معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب خلاله 24 فائزاً، وأعلن عن إطلاق «منحة البردة»، المبادرة التي تعزز قيم الاستدامة في الفنون الإسلامية، وتكرس تنميتها.

وافتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، معرض «آرت دبي» في دورته لعام 2023 في مدينة جميرا، حيث ضم المعرض أكثر من 100 صالة عرض من 43 دولة. وتضمن «30» مشاركاً جديداً لأول مرة.

وتوَّج سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسَّسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 17، خلال حفل تكريم نُظِّم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، على هامش فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وسلم سموّه الجوائز للفائزين بالجائزة في مختلف فروعها، وهم: الشاعر العراقي علي جعفر العلّاق عن فرع «الآداب»، الكاتب الفرنسي ماتيو تيلييه عن فرع «الثقافة العربية في اللغات الأخرى»، الكاتب الجزائري سعيد خطيبي عن فرع «المؤلف الشاب»، المترجم والكاتب التونسي شكري السعدي عن فرع «الترجمة»، الكاتبة التونسية الدكتورة جليلة الطريطر عن فرع «الفنون والدراسات النقدية»، ودار العين للنشر من مصر عن فرع «النشر والتقنيات الثقافية».

وكرَّم سموّه الموسيقار المصري عمر خيرت، الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية، تقديراً لجهوده المتميزة وأعماله الموسيقية اللافتة. وأما معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ 32، والذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، فشكل محفلاً ثقافياً عالمياً، حيث احتضن مشاركات عالمية فريدة، وتضمن برامج فكرية نوعية.

«التنوع»

وكان «التنوع» هو العنوان الذي حملته الدورة الـ 12 من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، التي تُوجت الأعمال الفائزة فيها، على خشبة دبي أوبرا، وحصد المصور الإيطالي ماسيمو جورجيتا فيها الجائزة الكبرى، وقيمتها 120 ألف دولار. وحصدت الدول العربية في هذه الدورة، 40 % من الجوائز، وجسدت الأعمال الفائزة في مختلف المحاور، أسرار وجمال الكوكب الذي نعيش عليه.

واحتضنت مكتبة محمد بن راشد، خلال عام 2023، العديد من البرامج والفعاليات والأمسيات الشعرية، النوعية، ومنها النسخة الثانية من «ملتقى تعبير الأدبي»، الذي أقيم في شهر ديسمبر، بمشاركة نخبة من المتحدثين والمهتمين بالأدب، الذين ناقشوا قضايا ومواضيع ثقافية مهمة.

كما نظمت «دبي للثقافة» فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء»، في محمية المرموم الصحراوية، وتضمّن طيفاً متنوعاً من حكايات المجتمعات، وذلك خلال الفترة من 9-11 ديسمبر، مُعززاً آمال صناع الأفلام بمستقبل واعد لصناعة السينما في دبي و الإمارات، بوصفها إحدى روافد اقتصاد دبي الإبداعي.

«شهر القراءة الوطني»

كما ضمت فعاليات «شهر القراءة الوطني 2023»، خلال شهر مارس من كل عام، برامج نوعية، رسخت حب المعرفة والمطالعة في نفوس أفراد المجتمع.

كما أطلقت وزارة الثقافة والشباب «البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع»، والذي يعزز التزام الدولة بدعم وتنمية واستدامة قطاعاتها الثقافية والإبداعية، والاستفادة من فرص الاستثمار في المبدعين الذين يلعبون دوراً أساسياً في الجهود الوطنية لأجل بناء اقتصاد إبداعي مستدام لأجيال المستقبل.

ويهدف البرنامج إلى تقديم الدعم للمبدعين المواطنين، لتحفيز مشاريعهم، وتنمية قدراتهم، من خلال تعزيز الإنتاج الثقافي والإبداعي، إضافة إلى إبراز مكانة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية داخل  الدولة وخارجها، وتم فتح باب التسجيل واستقبال الطلبات للبرنامج رسمياً، ابتداءً من 3 أغسطس الماضي.

ويركز برنامج المنح الجديد على تمويل المشاريع والفرص، ضمن سبعة مجالات رئيسة: التأليف والنشر، الموسيقى، الأفلام والتلفزيون، الفنون الأدائية والمسرح، الفنون البصرية والتصميم، ألعاب الفيديو، والتراث الثقافي.

وفئات البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، هي كالتالي، منحة الإبداع والإنتاج (تصل إلى 100,000 درهم)، وتم تصميم هذه المنحة لتمويل إنتاج أعمال فنية وإبداعية أصيلة ومبتكرة عبر وسائل مختلفة، مثل الأفلام، والموسيقى، والعروض، وألعاب الفيديو.

وتدعم المنحة المشاريع التي تظهر التميز الفني، والجاذبية الإبداعية، والتفرد. ومنحة التوزيع والمشاركات المحلية (تصل إلى 80,000 درهم)، وتهدف إلى تغطية تكاليف توزيع وترويج ونشر المشاريع الإبداعية، لزيادة إبراز الأعمال الفنية المنتجة محلياً، وخلق فرص للمجتمع الإبداعي، كما تشجع المبدعين على المشاركة في الفرص والفعاليات المحلية، من خلال تغطية تكاليف المشاركة ذات الصلة.

ومنحة تنمية المهارات (تصل إلى 50,000 درهم)، وتهدف إلى دعم النمو المهني للمبدعين، وتعزيز مهاراتهم من خلال تغطية رسوم البرامج المهنية قصيرة الأجل، مثل الدورات المعتمدة والدبلومات المهنية والإقامات والتدريب المهني، إضافة إلى الندوات التي ستدعم التطوير المهني للإبداع في المؤسسات الأكاديمية، أو المنظمات المعترف بها عالمياً في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية.

ومنحة السفر والتنقل الدولي (تصل إلى 50,000 درهم)، وتشجع هذه المنحة المبدعين في المجالات الثقافية والإبداعية، على المشاركة في المهرجانات، والمعارض والفعاليات الدولية، لزيادة فرص حضورهم في المحافل الدولية لتمثيل الدولة.

وعلى صعيد الجائزة العالمية للرواية العربية، فازت رواية «تغريبة القافر» للكاتب العُماني زهران القاسمي، بجائزة الدورة الـ 16، حيث اختيرت «تغريبة القافر»، من قبل لجنة التحكيم، من بين الروايات التي ترشحت للجائزة لهذه الدورة، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين 1 يوليو 2021 و30 يونيو 2022، وجرى اختيارها من بين 6 روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من: الجزائر، السعودية، العراق، عُمان، ليبيا، ومصر.

وهم: الصديق حاج أحمد، أزهر جرجيس، نجوى بن شتوان، ميرال الطحاوي، فاطمة عبدالحميد، وزهران القاسمي.

بيئة فنية

واستحضرت النسخة الرابعة عشر من «مهرجان دبي لمسرح الشباب»، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي ، دور القطاع المسرحي المحلي، في خلق بيئة فنية وإبداعية قادرة على الارتقاء بالطاقات الشابة، ودفعها نحو مواصلة تطوير شغفها في الفنون الأدائية، فضلاً عن دعم المواهب الناشئة، وحثها على مواصلة مسيرة الإبداع، وتشجيعها على إنتاج الأعمال المسرحية المتنوعة.

وشهدت دبي في 2023، انطلاقة الدورة الأولى من بينالي دبي للخط، في أكتوبر، بمشاركة أكثر من 200 فنان عالمي، معززاً بذلك استراتيجية الاقتصاد الإبداعي.

وضمن أجواء حملة «وجهات دبي»، وتزامناً مع فعاليات «موسم دبي الفني»، برزت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان مترو دبي للموسيقى، الذي ينظمه براند دبي، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة الامارة، بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات، ونظم بمشاركة 20 عازفاً من أصحاب المواهب الموسيقية المتميزة من داخل الدولة ومن مختلف أنحاء العالم، حيث قدموا عروضاً ومعزوفات شيقة للجمهور في خمس محطات مترو مختارة.

وفى مجال التصميم والفنون، حفل معرض «داون تاون ديزاين»، بفعاليات وإبداعات فريدة، تعزز مكانة دبي الإبداعية العالمية، وتكرسه وجهة مهمة للمتخصصين في مجال التصميم والإبداع. وأقيم المعرض، الذي رفع شعار «من أجل مساحات معيشية مستقبلية»، بمشاركة أكثر من 300 مصمّم وعلامة تجارية عالمية وإقليمية من 40 دولة.

فرص استثمارية

واحتفى «منتدى القوز للريادة الإبداعية 2023»، بأهمية قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وما يشتمل عليه من فرص استثمارية وتنموية فريدة، إلى جانب الاحتفاء برواد الأعمال، وتمكينهم من تحويل رؤاهم وأفكارهم إلى مشاريع ناجحة، ومورد اقتصادي مستدام، كما هدفت النسخة الأولى من قمة «كريستيز للفنون والتكنولوجيا في دبي»، إلى العمل على استطلاع اتجاهات التكنولوجيا، والاستماع إلى الفنانين الذين يدمجون التكنولوجيا في أعمالهم الفنية، واستكشاف التحديات والفرص الحالية والمستقبلية.

وتميز موسم دبي الفني بروائع عالمية، وابتكارات مهمة، بجانب برنامج تطويري ثري، أغنى معها مكون واستراتيجية الاقتصاد الإبداعي، ومن بين أبرز ذلك «مهرجان سكة للفنون والتصميم» 2023، حيث تضمن مجموعة متنوعة من المشاريع والعروض الفنية، قدمت في 13 بيتاً، يقدم كل واحدٍ منها أنواعاً مختلفة من الفنون، وأعمالاً تركيبية مميزة، وأخرى رقمية، ومساحات تفاعلية متنوعة، ومن بينها «بيت سكة» و«البيت الخليجي» و«بيت الفيلم» و«بيت الفنون الرقمية» و«بيت التصوير» و«بيت الخزف»، بالإضافة إلى «بيت التلي»، الذي يعد أحدث إضافة إلى «سكة»، ويهدف إلى تقديم أعمال فنية جديدة، مستلهمة من حرفة التلي.

وشهدت النسخة الجديدة إطلاق 6 جداريات، و9 أعمال فنية تركيبية خارجية، بالإضافة إلى عقد أكثر من 100 محاضرة وندوة وورشة، تسلط الضوء على تطورات قطاع الفنون، وتوجهاته العالمية، إلى جانب تقديم تشكيلة من عروض السينما والموسيقى والأنشطة الترفيهية المختلفة، والأمسيات الشعرية التي أقيمت ضمن أجواء ملهمة، تعكس ما تتمتع به دبي من إمكانات ومقومات إبداعية.

كما عززت وأذكت ذخر الاقتصاد الإبداعي في الإمارة، مبادرة «مقتنيات دبي»، ومعرض «بيج باد وولف 2023»، بجانب مجموعة معارض بينها: «الزمن والهوية»، وأمسيات ليالي الفن في «مركز دبي المالي».

وتماشياً مع عام الاستدامة في الإمارات، مثل أسبوع دبي للتصميم 2023، المهرجان الأكثر ابتكاراً في تاريخه، إذ قدم برامج وفعاليات متنوعة، بالتعاون مع حي دبي للتصميم، واستعرض عناصر مميزة، وتجارب استثنائية، نالت إعجاب المصممين وأصحاب المواهب الإبداعية، وأفراد المجتمع، على حدٍ سواء.

250 مبدعاً

وبرز مهرجان «طيران الإمارات للآداب 2023»، بمضامين ثرية وتجديد وتطوير نوعيين، حيث تحول بدورته الخامسة عشر إلى ملتقى سنوي يجمع تحت سقفه كوكبة من أهل الثقافة والفكر، لمناقشة مواضيع تهم الجمهور، على اختلاف شرائحه وثقافاته وجنسياته، فضلاً عن توفيره فرصاً نوعية للتفاعل مع أصحاب المواهب الإبداعية في المجالات الأدبية المختلفة، ما ينعكس إيجاباً على المشهد الثقافي المحلي». وجمع برنامج المهرجان أكثر من 250 مبدعاً من أعظم الكتاب والمفكرين العالميين في أكثر من 300 فعالية.

ونظمت ندوة الثقافة والعلوم في دبي، العديد من البرامج والفعاليات الثقافية والإبداعية المهمة، كما أطلقت العديد من المبادرات الهادفة إلى دعم المبدعين، ومنها إطلاق جائزة إبداعية جديدة، بعنوان «جائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي»، التي تأتي تحفيزاً لطاقات الكتّاب والباحثين والمبدعين، وإثراءً للساحة الثقافية، كما استحدثت الندوة «منحة العويس للبحوث والدراسات»، إيماناً منها بأهمية البحث العلمي.

ومثل مهرجان الشيخ زايد ومهرجان أم الإمارات في أبوظبي، منصتي حوار حضاري خلاقتين، جمعتا كافة الثقافات والأطياف والجنسيات، وكرستا قيم التسامح والتعايش.

قيمة

ونظمت إمارة الشارقة فعاليات ثقافية متفردة، في 2023.

وفي محور ثقافة الطفل، تبرز فعاليات الإمارة  المتنوعة، والتي تعزز حضور المواهب الناشئة واليافعين، كما هو الحال في النسخة الـ 17 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، الذي تنظمه جمعية المسرحيين في الإمارات، وشاركت خلالها 6 عروض مسرحية، أنتجتها الفرق المسرحية المحلية في الدولة، كما شاركت 37 دولة في الدورة العاشرة من «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب»، وشهد المهرجان الذي تنظمه مؤسسة «فن» عروضاً لثلاثة أفلام، تقدم لأول مرة على مستوى العالم، بالإضافة لـ 43 فيلماً تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، كما تستضيف منصة «السجادة الخضراء»، التي تتيح للجمهور فرصة اللقاء والحديث مع صناع الأفلام، عروض أربعة أفلام سينمائية، هي: «نزوح» و«نيكولاس الصغير» و«هي من كوكب آخر» و«طريق الوادي».

كما فازت مسرحية «زغنبوت» لمسرح الشارقة الوطني بـ 8 جوائز، من بينها أفضل عرض مسرحي متكامل، في فعاليات الدورة 32 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وحصد الفنان محمد العامري جائزة أفضل إخراج مسرحي، وذهبت جائزة أفضل تأليف مسرحي للكاتب إسماعيل عبد الله.

وشارك في فعاليات أيام الشارقة المسرحية الـ 32، 14 عرضاً مسرحياً من مختلف الجمعيات والفرق المسرحية بالدولة، بما فيها العروض المختارة، إلى جانب مشاركة واسعة في البرنامج المصاحب للعروض من الفنانين والباحثين المسرحيين من مختلف أنحاء الوطن العربي.

وتحت شعار «تجليات» برزت فعاليات الدورة 25 من مهرجان الفنون الإسلامية، بمشاركة 50 فناناً من 25 دولة، تتصدرها الإمارات. ومثلت النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، تطوراً نوعياً في مضامين الحدث، الذي يعد أكبر مهرجانات التصوير الفوتوغرافي في المنطقة والعالم.

وفي إمارة أبوظبي، استقطب المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي في منارة السعديات، اهتمام الجمهور والنقاد في دورته الــ 11، والتي ترتكز على فنون الأداء الشعبية والتراث المستدام بدول مجلس التعاون الخليجي، من خلال نخبة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالتراث.

واستضافت جزيرة ياس العديد من الفعاليات العالمية، والتي شملت حفلات موسيقية، ومهرجانات ثقافية، تهدف إلى الارتقاء بتجارب السكان والزوار من مختلف الأعمار، كما طرحت «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية»، مجموعة من برامج الموسيقى الكلاسيكية والتقليدية التي تستضيفها العاصمة، بالتعاون مع ملحنين عالميين، لتسليط الضوء على الأجندة الثقافية في الإمارة، بالإضافة إلى استضافة نُخبة من الفنانين العرب والمؤدين من المنطقة.

وشهدت منارة السعديات، فعاليات الدورة السادسة من «القمة الثقافية أبوظبي»، والتي هدفت إلى استكشاف تغيير علاقتنا مع الوقت، وكيف تبِّدل الثقافة مفهوم العالم للوقت، في حين قدم معرض «فن أبوظبي»، برنامجاً متنوعاً وحافلاً بالفعاليات، على عكس المعارض الفنية التقليدية.

وتميزت دورة عام 2023 من جائزة كنز الجيل، بأنها الأكثر تنوعاً وثراءً في المشاركات، حيث تلقت 264 ترشيحاً في فروعها الستة من 27 دولة، من بينها 17 دولة عربية، و10 دولة أخرى. وضمت قائمة الفائزين بالدورة الثانية للجائزة، مجموعة بارزة من الفنانين والكُتاب والشعراء عن فروع الجائزة، والتي عكست أعمالهم حجم التميز في فن الشعر النبطي بالمنطقة العربية، وتجذر قيمه في نفوس المبدعين.

وشهد مهرجان الفجيرة للمونودراما، خلال الفترة من 20 إلى 24 فبراير، استضافة  الفجيرة لأول مرة عربياً، فعاليات الكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح، وقمّة المسرح، لبحث ومناقشة أهم قضايا هذا الفن ، وتحديات قطاع الفنون الأدائية في العالم.

وقد نظم بحضور 500 ضيف وفنان، وأبرز الشخصيات الرائدة في مجال الفنون الأدائية والمسرح من مختلف دول العالم، ويتضمن عروضاً مسرحية من 30 دولة، يقدمها أهم فناني مسرح الممثل الواحد. واتسمت الدورة الحادية عشرة من مهرجان رأس الخيمة السنوي للفنون البصرية، بمشاركات نوعية، عززت قيم الحوار والجمال والتسامح، حيث نظم في فبراير.

اكتشافات

وأما على صعيد الاكتشافات الأثرية، فحفل عام 2023 بمجموعة من المكتشفات المهمة في الدولة، بينها: إعلان دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، عن اكتشافات أثرية ضخمة، تعود إلى العصر الحديدي، وفترة ما قبل الإسلام، في مدينة العين، وتغطّي الاكتشافات فترة زمنية تمتدّ من حوالي 1300 قبل الميلاد إلى عام 600 ميلادي.

واكتشف فريق علماء الآثار كنوزاً أثريّة عند انتهاء أعمال التنقيب الإنقاذية لجزءٍ من مقبرةٍ تعود لفترة ما قبل الإسلام، عُثِر عليها أثناء تطوير الطرق والبنية التحتية في شعبية الكويتات في وسط المدينة، شرق متحف منطقة العين.

كما أدرجت الكثير من المفردات التراثية والمواقع التاريخية بلوائح اليونيسكو للتراث والثقافة، ومن بينها إعلان هيئة الشارقة للآثار، إدراج إمارة الشارقة أربعة مواقع أثرية هامة تابعة لها، على القائمة التمهيدية للتراث العالمي.

وفي أم القيوين، أعلنت دائرة السياحة والآثار ، عن أحدث مستجدات أعمال التنقيب الأثري بجزيرة السينية، في موسمها الثالث، والتي تشير إلى وجود أقدم مدينة لصيد اللؤلؤ في الخليج العربي في الجزيرة، والتي ازدهرت خلال الفترة ما بين أواخر القرن السادس إلى منتصف القرن الثامن الميلادي، وتقع المدينة بالقرب من الدير القديم (دير السينية)، الذي تم اكتشافه العام الماضي.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا