حال الإمارات

عميد الكلية لـ« حال الخليج»: 99 % من خريجي «محمد بن راشد للإعلام» يعملون في مؤسسات عالمية

عميد الكلية لـ« حال الخليج»: 99 % من خريجي «محمد بن راشد للإعلام» يعملون في مؤسسات عالمية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 16 أبريل 2025 12:05 صباحاً - أكد علي جابر، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام بالجامعة الأمريكية في دبي، أن الكلية التي تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تشكل إحدى الركائز الأساسية للقوة الناعمة الإماراتية في العالم العربي.

وأوضح أن الكلية خرّجت نحو 1000 طالب وطالبة منذ تأسيسها، 30 % منهم إماراتيون، ويعمل 99 % من الخريجين في مؤسسات إعلامية عالمية مرموقة داخل الدولة وخارجها، في حين أن نسبة الـ1 % المتبقية تخص طالبات فضلن التفرغ لحياتهن الخاصة.

تطورات حديثة

وقال جابر إن هذه النسبة تعد الأعلى على مستوى التخصصات والكليات في الجامعة الأمريكية بدبي، مشيراً إلى أن الكلية تعد طلبتها لسوق الإعلام العالمي من خلال برامج دراسية مبتكرة، تركز على الجوانب العملية والتكنولوجية، وتشمل مواد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطورات الحديثة في صناعة الإعلام، بما فيها الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الكلية، التي انطلقت في العام 2002 وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كانت أول مؤسسة أكاديمية بحثية متخصصة في الإعلام والإدارة الحكومية والسياسات العامة في الوطن العربي، مؤكداً أن مهمتها تتجسد في دعم التميز الحكومي داخل الدولة، وتخريج كوادر إعلامية تواكب تحولات العصر.

سفراء نوايا حسنة

وأشار عميد كلية محمد بن راشد للإعلام إلى أن الطلبة غير المواطنين الذين يدرسون بمنح دراسية يعتبرون سفراء للنوايا الحسنة للكلية في بلدانهم، وينقلون قيمها ورؤيتها إلى مؤسساتهم الإعلامية عند عودتهم، وهو ما يعكس البعد الإنساني والتأثير الدولي لهذه المؤسسة التعليمية.

وفيما يتعلق بالمناهج، أوضح أن الكلية تعتمد على شراكتها مع جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث تم تطوير برامج تدريس الكتابة الصحفية والإعلامية باللغة العربية على أسس أكاديمية غربية، مؤكداً أن خريجي جنوب كاليفورنيا هم من يديرون هوليوود اليوم، ما يعكس حجم الفائدة من هذا التعاون.

الدراسات العليا

وأوضح أن وجود الكلية داخل مدينة دبي للإعلام، التي تضم أكثر من 1500 شركة إعلامية وإنتاجية، يمنح الطلبة فرصة للتعلم داخل بيئة واقعية، كما يتم تدريبهم عملياً في المؤسسات الإعلامية المحيطة، إلى جانب الاستفادة من محاضرات يقدمها قياديون إعلاميون من مختلف أنحاء العالم.

وفي سياق متصل، أشار جابر، إلى أن هناك عزوفاً نسبياً من الطلبة الإماراتيين، خاصة الفتيات، عن دراسة الإعلام في مرحلة البكالوريوس، لكنه في المقابل، أوضح أن برامج الدراسات العليا تشهد إقبالاً لافتاً بفضل الوعي المتزايد بدور الإعلام الحيوي في خدمة القضايا الوطنية والمجتمعية.

وأكد أن الكلية تطور مناهجها بشكل سنوي لتواكب آخر ما توصلت إليه صناعة الإعلام عالمياً،. مشيراً إلى أن الكلية تستعد لإطلاق برنامج متخصص في استخدام الذكاء الاصطناعي بالإعلام، قائلاً: «الكليات التي لا تدخل الذكاء الاصطناعي ضمن برامجها ستبقى خارج سياق التطور».

الصحفي الذكي

واستطرد قائلاً إن الصحفي الذكي هو من يوظف أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» للحصول على المادة الخام، ثم يصقلها بلمسته الإنسانية، ونفى أن تحل الروبوتات أو الأنظمة الذكية محل الصحفي أو الإعلامي، مؤكداً أن لمسة الإنسان ضرورية في العمل الإعلامي ولا يمكن لأي تقنية استبدالها.

وأضاف: «الذكاء الاصطناعي لن يزاحم الصحفي أو الإعلامي، بل سيكون سنداً له، يوفر عليه الوقت والجهد ليتمكن من التركيز على الإبداع وصياغة الرسالة الإعلامية بروح إنسانية لا يمكن محاكاتها».

محور أساسي

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل محوراً أساسياً في خطط تطوير المناهج بكلية محمد بن راشد للإعلام، حيث تتجه الكلية نحو هذا المجال الواعد من خلال شراكات استراتيجية، أبرزها التعاون القائم مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة في تسخير هذه التقنية لخدمة العمل الإعلامي.

وأكد جابر أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف الإعلامية سيكون إيجابياً من خلال تحسين الأداء وتطوير أدوات العمل، لا من خلال استبدال الصحفي أو الإعلامي.

مشدداً على أن الكلية تركز في برامجها على البُعد الإنساني في المهنة، وتنمّي هذا الجانب لدى الطلبة ليبقى أساساً في تعاملهم مع التكنولوجيا.وقال: «الذكاء الاصطناعي سينقذ البشرية من نفسها، إذا أُحسن استخدامه».

لافتاً إلى أن الكلية تطرح مساقات نظرية تغطي القوانين وأخلاقيات المهنة وتدرب الطلبة على استخدام أقلامهم بأسلوب مهني وأخلاقي وقانوني، لأن الإعلام – كما وصفه – «سلاح، إذا وُضع في يد الجاهل أو الشرير أساء استخدامه، أما في يد الواعي، فيصبح وسيلة لبناء المجتمعات وتطوير الإنسانية».

الأخبار الزائفة

وأضاف أن الكلية تولي اهتماماً بالغاً لمكافحة الأخبار الزائفة، حيث تطرح مساقات متخصصة تُمكن الطلبة من التحقق من المعلومات وتفنيد الشائعات باستخدام أدوات وتقنيات متقدمة.

مشيراً إلى أن مبدأ «التحقق قبل النشر» هو خط أحمر في جميع مناهج الكلية، خلافاً لما يحدث في بعض منصات التواصل الاجتماعي التي تُقدّم السرعة على حساب الدقة.

وأوضح أن عدداً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي التحقوا بالفعل بالكلية لتطوير مهاراتهم والتعرّف على أخلاقيات المهنة، مشيراً إلى أن الكلية تدرّس مساقاً مستقلاً بعنوان «أخلاقيات الإعلام»، إضافة إلى الأخلاقيات القانونية التي تتيح للطلبة فهماً دقيقاً لما يمكن أن يترتب عليهم من تبعات قانونية في حال ارتكاب أخطاء مهنية.

تطوير المناهج

وقال إن المجلس يعقد اجتماعين حضوريين سنوياً، يلتقي خلالهما الأعضاء مع طلبة الكلية والخريجين المتميزين، ويطلعون على المشاريع الطلابية وخطط تطوير المناهج، كما يقدمون توصيات تُعد ملزمة بحسب قانون المجلس، وتتم متابعة تنفيذها في الاجتماع التالي.

وعن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام في العالم العربي، قال جابر إن من أهمها صعوبة استقطاب أكاديميين ومدرسين مؤهلين ومتميزين في المجال.

وهو ما واجهته الكلية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، من خلال استقطاب عدد من القيادات الإعلامية العاملة في مؤسسات داخل مدينة دبي للإعلام، لتقديم محاضرات ومساقات دراسية، مشيراً إلى أن معظمهم يعمل بشكل تطوعي، ويقومون في كثير من الأحيان بضم الطلبة المتميزين للعمل في المؤسسات التي يديرونها.

واختتم جابر حديثه بأن كلية محمد بن راشد للإعلام تخرج «جنوداً في ميدان الإعلام»، يشكلون إحدى أذرع القوة الناعمة للدولة، ويحملون لواء القيادة الرشيدة، فكراً ورسالة وأسلوباً، نحو صناعة إعلام عربي عصري، متصل بجذوره، وممتد بتأثيره إلى العالم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا