الرياض - ياسر الجرجورة في الأحد 20 أبريل 2025 03:32 مساءً - تُعد مصر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك احتياطيات كبيرة من معدن الثوريوم الذي يعتبر خيار واعد لمستقبل الطاقة النووية بسبب خصائصه ومن المتوقع أن يطيح الثوريوم باليورانيوم من صدارة المشهد النووي العالمي ويحل محله كبديلاً في صناعة الطاقة النووية، وهو ما يعني أن القيمة المالية لمعدن الثوريوم قد تتجاوز النفط السعودي بعشرات المرات، وهو ما سينعكس بالطبع على الاقتصاد المصري.
دولة عربية تسبح فوق معدن ثمين.. الثوريوم ونهضة الاقتصاد المصري
التوجه العالمي نحو معدن الثوريوم، يرفع حضوض دولة مصر في النهوض الاقتصادي، حيث يمكنها الاستفادة من الاحتياطات الكبيرة التي تملكها من عنصر الثوريوم.
وتعتبر مصر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك احتياطيات كبيرة من معدن الثوريوم، يبلغ 380 ألف طن، وهو رقم كبير سيغير من مستقبل مصر في حال تم استخراجه وبدأ العالم فعلاً في استخدامه في صناعة الطاقة النووية.
احتياطيات معدن الثوريوم في العالم
تصل احتياطيات معدن الثوريوم في العالم 6.4 مليون طن، موزعة عبر القارات، وذلك وفقًا لأحدث بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
ووتصدر دولة الهند قائمة دول العالم التي تمتلك أكبر الاحتياطيات من معدن الثوريوم،ب 850 ألف طن، تليها البرازيل بقرابة 630 ألف طن، وفي الترتيب الثالث أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية باحتياطيات تصل إلى 600 ألف طن لكل منهما.
وقد اوضح تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقديرات الموارد العالمية من معدن الثوريوم في دول أخرى، أبرزها:
- مصر: 380 ألف طن.
- تركيا: 374 ألف طن.
- فنزويلا: 300 ألف طن.
- كندا: 172 ألف طن.
- روسيا: 155 ألف طن.
- جنوب أفريقيا: 148 ألف طن.
- الصين: 100 ألف طن.
- النرويج: 87 ألف طن.
- غرينلاند: 86 ألف طن.
- فنلندا: 60 ألف طن.
- السويد: 50 ألف طن.
- قازاخستان: 50 ألف طن.
- دول أخرى: 1.725 مليون طن.
ومؤخرًا، كشفت الصين احتياطيات ضخمة من معدن الثوريوم تُقدَّر بمليون طن داخل منجم بايان أوبو في منغوليا الداخلية، قد تكفيها لتوليد الكهرباء لمدة 60 ألف عام.
ما هو معدن الثوريوم؟
معدن الثوريوم هو معدن طبيعي فضي اللون ذو نشاط إشعاعي طفيف، ويوجد بكميات ضئيلة في معظم الصخور والتربة، ويبرز “الثوريوم-232” كونه النظير الطبيعي الوحيد له.
ومن خصائصه أنه يتحلل ببطء شديد، إذ يبلغ عمره النصفي -المدة التي يستغرقها نصف كمية عنصر مشع معين ليتحلل إشعاعيًا إلى عنصر آخر- نحو 3 أضعاف عمر الأرض، وعندما يتحلل الثوريوم تتكون كميات ضئيلة من نظائر أخرى، مثل الثوريوم-228 والثوريوم-230 والثوريوم -234، لكنها تبقى هامشية من حيث الكتلة، إذ يتحلل في النهاية إلى الرصاص-208.
والثوريوم-232 ليس وقودًا نوويًا في حدّ ذاته، أي لا يمكن الاعتماد عليه مباشرة في المفاعلات النووية، ويتطلب محفزًا مثل اليورانيوم-235 أو البلوتونيوم-239، لكنه خصب للانشطار، فعندما يمتص نيوترونًا يتحول إلى اليورانيوم-233، وهو وقود انشطاري فاعل.
وتتمثل أبرز مصادر الثوريوم في معدن المونازيت، وهو فوسفات نادر يحتوي على نسبة قد تصل إلى 12% من فوسفات الثوريوم، ويوجد في الصخور النارية والصخور الأخرى، لكنه يتركز في الرسوبات المكيثة، التي تتشكل بفعل الأمواج والتيارات البحرية مع معادن ثقيلة أخرى، خاصة في الهند، التي تمتلك أكبر الاحتياطيات المعروفة عالميًا.
استخدام الثوريوم وقودًا نوويًا
يمكن أن يدخل الثوريوم في سلسلة تفاعلات، ويصبح وقودًا نوويًا في 7 أنواع من المفاعلات النووية، أبرزها:
– مفاعلات الماء الثقيل.
– المفاعلات عالية الحرارة والمبردة بالغاز.
– مفاعلات الماء المغلي.
– مفاعلات الماء المضغوط.
– المفاعلات سريعة النيوترونات.
– مفاعلات الملح المنصهر.
– المفاعلات المعتمدة على المسرعات.
لماذا يُعد الثوريوم خيارًا استراتيجيًا؟
في الوقت الذي تعتمد فيه معظم المفاعلات النووية على اليورانيوم، يُعد الثوريوم خيارًا أكثر كفاءة وأمانًا للأسباب التالية:
– إنتاج طاقة أعلى: يمكن للثوريوم توليد طاقة تفوق تلك التي يوفرها اليورانيوم بنحو 200 مرة.
– مفاعلات أكثر أمانًا: مفاعلات الملح المنصهر التي تعمل بالثوريوم لا يمكن أن تذوب، مما يجعلها أقل عرضة للحوادث النووية.
– تقليل النفايات المشعة: الثوريوم يولّد نفايات مشعة أقل بكثير من اليورانيوم، ما يقلل المخاطر البيئية طويلة الأمد.
– عدم الحاجة إلى تبريد بالماء: يمكن تشغيل هذه المفاعلات في بيئات قاحلة دون الحاجة إلى موارد مائية ضخمة.