حال الإمارات

مريض المرارة بين مرارة الألم وخطر المضاعفات

مريض المرارة بين مرارة الألم وخطر المضاعفات

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 5 أبريل 2025 11:39 مساءً - أكد عدد من الأطباء أهمية العلاج الفوري للمرارة، وأن من أكثر أعراض التهاب المرارة شيوعاً في معظم الحالات الشعور بالألم الشديد في أعلى يمين البطن أو وسطه، والحمى، والغثيان، موضحين أن إحدى وظائف المرارة تفريغ الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة، من خلال قنوات صغيرة تسمى القنوات الصفراوية، إذا أصبحت هذه القنوات مسدودة أو مصابة بالعدوى، فقد تتطور في المرارة آلام وتورم والتهاب. وتنقسم حالات التهاب المرارة بين حاد (فوري ومفاجئ)، ومزمن (طويل الأمد وبطيئ)، وحصوي (بالاشتراك مع حصوات المرارة)، وغير حصوي (لا علاقة له بحصوات المرارة)، وقد يكون التهاب المرارة رد فعل تدريجياً لمشكلة مزمنة، أو نتيجة سريعة لمشكلة عاجلة.

وأكد الدكتور محمد حسين اختصاصي الجراحة العامة والمناظير، أن انفجار المرارة حالة طبية خطيرة، حيث يتمزق جدارها، ما يسمح بتسرب الصفراء ومواد أخرى إلى تجويف البطن، وقد يؤدى إلى عدوى والتهاب شديدين، ما يستدعى العناية الطبية الفورية، لافتاً إلى أن التهاب المرارة يحدث عادة عند وجود حصى في المرارة، تؤدي إلى انسداد القناة الخارجة منها، ما يؤدي إلى تراكم العصارة الصفراوية والتهابها، وأنه إذا تُرك التهاب المرارة دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، قد تهدد الحياة.

علامة شائعة

وقال الدكتور حسين إن ألم الجزء العلوي من البطن، يُعدّ علامةً شائعةً على التهاب المرارة الحاد، وقد يُصاب لوح الكتف اليمنى أو الظهر أيضاً، ويزداد ألم المرارة بسرعة، وقد يصبح شديداً في ذروته، موضحاً أن التنفس العميق قد يزيد من حدة الإحساس الحاد أو الباهت أو التشنجي، وأنه في الغالب يصاحب الأعراض استفراغ وغثيان، إلا أن الأعراض قد تكون أقل حدة لدى كبار السن، وقد لا يعانون إلا من فقدان طفيف للشهية أو شعور بالمرض، مشيراً إلى أنه عادة ما تحدث أعراض التهاب المرارة المزمن على مراحل، وتكون أقل حدة، وقد تحدث نوبة من المغص المراري، والتي تتميز بالغثيان وآلام في البطن، بعد تناول وجبة دسمة من الوجبات السريعة المليئة بالدهون غير الصحية، ويتطلب الأمر المزيد من الصفراء لهضم الأطعمة الغنية بالدهون، وتتعرض المرارة لمزيد من الضغط، بسبب الإشارات الصادرة من الجهاز الهضمي لإرسال المزيد من الصفراء في طريقها، ويمكن أن يستمر هذا لبضع ساعات.

علاج فوري

وأكد الدكتور أحمد علي عبدالفتاح اختصاصي أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أهمية العلاج الفوري لالتهاب المرارة، بغض النظر عن نوعه أو سببه، إذ يتطلب التهاب المرارة علاجاً في المستشفى، وبينما يعمل مقدمو الرعاية الصحية على تحديد المشكلة الأساسية، يمكنهم تقديم تخفيف الألم الفوري، على الرغم من أن حصوات المرارة هي السبب الأكثر شيوعاً، إلا أنها ليست مسؤولة دائماً في معظم الحالات، حيث يوصي بالجراحة كَحَلّ، تجنباً للمضاعفات الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة.

ولفت الدكتور أحمد إلى أنه مع متابعة حالات عديدة لالتهابات المرارة، لوحظ أن أهم الأسباب وجود حصوات بالمرارة، ونزول سريع بالوزن، خاصة مع استخدام جراحات إنقاص الوزن، أو عقاقير أو الصيام لفترات طويلة، أو حدوث عدوى بكتيرية بالمرارة، انتقلت إليها من عضو آخر، كذلك بعد بعض العمليات الجراحية بالبطن، وتزيد النسبة عند مرضى السكري، أو نتيجة لبعض الأمراض المزمنة، ونقص التغذية الدموية، خاصة بكبار السن.

وأشار إلى أن الإصابة بالتهابات المرارة مشكلة صحية شائعة، حيث إنها مسؤولة عن 20 % من الحالات التي تتطلب الحجز بالمستشفى، نتيجة لمشاكل القنوات المرارية عامة، وأن المضاعفات تشمل حدوث الخراج المراري، نتيجة لتراكم الخلايا الالتهابية بالمرارة، وانفجار المرارة، ما يؤدي لتسرب هذا الالتهاب لتجويف البطن، مسبباً التهاباً بصفاق البطن، ويزيد المنطقة الملتهبة، أو حدوث غرغرينة بالمرارة، نتيجة لموت نسيج جدار المرارة، أو انزلاق حصوات بالقناة المرارية، مسببة انسداداً بالقنوات المرارية، كذلك التهاباً بالقنوات المرارية، أو التهاباً بالبنكرياس، وأن هذا قد يتفاقم إلى حدوث تسمم دموي، ما قد يسبب الوفاة.

تشخيص

ولفت الدكتور محروس الرجال اختصاصي الجهاز الهضمي والتنظير، إلى أنه يتم التشخيص الأفضل بالتصوير بالألتراساوند، وقد نحتاج للتصوير المقطعي للبطن، وأنه في حال حصول، ولو نوبة ألم واحدة على الأقل، لا بد من استئصال المرارة، وأن هناك بعض الحالات نستأصل فيها المرارة، حتى بدون أعراض، مثل حصيات لا عرضية عند مرضى السكري، أو حصيات كبيرة أكبر من 2 سم، أو حصيات مع بوليب مراري.

وأشار الدكتور محروس إلى أن علاج التهاب المرارة البسيط، يمكن عن طريق تناول المضادات الحيوية، وهي أدوية تعمل على مكافحة الجراثيم، مع إبقاء المعدة فارغة، حتى تختفي الأعراض، وتلقي السوائل ومسكنات الألم عن طريق الوريد (IV)، مع ذلك يُنصح باستئصال المرارة، إذا كان التهاب المرارة ناتجاً عن حصوات فيها، واستئصال المرارة إجراء جراحي شائع، يُستخدم لإزالة المرارة، حيث يعمل الجسم بطريقة عادية، إذ ليس من الضروري وجود مرارة لعيش حياة صحية.

ونوه الدكتور محروس بأنه في حال عدم القدرة على الخضوع لجراحة، يُمكن الوصول إلى المرارة عبر أنبوب صغير يُدخل عبر الجلد، أو يتم العلاج بالذوبان عن طريق الفم، هذا خيار علاجي إضافي محتمل، وتستخدم الأدوية التي تحتوي على حمض الصفراء لإذابة الحصوات، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون هناك خطة غذائية قليلة الدهون باستئناف الأكل.

النساء الأكثر شيوعاً بالتهاب المرارة

أكد الأطباء أن التهاب المرارة هو أكثر شيوعاً عند النساء، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التأثيرات الهرمونية، إضافة إلى الأفراد فوق سن الأربعين، وأولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، كذلك الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من حصوات المرارة أو أمراض المرارة.

ومن العادات التي ينصح بها لتقليل خطر الإصابة بالتهاب المرارة، فقدان الوزن تدريجياً، لتقليل خطر الإصابة بحصوات المرارة، حيث إن فقدان الوزن السريع، قد يزيد من احتمالية الإصابة بها، والحفاظ على وزن صحي، من خلال إدارة السعرات الحرارية والبقاء نشيطاً، لأن الوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة، اعتماد أسلوب حياة متوازن، من خلال اتباع نظام غذائي مغذٍ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتعزيز الصحة العامة، وإدارة الوزن بشكل فعال.

Advertisements

قد تقرأ أيضا