حال الإمارات

أمهات أصحاب الهمم.. قصص ملهمة تعكس الوعي وشجاعة التقبّل

أمهات أصحاب الهمم.. قصص ملهمة تعكس الوعي وشجاعة التقبّل

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 5 أبريل 2025 01:09 صباحاً - أثبتت مجموعة أمهات لأطفال من أصحاب الهمم، شجاعة ووعياً استثنائياً في رحلتهن مع الأمومة، حيث واجهن تحديات صحية وسلوكية مع أطفالهن، وتمكنّ من تحويلها إلى قصص ملهمة تعكس قوة التقبل وأهمية التوعية، مشددات على دور الأسرة في التمكين والدعم النفسي، وأهمية الكشف المبكر في صناعة فرق حقيقي بحياة الطفل.

وأكدت فداء ذياب، الناشطة في مجال دعم أهالي أصحاب الهمم ووالدة فتاة مصابة بمتلازمة أنجلمان وطيف التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه، أن تقبّلها لحالة ابنتها الصحية تطلّب منها قدراً كبيراً من الشجاعة، مشيرة إلى أنها تعلمت الصبر من طفلتها التي عانت الكثير منذ نعومة أظفارها.

وقالت إن الوعي والبحث عن نقاط القوة في شخصية ابنتها والعمل على تنميتها، أسّسا علاقة من الثقة المتبادلة بينهما، مضيفةً أن شعورها بالطمأنينة في هذه الرحلة منحها الدافع لنقل تجربتها للمجتمع والعمل على رفع مستوى الوعي.

وأوضحت أن ارتباطهم كعائلة واعية جعل من راحة ابنتها «روضة» أولوية قصوى، وهو ما دفعهم للتفكير في ابتكار أداة تضمن لها الأمان، ومن هذا التوجه، أطلقت العائلة أول ساعة ذكية تحت اسم «تابي أمان»، تتيح تحديد موقع روضة ومتابعة تحرّكاتها.

بالإضافة إلى احتوائها على ملف طبي شامل لحالتها، بتقنية سهلة تُظهر الموقع والبيانات الطبية بمجرد الضغط على الساعة، وبيّنت أن تجربتها مع الساعة على ابنتها أثمرت نجاحاً مبهراً، مما شجعهم على توزيع 100 ساعة مجاناً لأهالي أصحاب الهمم من زوّار معرض «إكسبو أصحاب الهمم العالمي 2024».

تعامل

من جهتها، أفادت صديقة الموسوي بأن اكتشافها لإصابة ابنها سلطان باضطراب طيف التوحد في عمر السنة، كان نقطة تحول ساعدتها على الاستعداد المبكر لخوض هذه التجربة والتعامل مع حالته الصحية بوعي وثبات.

وأوضحت أنها منذ تلك اللحظة حرصت على دراسة كل ما يتعلق بطرق التعامل مع طفلها، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في توفير نمط حياة صحي وطبيعي له. وشددت على أهمية الاعتناء بالصحة النفسية للأم، مؤكدة أن جلسات الدعم النفسي التي خضعت لها كانت جزءاً أساسياً في تقبّلها للتحدي الذي واجهته في تربية سلطان.

وأضافت أن حضورها للدورات المتخصصة في التعامل مع أطفال طيف التوحد كان له أثر واضح في تطور حالة ابنها واندماجه في محيطه، مشيرة إلى أن سلطان، الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، يعيش حياة طبيعية بين أقرانه، ويلتحق بمدرسة عادية، بفضل جهود دمج أصحاب الهمم في المجتمع، والتي كان لها الأثر الأكبر في تعزيز ثقته بنفسه وانخراطه في الحياة اليومية دون عوائق.

وبدورها أوضحت أسماء البلوشي أن رحلتها مع طفلتيها ريم وديم لم تكن سهلة، حيث وُلِدتا باضطراب طيف التوحد، وأن التحديات التي واجهتها في المراحل الأولى تطلبت منها الكثير من الصبر والتوعية والمتابعة الدقيقة لحالتهما الصحية.

وأوضحت أن الدعم النفسي الذي تلقته من البيئة المحيطة بها، سواء على المستوى الطبي أو العائلي أو التعليمي، كان له دور كبير في مساعدتها على تجاوز مخاوفها وتغيير نظرتها تجاه نظرة المجتمع، مشيدة في الوقت ذاته بجهود الجهات المختصة وحرصها الدائم على توفير فرص داعمة لأصحاب الهمم ولأسرهم، مما ساعدها على بناء بيئة مستقرة ومشجعة لطفلتيها.

ثقة

وفي السياق ذاته ذكرت عائشة الظنحاني أنها اختارت منذ البداية أن تركز على تمكين ابنها واستكشاف مهاراته بدلاً من التركيز على التحديات، مؤكدة أن البيئة المشجعة والداعمة داخل المنزل والمدرسة لعبت دوراً كبيراً في تعزيز ثقته بنفسه، وأشارت إلى أن رحلة التمكين بدأت من اللحظة التي قررت فيها أن تكون صوتاً لابنها، ومصدر أمان له، معتبرة أن قصص النجاح تُبنى حينما تُصنع القرارات من الحب لا من الخوف، وأضافت: «اليوم أرى في طفلي شخصاً قادراً على تحقيق ذاته، وكل ما يحتاجه هو الفرصة، ونحن كأسر مسؤولون عن خلقها».

Advertisements

قد تقرأ أيضا