حال الإمارات

تعديل الساعة البيولوجية للطلبة.. ضرورة صحية وأكاديمية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 7 يناير 2025 11:11 مساءً - أكد اختصاصيون اجتماعيون أهمية تعديل الساعة البيولوجية للطلبة بعد العودة من الإجازات الدراسية أو خلال فترات الدراسة، مشيرين إلى أن ذلك يلعب دوراً محورياً في تحسين أدائهم الأكاديمي، وتقليل مستويات التوتر والإرهاق لديهم، ويعزز حضورهم اليومي إلى المدرسة، مطالبين أولياء الأمور بمساعدة أبنائهم على التكيف مع أوقات النوم، والاستيقاظ المناسبة، لضمان استقرارهم النفسي والجسدي، في وقت حذروا فيه من العواقب، التي قد تنجم عن اضطراب هذه الساعة، وتأثيراتها السلبية الممتدة على الصحة العامة، ومستوى التحصيل الدراسي.

خطوات التعديل

ونصح الاختصاصيون بتقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية في ساعات المساء، حيث تؤثر الإضاءة المنبعثة منها على إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، مع التأكد من توفير بيئة نوم مريحة وهادئة، وتقديم وجبات خفيفة وصحية في المساء، والابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين لتجنب اضطرابات النوم، والالتزام بجدول يومي ثابت للنوم والاستيقاظ حتى خلال أيام العطل، عطفاً على تكثيف النشاط البدني، بما يسهم في تعزيز قدرة الطلبة على التركيز، وتحسين أدائهم الأكاديمي، وضمان استقرارهم النفسي والجسدي.

ارتباك وغياب

وأوضحت دلال رزق الله، اختصاصية اجتماعية في مدرسة دبي الوطنية، أن ساعات النوم لدى العديد من الطلبة تتعرض لاضطراب كبير خلال فترات الإجازة، حيث يعتادون على السهر لفترات طويلة، والنوم حتى ساعات متأخرة من النهار، لافتة إلى أن هذا التغيير المفاجئ في النمط اليومي ينعكس بشكل سلبي عند عودتهم إلى المدرسة، حيث يجد الطلاب صعوبة في التكيف مع أوقات النوم المبكرة والاستيقاظ المبكر، ويعانون ضعفاً في القدرة على الاستيعاب والفهم، وتأخر الاستجابة أثناء الأنشطة التعليمية،

وأشارت إلى أن هذا الارتباك غالباً ما يؤدي إلى غياب عدد كبير من الطلبة في الأيام الأولى من الفصل الدراسي، أو حضورهم دون القدرة على التركيز الكامل، خلال الحصص الدراسية.

مشاكل نفسية

وأشار مروان حامد، الاختصاصي الاجتماعي والأكاديمي في مدرسة المعارف، إلى أن اضطراب الساعة البيولوجية يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل التوتر والقلق وقلة التركيز، واختلال التوازن الهرموني، مما يزيد من الشعور بالتعب والعصبية، مضيفاً أن الطلبة الذين يعانون من اضطرابات في النوم يجدون صعوبة في التفاعل مع البيئة الدراسية وأقرانهم.

دور الأسرة

شددت ناريمان محمود، اختصاصية اجتماعية في مدرسة نيو دون، على أن دور الأسرة هو العامل الأساسي في تنظيم الساعة البيولوجية للطلاب، حيث يلعبون دوراً مهماً في تشكيل عادات النوم الصحيحة لدى أبنائهم، مشيرة إلى أهمية توجيههم نحو اتباع روتين يومي متوازن، يشمل وقتاً محدداً للدراسة، والنوم، والأنشطة الترفيهية، كما أكدت أن الأسرة يجب أن تكون قدوة حسنة في هذا المجال، حيث إن التزام الوالدين بجدول نوم منظم يشجع الأبناء على الالتزام به.

وأكدت أن التعاون بين الأسرة والمدرسة يمكن أن يحقق نتائج إيجابية كبيرة في تحسين نمط حياة الطلاب، ويضمن لهم تجربة دراسية أكثر نجاحاً واستقراراً نفسياً وجسدياً

ساعات النوم

وأوضح الدكتور أسامة اللالا، استشاري النشاط البدني وجودة الحياة، أن احتياجات الجسم للنوم تختلف بحسب المرحلة العمرية للطلبة، حيث تلعب ساعات النوم دوراً أساسياً في تعزيز نموهم العقلي والجسدي وتحسين أدائهم الأكاديمي، موضحاً أن الأطفال في المرحلة الابتدائية يحتاجون إلى حوالي 9 إلى 11 ساعة من النوم يومياً، لضمان نمو صحي واستيعاب دراسي فعال، وهذه الفترة من النوم الكافي تساعدهم على تحسين قدرتهم على التركيز والانتباه، خلال الحصص الدراسية، كما تدعم بناء المهارات الحركية والعقلية لديهم.

وتابع قائلاً: «أما طلبة المرحلة الإعدادية والثانوية فيحتاجون إلى ما يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات من النوم يومياً، وهذه الفئة العمرية تمر بتحولات بيولوجية وهرمونية تجعل الالتزام بساعات نوم منتظمة أكثر صعوبة، ولكنها ضرورية لدعم قدراتهم على حل المشكلات، وتعزيز الذاكرة طويلة المدى، والاستعداد للاختبارات».

Advertisements

قد تقرأ أيضا