ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 8 يناير 2025 12:05 صباحاً - حذّر متخصصون وتربويون من عواقب التشخيص الخطأ لاضطراب التوحد بناء على أعراض شائعة، قد يفسرها بعض مقدمي الرعاية غير المتخصصين بصورة غير دقيقة، لافتين إلى تحويل العديد من الأطفال إلى مراكز التوحد بناء على تشخيصات غير دقيقة لحالات الانطواء والخجل الشديد، ما يؤدي إلى زيادة الأعباء الإضافية على المراكز المتخصصة.
وأكدوا ضرورة تدريب الكوادر في المؤسسات التعليمية على الفهم الدقيق للفرق بين التوحد، والحالات السلوكية الأخرى، لتفادي هذه الأخطاء التشخيصية، وضمان توجيه الأطفال إلى الحصول على الدعم المناسب لهم دون تحميل مراكز التوحد أعباء إضافية غير مبررة.
تعاون والتزام
وأكد محمد العمادي، المدير العام وعضو مجلس إدارة مركز دبي للتوحد، أهمية التعاون بين المراكز المتخصصة في تشخيص وتقييم الاضطرابات النمائية، والمؤسسات التعليمية في المراحل التأسيسية، محذراً من عواقب التشخيص الخطأ للتوحد بناء على أعراض شائعة، قد يفسرها بعض الأطباء ومقدمي الرعاية غير المتخصصين بصورة غير دقيقة.
وأشار إلى أن المجتمع غالباً ما يخلط بين اضطراب طيف التوحد، واضطرابات أخرى كصعوبات التعلم أو الاضطرابات النمائية الأخرى.
وأضاف العمادي: «تركز حملة «المدرسة للجميع» هذا العام، والتي تمتد من أكتوبر 2024 حتى أبريل 2025، بشكل خاص على مراكز الطفولة المبكرة ورياض الأطفال في مدارس دبي، بهدف تمكين رؤساء ومعلمي هذه المراحل من المهارات والمعرفة اللازمة، لاكتشاف العلامات المبكرة للتوحد».
وأوضح أنه منذ بداية عام 2024 قُدمت استشارات مجانية لـ 306 أطفال مواطنين ومقيمين،، كما تم إجراء جلسات تقييم شامل لـ 131 طفلاً، بالإضافة إلى 45 جلسة للتقييم النفسي، لافتاً إلى أن عمليات التقييم والتشخيص أسفرت عن توصية لـ162 طفلاً، للاستفادة من خدمات تحليل السلوك التطبيقي، و109 أطفال لجلسات علاج النطق والتخاطب، و109 أطفال لجلسات العلاج الوظيفي.
رؤية واضحة
بدورها أكدت نورة السعدي، اختصاصية التعليم الدامج في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، أهمية نشر التوعية لدى المجتمع حول سبل التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد، وتوفير فهم واضح بالإجراءات السليمة للتعامل مع أعراضه، بما يسهم في تسريع تعلم الطفل وتقدمه ونموه، وتلبية احتياجات جميع الأطفال في سن مبكرة، وضمان جودة خدمات التعليم الدامج المقدمة لهم.
وقالت: «ندعم بدورنا جهود زملائنا في مركز دبي للتوحد، ضمن حملة التوعية بالمؤشرات الأولية للتوحد 2024-2025، ونشجع المؤسسات التعليمية المستهدفة على الانضمام إلى الحملة لدورها في مساعدة المعلمين في مراكز الطفولة المبكرة، والمدارس على التعرف على العلامات المبكرة للتوحد وأساليب الاستجابة له».
وأشارت رزان داوود قنديل، مسؤولة التوعية المجتمعية في مركز دبي للتوحد وفني تحليل سلوك، إلى تقديم ورش توعوية تستهدف المؤسسات التعليمية، وتركز على وسائل الكشف الأولية، وأن الاختصاصي النفسي «يستسهل أحياناً ويشخص الحالة بأنها طيف توحد، وثم يتم تحويل الطفل إلى المراكز المتخصصة بالتوحد، ومنها مركزنا، وقد صادفنا عدداً من الحالات، والنتيجة تكون «تشخيصاً خطأ».
وأوضحت أن التوحد اضطراب يظهر في عمر السنتين، وأن أعراض بعض الأمراض تتقاطع بنسبة 80 % معه.
آثار سلبية
من جانبه قال الدكتور، رونالد اورلاند، اختصاصي تحليل سلوك تطبيقي، إن التحدي الأكبر يتمثل في تبعات التشخيص الخطأ ،لأن الطفل في هذه الحالة لا يحظى بالعلاج الصحيح، ما يؤدي إلى مشاكل كثيرة له، علاوة على أن التشخيص الخطأ يعني أن هذا الطفل أخذ مكان طفل بحاجة للعلاج والمتابعة، لافتاً إلى أن من يقوم بالتشخيص هم أشخاص غير مؤهلين لتشخيص هذه الحالات، فمثلاً سمة واحدة ليست مؤشراً على أن الطفل مصاب بالتوحد،
أما دينيس ماكوين، رئيسة قسم الدمج في مدرسة الصفا البريطانية فقالت، إن لدى المدرسة 317 طفلاً مدمجاً لحالات مختلفة من إجمالي 1680 طالباً وطالبة، منها صعوبات التعلم، التوحد فرط الحركة وتأخر في النطق، مشيرة إلى أن مسألة التشخيص تحتاج إلى دقة، وأن أحد الطلبة تشككت في تشخيص حالته، وطلبت من الأهل التركيز على مهاراته وكان بحاجة إلى تطوير المهارات ليس إلا.
دانيال باتريك، مساعدة مدير حضانة بلوسوم، قالت إن هناك حاجة لتدريب العاملين، الذين يكونون على تماسٍ مباشر مع الطلبة، لتفادي التشخيص الخطأ لا سيما في مرحلة رياض الأطفال.