ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 7 يناير 2025 12:05 صباحاً - انتشر مؤخراً «هوس» جديد بين الشباب وعلى الأخص الفتيات بتغيير لون العين الدائم لأهداف تجميلية وليست علاجية، وصفه الأطباء بـ «ترند» فقدان البصر، بسبب خطورته على العين وتسببه في حالات فقدان حاسة البصر أو على الأقل ضمور القزحية.
واندفع الكثيرون إلى البحث عن مراكز تقوم بهذا الإجراء بالخارج، لأن الجهات الصحية في الدولة لم تمنح الترخيص لهذا الإجراء، بسبب خطورته.
وأكد عدد من أطباء العيون أن تغيير لون العين بشكل دائم يشكل خطورة كبيرة بعد إصابة حالات كثيرة بفقدان البصر بسببه، وأن عدداً كبيراً من الفتيات يترددن على مراكز وعيادات داخل الدولة قادمات من الخارج لتلقي العلاج أو إيجاد حل للآثار الجانبية الخطيرة التي نتجت عن هذا الإجراء، لافتين إلى أهمية توعية الشباب من الجنسين، خاصة الفتيات بعدم الانجرار خلف الـ«ترند».
تهيج العين
وأشار الدكتور معتز سلام استشاري جراحات المياه البيضاء والزرقاء وتصحيح الإبصار والليزك، إلى أنه إضافة إلى المخاطر الطبيعية المحتملة في حال إجراء أي جراحة للعين، مثل الالتهاب وتهيج العين، فإن الأجزاء التجميلية التي تتم زراعتها في العين السليمة توضع فوق عدسة العين وقزحيتها الطبيعيتين، مما قد يؤدي إلى رفع مستوى الضغط داخل العين وتلف القرنية، وإعتام عدسة العين كما يتضمن هذا الإجراء مخاطر مثل ضمور القزحية، وعدم انتظام بؤبؤ العين، والتهاب العين «التهاب القزحية».
وقال الدكتور سلام إن المخاطر المرتبطة بهذا الإجراء تتمثل أيضاً في تراجع قدرة الإبصار لدى بعضهم والحاجة إلى إزالة القزحية الصناعية من خلال جراحة أخرى، وقد يعاني بعض المرضى ضرراً دائماً في العين نتيجة هذه الزراعة، إلى جانب الشكل غير المرغوب به للعين والذي كان السبب الرئيسي لإجراء الزراعة.
وأكد الدكتور معتز سلام أن هناك العديد من التقارير التي صدرت في أجزاء مختلفة حول العالم، تتعلق بالمشاكل الخطيرة الناتجة عن هذه الإجراءات التجميلية، وتحذر غالبية جمعيات وهيئات أطباء العيون المعروفة من اللجوء إلى زراعة القزحية الصناعية لغايات تجميلية.
تدخل جراحي
ولفتت الدكتورة نرمين رفعت استشاري طب وجراحة العين وإصلاح البصر وزراعة العدسات إلى أنها تعاملت مع عدد من الحالات القادمة من خارج الدولة والتي تبين قيامهم بتغيير لون العين وكانت الحالة صعبة جداً وتحتاج إلى تدخل جراحي لمجرد استعادة جزء من البصر، حيث أقرت إحداهن أنها دفعت 3 آلاف يورو في إحدى الدول لإجراء العملية ولم تكن على علم بخطورتها، منوهة إلى أن القزحية هي المنطقة التي تعطي لوناً لأعيننا وتعمل كحاجز يحمينا من الضوء ويساعد في عملية الإبصار، ومن المعروف أن لون العين يحدد منذ الولادة.
مضاعفات شديدة
ونوهت الدكتورة نرمين إلى ضرورة استخدام قزحيات العين الصناعية المصرح باستخدامها للمرضى الذين يحتاجونها لأسباب طبية، إلا أن استخدامها لغايات تجميلية يحمل معه مخاطر لمضاعفات شديدة قد لا يمكن علاجها، وقد تصل إلى حد فقدان البصر، وتحدث هذه المضاعفات ببطء وعلى مدى عدة أشهر أو حتى سنوات بعد زراعة القزحية التجميلية، مما يعني أن المريض قد لا يشعر بأي تغيير أو قد لا يدرك الضرر الذي يحدث لعينه إلا بعد فوات الأوان، مؤكدة ضرورة توعية وتثقيف المرضى حول المخاطر المرتبطة بالإجراءات التجميلية غير المصرح بها، والتشديد على عدم اللجوء إليها.
أضرار جسيمة
وأفادت الدكتورة أن الفتيات هنّ الأكثر إقبالاً على هذا النوع من العمليات التي صنفت أنها خطيرة ومضرة، حيث لجأ البعض لعملية زراعة القزحية لتغيير لون أعينهم وهذه العملية تتم عن طريق زراعة قزحية صناعية فوق قزحية الإنسان الطبيعية، فهي عملية ليست آمنة نهائياً فقد تتحرك القزحية التي تمت زراعتها من مكانها أو نتيجة للاحتكاك المستمر بينها وبين القزحية الطبيعية فتؤذي العين وتسبب أضراراً جسيمة بها.
كما لفت الدكتور محمد البرم أخصائي طب وجراحة العيون أن عملية زراعة القزحية الصناعية لا تتم إلا في علاج بعض الحالات المرضية والتي تعاني من انعدام خلقي للقزحية أو تلف وضمور قزحي عقب إصابة أو التهاب بالعين، منوهاً إلى أنه من الضروري معرفة أن الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة قد يسبب أضراراً بالعين مثل التهابات واحمرار بسطح العين، جفاف مزمن بسطح العين، والتهابات وقرحة بالقرنية، لذلك يجب مراجعة الطبيب في حالة الشعور بارتفاع ضغط العين وإعتام عدسة العين مع تكون مياه بيضاء مضاعفة والتهاب قزحي مزمن وجميعها تؤثر على قدرة العين على الإبصار وفي بعض الحالات قد تسبب فقدان البصر بشكل نهائي.
استرجاع اللون
ونوه الدكتور أشرف زيد أخصائي طب وجراحة العيون إلى أنه من الطرق الحديثة التي تستخدم في تغيير لون العين هو استخدام الليزر، حيث ويستخدم الأطباء شعاع الليزر الذي يخترق قزحية العين، حيث يقوم بإزالة الصبغة البنية «الميلانين» والموجودة في الطبقة العليا للقزحية وبذلك يحدث نقص في الميلانين وبعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع يبدأ لون العين في التغير وتحوله من اللون البني إلى أي لون آخر ولكن يجب العلم أن الأشخاص الذين يخضعون لإجراء هذه العملية لا يمكنهم استرجاع لون أعينهم الأصلي مرة أخرى بسبب إزالة طبقة الميلانين من العين، مؤكداً أنه يعد استخدام العدسات اللاصقة استخداماً صحيحاً هو أكثر الطرق أمناً، وذلك بشرط عدم وجود أي مشاكل بسطح العين من جفاف والتهابات وغيرها من الأمراض التي تجعل استخدام العدسات اللاصقة مضراً بالعين.
وأشار إلى أن هذا الإجراء يشكل خطورة كبيرة ويقلل الإبصار بشكل كبير ولا يمكن الرجوع عنه في حالة عدم رضاء المريضة عن اللون، وغالباً ما ينتج عن الإجراء فشل الرؤية.
تحذير
وفي أعقاب صدور تقارير إعلامية حول جراحة زراعة القزحية التجميلية لتغيير لون العين في عدة دول، حذرت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، الهيئة الأكبر عالمياً لأطباء وجراحي العيون، من الخضوع لإجراءات جراحية من شأنها أن تسبب ضرراً خطيراً للعين وقد تؤدي إلى فقدان البصر وحتى العمى، لم يتم تقييم جراحات زراعة القزحية التجميلية من قبل أي هيئة تنظيمية في الولايات المتحدة الأمريكية كما لم يتم اختبار سلامة إجراءاتها في أي تجارب سريرية، وفيما لم يتم التصريح بإجراء زراعة القزحية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن التقارير الإعلامية لهذا الشهر تشير إلى أن الجراحة تنفذ في بعض الدول بطرق غير قانونية.
5 آثار جانبية
1. إصابة العين بالتهابات شديدة.
2. ارتفاع ضغط العين وتلف العصب البصري.
3. احتمالية الإصابة بالجلوكوما وهي حالة مرضية قد تسبب العمى.
4. إصابة العين بغشاوة وعدم تطابق الرؤية وذلك بسبب إزالة تصبغات العين.
5. احتمالية إصابة العين بنزيف.