الارشيف / حال الإمارات

احتراق المركبات أثناء القيادة إهمال الصيانة وهوس «الإضافات» يزيدان المخاطر

  • 1/10
  • 2/10
  • 3/10
  • 4/10
  • 5/10
  • 6/10
  • 7/10
  • 8/10
  • 9/10
  • 10/10

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 4 يونيو 2023 01:17 صباحاً - حذر مسؤولون ومختصون من حوادث احتراق المركبات، مؤكدين أن اتباع الإجراءات والتدابير الوقائية يجنب الخسائر المادية والبشرية وتداعيات الحوادث البيئية والاقتصادية.

معتبرين إهمال الصيانة الدورية وهوس تزويد المركبات بطريقة خطرة، من أبرز الأسباب احتراق السيارات وانفجارها. ورغم أن دولة الإمارات تسجل أرقاماً متدنية في حوادث حرائق السيارات، إلا أن الجهات المعنية تسعى دوماً إلى رفع توعية أفراد المجتمع من خلال إطلاق الحملات التثقيفية والتحذيرية متضمنة سبل الوقاية لتفادي وقوع هذا النوع من الحوادث.

وكشف النقيب مهندس محمد سعيد بن عابد رئيس قسم الحرائق بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، تسجيل 120 حريق سيارة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، لافتاً إلى أن عدداً بسيطاً منها مفتعل والباقي بسبب إهمال الصيانة أو تزويد المركبات بطريقة خطرة، أو جراء وقوع ماس كهربائي.

وأشار النقيب بن عابد إلى أن الإضافات على المركبات بهدف تزويد السرعة أو إلحاق بعض الأجهزة بماكينة السيارة لإصدار أصوات مرتفعة من أهم مسببات احتراق المركبة وانفجارها، كذلك الإضافات الداخلية التي قد يعتبرها البعض بسيطة مثل تركيب الإنارة المضيئة أسفل المركبة .

والتي تحتاج إلى توصيل أسلاك مما يؤدي إلى زيادة نسبة وقوع ماس كهربائي نتيجة احتكاك تلك الأسلاك بالأرض أو وجود مياه في الشارع، خاصة إذا لم يقم بهذه التركيبات شخص متخصص أو لم يتم تثبيتها جيداً، وأنه في مثل هذه الحالات قد تشتعل السيارة في أي وقت.

من جانبه، لفت الخبير أول أحمد محمد أحمد، بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي إلى أن بعض الأشخاص لا يمتلكون حنكة التدخل والتصرف السليم في حالة احتراق المركبة، وغالبية الجمهور لا يستخدمون طفايات الحريق في السيارات إما للجهل بآلية عملها أو سيطرة الموقف عليهم وسوء التصرف.

خلافات

ولفت الخبير أحمد إلى أن حالات حرق المركبات العمدية تكون لأسباب خلافات شخصية أو بهدف الحصول على التأمين.

مؤكداً سهولة الكشف عن مرتكبيها، وأن إقدام الشخص على مثل هذه الأفعال بسبب خلافات شخصية مع صاحب المركبة ينجم عنه سلسلة من الحرائق العمدية بالمركبات كنوع من الانتقام وغالباً ما تنتشر هذه التصرفات بين فئة الشباب متجاهلين العقوبات الكبيرة التي تترتب على مثل هذه التصرفات ويحكم بها القضاء بتكبد ثمن المركبة وتسجل قضية جنائية.

ونوه الخبير أول أحمد بأن كثرة الأحمال على توصيلات إضافية داخل السيارة يؤدي إلى الضغط على البطارية التي تعمل على 12 فولت فقط مثل تركيب شاشات داخلية أو مظلات أمامية وخلفية تعمل بالريموت كنترول تركب كذلك بالأسلاك تضغط جميعها على قوة تحمل كهرباء السيارة ويجعلها معرضة للاشتعال.

ودعا الخبير أول أحمد إلى عدم استخدام بعض التوصيلات في مصدر ولاعة السيارة مثل البخور أو الشيشة الإلكترونية أو السخانات الصغيرة التي قد تؤدي إلى انصهار بعض أجزاء من السيارة واحتراقها بالكامل، كذلك استخدام شواحن الهواتف الرديئة والتي تؤدي إلى الاشتعال أو الانصهار.

من جانبه، حذر العقيد الدكتور سالم بن حمضة مدير إدارة الدفاع المدني في أم القيوين، من حوادث الحرائق في المركبات، والأخطار الناتجة عنها من وفيات وإصابات، نتيجة إهمال قائدي المركبات إجراء الصيانة الدورية على أجزاء المركبة، خصوصاً المتعلقة بالوقود أو الزيوت والأعطال الكهربائية.

، مشيراً إلى أن هناك بعض حوادث الحريق في المركبات على طرق في الإمارة، مبيناً أن عدم اتباع إرشادات الوقاية والسلامة في المركبات، وعدم صيانتها بشكل دوري للتأكد من صلاحيتها للسير على الطرق، يؤديان إلى نشوب حوادث الحرائق، ما يترتب عليه خسائر في الأرواح والممتلكات، داعياً قائدي المركبات إلى أخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات السلامة للوقاية من حرائق المركبات.

بنزين

وقال العقيد الدكتور بن حمضة: إن معظم حرائق المركبات، تعود إلى عدد من الأسباب، أبرزها نقص الماء في الراديتر (خزان الماء)، وسوء عزل الأسلاك، أو خطأ في وضعية شمّاعات الاحتراق، وتمزق أنبوب العادم، وتسرّب البنزين من خلال أنابيب التغذية والخزان وفتحة التعبئة.

كما أن من الاحتياطات الواجب اتخاذها لتجنب وقوع حوادث حريق المركبات، يجب تغيير الزيوت في موعدها، والتأكد من وجود الماء في المبرد (الراديتر)، إضافة إلى الالتزام بالحمولة المحددة للمركبة، وعدم السير بها لمسافات طويلة دون توقف.

وأكد على ضرورة اتباع إرشادات السلامة لتجنب احتراق المركبات، منها إجراء الفحص الدوري والصيانة المناسبة، والالتزام بالتوقف عن التدخين أثناء القيادة، وعند تزويد المركبة بالوقود، كما يجب عدم ترك الأطفال بمفردهم في المركبة ـ خصوصاً ـ إذا كانت في وضعية تشغيل، إضافة إلى تركيب مطفأة الحريق بالمركبة، وفحصها كل 6 أشهر من قبل الجهات المختصة.

مبيناً أن شدة المخاطر الكهربائية في المركبات تزداد عند قيام أشخاص غير مؤهلين بعمل التوصيلات الكهربائية للإضافات الجديدة في السيارات، مثل تركيب أجهزة الراديو، أو تركيب كشافات إضافية، ما قد يؤدي إلي زيادة الحمل على الدوائر الكهربائية، الأمر الذي يحتم على قائدي المركبات في حال رغبوا في إضافة الكشافات بالتوجه إلى ذوي الاختصاص في ذلك الشأن.

تأثيرات

من جهته، أكد الدكتور رياض الدباغ رئيس أكاديمية مانشستر الدولية والخبير البيئي الدولي أن احتراق المركبات وعوادم السيارات يؤثر على البيئة والإنسان وصحته، حيث تتفاعل أكاسيد النيتروجين والهيدروكربونات مع أشعة الشمس، ما يسبب ضرراً على طبقة الأوزون الموجودة في طبقات الجو العليا.

والتي تعمل على حماية كوكب الأرض من أشعة الشمس الضارة، وقد ثبت أثر أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكربون على حدوث الاحتباس الحراري والذي يؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض ونقص المياه، وحدوث الفيضانات وجفاف التربة.

كما تتسبب الأكاسيد النيتروجينية في تكوين الأمطار الحمضية، والتي تقضي على الثروة السمكية في البحار والأنهار، والثروة النباتية والمزروعات، كما تتسبب في تدهور الملاحة الجوية لصعوبة الرؤية للطيارين نظراً لتكون الضباب الحمضي وكل هذه الغازات هي نواتج احتراق المركبات.

وأضاف أن عوادم المركبات تعد أحد المسببات الرئيسية للإصابة بسرطان الدم وأورام الغدد الليمفاوية، لأنها تعمل على تثبيط نخاع العظام، وإعاقة نضوج خلايا الدم، إلى جانب تأثيرها على قدرة الدم في نقل الأكسجين، ما يؤدي لزيادة الضرر لمرضى القلب، وإصابة الرئتين وصعوبة التنفس، كما أن احتراق الديزل يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تقدر بـ40 %.

كما أن الأثر السلبي للرصاص الناتج من عوادم المركبات يؤثر على الإدراك العقلي والفكري للأطفال ـ خصوصاً ـ وظائف المخ، مثل التركيز، واللغة، والتناسق العضلي، والذي يمتد أثره المزمن على القدرات الوظيفية في سن الشباب، إلى جانب تأثير الرصاص على قدرة الإخصاب والإنجاب، ويعد الأطفال أكثر الفئات تعرضاً لأخطار الرصاص.

حيث تمتص أجسامهم كميات أكبر بنسبة 35 مرة أكثر من الكبار، ونظراً لأهمية صحة الإنسان، فلا بد من تجنب تلوث البيئة المحيطة به والتي هي المصدر الرئيسي لإصابته بالعديد من الأمراض، وذلك بتجنب استعمال الأجهزة والآلات الملوثة والتي تسبب انبعاث الغازات الضارة، والعمل على استعمال الطاقة النظيفة مثل المياه والخلايا الضوئية.

مطفأة

من جهتها أكدت مريم مبارك أنه لتجنب حرائق المركبات صيفاً لا بد أن يجري السائق الصيانة الدورية للمركبة، وعدم ترك المواد المسببة للحرائق والقابلة للانفجار داخل السيارة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وإيقاف تشغيل محرك السيارة عند التزود بالوقود وعدم ترك المحرك في وضع التشغيل عند الخروج من السيارة.

إضافة إلى الاحتفاظ بمطفأة الحريق في السيارة، مبينة أنه لتجنب الازدحام عند وقوع مثل تلك الحوادث يجب استخدام الطرق البديلة، وعدم التوقف أثناء وجود أي نوع من أنواع الحوادث التي من شأنها أن تزيد من الازدحام المروري وتعيق حركة وصول سيارات الشرطة والإسعاف والدفاع المدني للسيطرة على الحادث في الوقت المناسب، كما يجب على السائق أن يتمتع بسرعة البديهة.

وأن يكون على معرفة ودراية باستخدام الخرائط التي توفرها البرامج المتواجدة على أجهزة الهاتف الذكي التي تساعد السائق وترشده إلى استخدام الطرق الأقرب للوجهة المراد الوصول إليها. وقال صاحب ورشة لصيانة السيارات: إن الإهمال في الصيانة عامل رئيس في احتراق السيارات .

وصرح موظف في شركة لتأمين السيارات بأن المركبات التي تتعرض للاحتراق ويثبت تقرير الخبير الجنائي أن شق الإهمال والتزويد على المركبة من أجل السرعة وخلافه يفقد صاحب المركبة حقه في قيمة التأمين .

 

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا