ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 11:28 مساءً - استعرضت المهندسة نورا المطروشي مسيرة نجاحها كأول رائدة فضاء إماراتية خلال الجلسة التي نظمها منتدى المرأة العالمي– دبي 2024، بعنوان «صانعات التأثير.. المرأة والفضاء»، وأكدت خلالها أنها محظوظة لأنها ابنة دولة الإمارات التي تحظى بقيادة سخرت جميع الإمكانات لتمكين المرأة حتى أصبحت تتقلد المناصب المختلفة كوزيرة وسفيرة ومهندسة وأخيراً رائدة فضاء لتثبت للعالم أنه لا يوجد كلمة مستحيل في قاموسها.
وقالت إنها لم تكن تمتلك عصا سحرية وإنما كانت تمتلك أهم من ذلك ألا وهو الطموح والشغف الذي لا يعرف سقفاً ولا حدوداً عملاً برؤية القيادة الرشيدة، مشيرة إلى أنها بدأت تحلم بأن تصبح رائدة فضاء لأول مرة، عندما طلبت منها معلمتها في «رياض الأطفال» بناء خيمة، والتظاهر بأنها مركبة فضائية ستأخذها إلى القمر، ومنذ ذلك الحين اشتعل حماسها لأن تكون رائدة فضاء.
تحقيق الأهداف
وقالت إنها كانت تحلم وتتخيل بشكل مستمر ومنذ نعومة أظفارها أن تطأ قدمها سطح القمر، وأن تكون على متن صاروخ يأخذها إلى النجوم، وكانت تتخيل أيضاً واقعاً جديداً ومختلفاً، مشيرة إلى أن الأحلام هي بذور التغيير وهو سلم وخطوات نحو تحقيق الأهداف والآمال والدافع للإبداع والابتكار.
وأضافت أن الكثير من العلماء مثل عباس بن فرناس وأبو بكر الرازي وغيرهما استخدموا قوة الخيال والحلم لتوسيع حدود المعرفة وتطويرها وتخيلوا حدوداً جديدة تختلف عن الحدود المعهودة، حيث كان خيالهم وأحلامهم بمثابة جسور نحو مستقبل أفضل.
وأشارت إلى أنها خاضت العديد من التدريبات بنجاح وأثبتت أن المرأة الإماراتية قدوة في تحدي المستحيل، حيث اجتازت جميع مراحل التدريبات الصعبة مثل طرق العيش في الغابات والصحراء، فضلاً عن التعرض للمواقف الطارئة، وغيرها من التدريبات اللازمة لترى أحلامها تتجسد على أرض الواقع أمام عينيها كل يوم، مشيرة إلى أن الحلم، الذي رافقها منذ الصغر أصبح حقيقة، وأنها الآن بدأت تحلم بشكل أكبر.
رؤية
وأكدت أن النجاح متأصّل في نسيج دولة الإمارات حتى أصبح جزءاً من رؤيتها يتجلى في تطورها التقني والثقافي والعلمي وفي كافة المجالات، وقالت إن التقدم الذي أحرزته الدولة لا يقتصر على أبنائها بل يعزز مفهوم أننا جميعاً نعيش تحت سقف نفس السماء الواسعة وعلى مدى التاريخ بالتركيز على مستقبل البشرية.
وتابعت المطروشي: أن أصبح رائدة فضاء هو بالنسبة إلي وسيلة للبناء على هذا الإرث، وعلى ما بدأه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل أكثر من خمسين عاماً، مشيرة إلى أن دولة الإمارات حققت نجاحات كبيرة في مجال الفضاء، حيث أرسلت العديد من المركبات الفضائية لاستكشاف سطح القمر والمريخ، ما يعزز مكانة الدولة في الاقتصاد المعرفي. وضربت مثالاً بامرأة يذكرها التاريخ وهي مريم الأسطرلابية التي نبغت في مجال الفلك والرياضة والهندسة، واخترعت الاسطرلاب المعقد، مشيرة إلى أن المرأة قادرة على مواجهة التحديات في كل عصر.
وأشارت إلى أن هذه الجلسة هي رسالة للشباب بشكل عام وللفتيات بشكل خاص بأهمية الحلم والطموح وبذل الجهود لتحقيق الآمال والإنجازات والتحلي بالصبر والجلد والقوة على مواجهة أي تحديات قد تواجههم، مؤكدةً أن المستقبل المشرق ينادي على كل من يجرؤ على الحلم وهدم الحواجز والتصدي للتحديات، وتغيير قواعد اللعبة وتعزيز التوازن بين الجنسين.
واختتمت حديثها بتوجيه نصيحة للفتيات والشابات بأن يطلقن العنان لأحلامهن وطموحاتهن وأن يقدن آمالهن بشجاعة وجلد وألا يسمحن للإحباط بالتسلل إلى نفوسهن، فالخيارات أمامهن غير محدودة ودعم القيادة كبير ولا سقف له.