حال الإمارات

زايد وراشد صاغا ملحمة مآثر الإمارات في ميادين الإبداع والخير

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 18 نوفمبر 2024 12:05 صباحاً - مآثر ومفاخر موشاة بالمناقب الرفيعة ومعطرة بالمحبة والتسامح، تأتلق وتشمخ، أبداً، في فضاءات وطن الريادة والتميز والإبداع والعطاء، الذي صاغ وسطر ملحمة عزه وسيره الخيرة الحافلة بالتطور والقيم الإنسانية، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بحروف من نور، منذ أن شادا عالياً، مع إخوانهما حكام الإمارات، صرح الاتحاد المجيد الميمون، ومن ثم واصلا إبداع مسارات تقدم وارتقاء دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت تتوّج بجوائز وأكاليل التفرد والفوز والتفوق في عالمنا، ضمن الميادين شتى، بفضل حكمتهما ورؤيتهما المستقبليتين الثاقبتين.

تلك هي منارات ومناهل وقيم وجذور سيرة وطن الإبداع والتفرد والخير الشموخ والسبق والإنجاز والعمل الإنساني، دولة الإمارات، حسب توصيف وإبانات الباحث والشاعر الإماراتي، الدكتور عارف الشيخ، الذي يوضح أن همة وحكمة القائدين المؤسسين، المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، برزتا والتمعتا ناصعتين مؤثرتين منذ بواكير مسيرتي حياتيهما، فاستطاعا معهما، وبالاعتماد على تصميمهما وحبهما العمل وأمانتهما، تحقيق ما كان يُظن أنه المستحيل، ذلك خلال زمن قياسي، إذ قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وارتفعت رايتها شامخة، فنالت إعجاب الدول التي لم تكن واثقة في البداية من تحقق هذا الحلم.

فاستحقت احترام الحضارات والشعوب والجهات والمحافل كافة، مذاك، بفضل حكمة القائدين المؤسسين وإخلاصهما وتمسكهما بالأصالة وتملكهما العزم والإرادة، وكذا في ظل حرص وتفاني ودأب قادة الدولة الذين استلموا الراية من بعدهما، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

شيم ومدارك وأفهام وحكمة، اتسم بها مؤسسا دولة الإمارات، أهلتهما، كما يقول مؤلف كلمات النشيد الوطني لدولة الإمارات، لبناء أعمدة ومعمار الارتقاء والتنمية والتميز المستقبلي للدولة، ويستعرض أبرزها:

لم يكن المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، يعيشان عصريهما فقط، بل عاشا دوماً في المستقبل وخططا له ووضعا بالحسبان المرتكزات والخطط التي تهيئ للإنجازات المستقبلية الملهمة للدولة التي نعيشها ونشهدها حالياً واقعاً مجسداً.

وبالطبع، لا تزال دولتنا الغراء، تترجم وتنفذ الكثير من تلك الخطط الرائدة والرؤى التطويرية الفريدة للقائدين المؤسسين، مع إغنائها بالكثير النوعي، بما يواكب الحاضر أو يتعدى إلى المستقبل، ذلك طبقاً لرؤى وإلهامات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.

لقد كان الشيخ زايد قائداً فذاً ملهماً منذ البواكير، مذ كان ممثلاً لحاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، أي قبل سنوات عديدة من توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي. كما كان الشيخ راشد قائداً حكيماً لامعاً، منذ أن كان ولي عهد دبي، أي قبل أن يتولى مقاليد الحكم فيها بأعوام كثيرة.

وبعد أن أصبح القائدان المؤسسان حاكمين في أبوظبي ودبي، وتسلحا بالخبرة التي قرناها بشكيمة قوية تميز بها كل منهما وعزيمة وإصرار صلبين، بجانب تعاضدهما وتكاتفهما وإخلاصهما في الحب لأهلهما وأبناء مجتمعهما، وبفضل رؤيتهما الحصيفتين الثاقبتين وسعيهما الصادق والدؤوب، نجحا في التغلب على العقبات، بحنكة واقتدار، في مشوار تأسيسهما اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

مفاصل وأنوار

يحدد عارف الشيخ جملة نقاط رئيسة أولاها القائدان المؤسسان كبير اعتناء منذ بدايات مسيرة التنمية في الدولة الاتحادية، إذ يقول : وضع الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، نصب أعينهما وفي صدارة قائمة استراتيجيات عملهما، منذ بزوغ فجر الاتحاد الميمون، الاهتمام بالإنسان والارتقاء بسوية ثقافته وعلمه وفكره، انطلاقاً من وعيهما أنه عماد التطور وصون الإرث، وهكذا أسسا لمناخات وبيئة مجتمعية نموذجية، على صعيد التعليم والصحة والثقافة والبحث والعمل والزراعة والاقتصاد والتأهيل والتمكين.

فأُنشئت المؤسسات والوزرات المتخصصة، المتطورة، التي راحت تقدم لأفراد المجتمع المساعدات والرعاية وتمكِّن المرأة وتصقل مهارات وخبرات الأجيال، وتشركهم في صنع القرار، حتى غدا شبابنا، من الجنسين، فاعلين مبرزين في القضاء والطيران والمحاماة وفي أعلى الوظائف القيادية وكذا جميع المهن والتخصصات.

ويتابع عارف الشيخ : كما تميز مؤسسا الدولة بحبهما الخير للجميع ودعمهما شعبهما بكل ما أوتيا من طاقات وإمكانات، بموازاة إيمانهما الراسخ بوجوب أن تكون الإمارات ملتقى الحضارات وبستان الإنسانية وعنوان المحبة والابتعاد عن التشدد والعنصرية. إن مثل هذا الفكر المنفتح والإنساني الذي اتسم به القائدان المؤسسان، هو بالفعل النواة الأولى لمنجزات دولة الإمارات التي أصبحت واحة التسامح في المعمورة، وتحتضن وزارة تحت اسم «التسامح والتعايش»، يقوم عليها ويرأسها اليوم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.

وعي مبكر

يؤكد عارف الشيخ تميز الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، بالوعي المبكر لأهمية تمكين المرأة فيقول:

كانت نظرة القائدين المؤسسين إلى المرأة، كونها بستان الخير والمحبة والعلم والعمل وأساس التطور، وأدركا جيداً أنها إذا لم تكن متنورة فلن تستطع أن تربي جيلاً واعياً قادراً على تحمل المسؤولية، كما آمنا بأنها، وهي التي تمثل نصف المجتمع، قادرة على تحمل المسؤوليات وأداء المهام بجدارة حين تأهيلها بالوجه السليم الناجع. وهكذا اهتما بتعليمها وتثقيفها على أكمل الصور موقنين ضرورة أن يكون التعليم حقاً للذكر والأنثى، معاً.

ولو لم يكن ذلك الوعي موجوداً مذاك لما استطاعت الإماراتية اليوم، أن ترافق ابن الإمارات إلى الفضاء، وأن تكون وزيرة وسفيرة وقاضية، بل وأن تكون موجودة في كل مكان يوجد فيه الرجل.

فطرة إبداع

يحكي عارف الشيخ عن أدوار ورؤى مؤسسي الدولة، في تشييد دعائم تميز مشهد الإمارات الثقافي والإبداعي:

إن الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد تخرجا في بيئة صحراوية مفعمة بالخيال الحرّ، وبالإلهامات الفطرية الخلاقة. وتشبعا في كنفي أسرتيهما، حكمة وأدباً واكتسبا الفكر المُلهم والرأي الصائب.

إن هذا الأساس والنبع مكنا القائدين المؤسسين، بجانب فكريهما المنفتحين وحبيهما المعرفة والاطلاع، من ترسيخ مرتكزات عمل ثقافي متطور نوعي في الدولة، وأثمرا، نهاية المطاف، حصاد منجزات نوعية صاغت تطور وتميز الحراك الفكري والإبداعي للدولة، ومن ثم تفوقها وريادتها بعالمنا المعاصر في الحقل، كما في سواه.

إن القائدين المؤسسين خبرا وقرآ مبكراً صفحات الكون فاستشرفا المستقبل بعقل نير. آمنا بقيمة الثقافة وتيقنا من أن الجهل منبت العمى، وأن الانفتاح على العالم أمر لا مفر منه. بل وكان طموح الشيخ زايد منذ تلك الأيام، الوصول إلى القمر، وهو ما جسده وترجمه مركز محمد بن راشد للفضاء، بانطلاق هزاع المنصوري في رحلة استكشاف علمية إلى الفضاء، إذ تحقق بذلك حلم من أحلام زايد. ويختم عارف الشيخ حديثه :

لولا زايد وراشد لما استطاعت الإمارات أن تتغلب على التحديات التي واجهتها، ولولاهما، بعد فضل رب العالمين، لم يكن لنا هذا الكيان المستقل بذاته، والمتميز. لقد غرس القائدان قبل 50 عاماً شجرة الاتحاد، فأثمرت واستمرت تنمو وتشمخ وتعطي. ومؤكد أننا مطالبون اليوم، جميعاً، من مثقفين ومسؤولين ومتخصصين في الميادين شتى، بصون ثمار ومنجزات القائدين المؤسسين وقادة الدولة حالياً.

وبأن نحفظ ونرعى إرث المؤسسين في حقول العمل الثقافي والفكري والاقتصادي والاجتماعي العام، بموازاة البناء على المكتسبات وتذخيرها بالنوعي والعصري. علينا تبني مبادرات تشبه المعجزات لتبقى راية الإمارات تعانق السماء، وهذا هو ما يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إذ يديرا عجلة التفوق والتميز بكفاءة للوصول إلى أعلى القمم وتسطير أروع صفحات الإبداع والابتكار.

Advertisements

قد تقرأ أيضا