الارشيف / حال الإمارات

زايد في ذكرى رحيله العشرين.. حضور رغم الغياب

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 2 نوفمبر 2024 11:57 مساءً - تمر الذكرى العشرون للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تذكر بالحضور لا الغياب، حيث بقي المغفور له زايد خالداً فينا، الزعيم والأب والقائد الذي بنى دولة عصرية استطاعت أن تختصر الزمن وأن تحقق خلال سنوات قلائل ما احتاجت إلى تحقيقه دول أخرى عشرات السنين بعدما أدى الأمانة تجاه شعبه وأمته، وأرسى دعائم الدولة الاتحادية على أسس راسخة طوت المراحل وحققت المعجزات على صعد التنمية الإنسانية والاقتصادية كافة، وبعد أن أوصل نهضة الإمارات إلى مكانة عز نظيرها في تاريخ العرب الحديث والمعاصر.

وفي هذه الذكرى نستدعي معها بمشاعر الاعتزاز والافتخار كل ذلك السجل الناصع من المآثر والإنجازات، الذي سطره عهد زايد الخير في صفحات التاريخ، حيث حول الفرقة إلى وحدة، والفقر إلى غنى، والتحديات الجسيمة إلى فرص عظيمة، ومحدودية الموارد وشحها إلى خير عميم وسيل دافق من المقدرات والإمكانات اللامتناهية.

ورغم مرور 20 عاماً على رحيله فإن تراث زايد الخير ما زال حاضراً في الذاكرة، وماثلاً للعيان، بكل ما تحقق في عهده من إنجازات شامخة، ودعائم تنمية مستدامة راسخة في جميع القطاعات، من تنمية بشرية في مجالات التعليم والصحة والثقافة والتراث، وتنمية اقتصادية تشهد لها طفرة النمو الاقتصادي وقوة البنية التحتية وتنمية متوازية حققت أقصى أشكال التوازن القطاعي بين الجوانب المادية والمعنوية والبيئية، ووظفت بأنجح أساليب التخطيط العلمي والقيادي الموارد المتاحة لتحقيق الأهداف الوطنية والغايات التنموية كافة، ضمن قصة الصعود الباهر الذي عرفته مسيرة التنمية في الدولة طيلة ثلاثة عقود ونصف العقد ظل خلالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائداً للمسيرة، في خدمة الوطن والشعب.

محطات مضيئة

فالمغفور له بنى محطات مضيئة، رسمت بمجملها معجزة وطن تنادت قيادته للاتحاد، فدانت له الدنيا بالتقدير، لحكمة السياسة وعمق البصيرة، وتجذر الضمير الإنساني في نصرة المنكوبين بالنوائب والمصائب، إلى جانب الانتصار لقضايا الحق والعدل، حيث كانت أولى هذه المحطات، البناء وحشد الطاقات، وشحذ الهمم، وتقديم المغفور له الشيخ زايد نموذجاً فريداً في القيادة، قوامه القدوة الحسنة، والإقدام، والتحلي بعزيمة الإيمان بالله، وبطاقة شعبه الخّلاقة، وثانيها استقرار بنيان دولة اتحاد؛ تميزت عن غيرها من النماذج الاتحادية بالاندماجية، ووحدة الهدف، والاستراتيجية، والمصير، فكانت دولة الاقتصاد القوي، والتلاحم الاجتماعي، على قيم الخير والخصال الحميدة، في حين كانت ثالث هذه المحطات، انطلاق دولة الاتحاد بحكمة القيادة الفذة، والتفاف الشعب الوفي، لتبوؤ المكانة الرفيعة والمؤثرة على الخريطة الدولية، لجهة نشر وترسيخ قيم الحق والعدالة والتسامح.

وتبقى تجربة الرجل في حاجة دائمة إلى التأمل، ومحبته من قبل الجميع كفيلة بإبقاء مسيرته العطرة حية دائماً، ومشعة، ومبشرة بالمزيد من العمل والوطن. إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحي في عقولنا وقلوبنا، يعيش أيضاً في أفئدة أطفالنا وهم لما يبلغوا الحلم وحتى مواليد مرحلة ما بعد غيابه الذي يشبه الحضور يتذكرونه فيلمع في عيونهم بريق أليف، هو والدهم وقائدهم ومؤسس مستقبلهم. وسيظل شعب الإمارات وفياً للعهد حافظاً للوعد ومقتبساً نهج العمل والعطاء، ومن فكر وتجربة زايد الخير.

Advertisements

قد تقرأ أيضا