الارشيف / حال الإمارات

7 ركائز عززت مكانة دبي عالمياً في التعليم

  • 1/2
  • 2/2

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 8 أغسطس 2024 01:17 صباحاً - حققت إمارة دبي قفزة نوعية في جودة التعليم على مدار السنوات الماضية، لتصبح من الأفضل عالمياً في جودة التعليم، ونافست دولاً تمتلك تجارب تعليمية متميزة مثل المملكة المتحدة وكورية الجنوبية وأستراليا، وتسعى الإمارة إلى تحقيق أحد أهم مستهدفات «أجندة دبي الاجتماعية 33»، والذي يتمثل في أن تكون جودة التعليم في دبي من بين أفضل 10 مدن في العالم، ويأتي هذا التفوق نتيجة لـ 7 ركائز عكست ريادة الإمارة واجهة عالمية مرموقة للتعليم، تتمثل في: رؤية شاملة لتطوير المنظومة التعليمية، والتركيز على الابتكار، وامتلاك نموذج ريادي يجمع بين بناء الإنسان وتطوير المجتمع وتنويع الاقتصاد، والاستثمار المستمر في تطوير المناهج وتدريب المعلمين، والتنوع في المناهج الدولية المقدمة، التي تلبي احتياجات وتطلعات جميع الطلبة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة بطريقة فعالة ومتزنة في الفصول الدراسية تعزز التفاعل والمشاركة، وتعزيز التفكير النقدي والإبداع لتطوير جيل قادر على الابتكار والقيادة في المستقبل إلى جانب تحقيق نتائج متقدمة في التقييمات الدولية.

رؤية

ويترجم هذا التفوق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الاستثمار في بناء الإنسان وتمكينه من خلال تكامل مسارات التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وتعزيزاً للمسيرة التنموية للإمارة وريادتها عالمياً، حيث تتصدر جودة الخدمات التعليمية أولويات حكومة دبي وخططها التنموية.

ومنذ تأسيس هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي في عام 2007 تضاعفت أعداد الطلبة من 156 ألفاً و504 طلاب وطالبات في العام الدراسي 2007 - 2008 إلى 365 ألفاً و572 طالباً وطالبة في العام الدراسي 2023 - 2024.

وتزايدت أعداد المدارس الخاصة في دبي من 136 مدرسة إلى 220 مدرسة تضم 17 منهاجاً تعليمياً العام الدراسي الماضي 2023 - 2024، فيما تضاعفت نسبة الطلبة الذين يتلقون تعليماً في المدارس الخاصة بدبي ضمن فئة «جيد» أو أفضل، لتصل في العام الدراسي الماضي إلى 81 % مقارنة بـ 30 % في الدورة الأولى من عمليات الرقابة المدرسية في العام الدراسي 2008 - 2009.

تقييمات دولية

وواصلت المدارس الخاصة في دبي تألقها في التقييمات الدولية، وتقدمها في مراتب التقييم سنوياً، وباتت بين أفضل المدن عالمياً في جودة التعليم، إذ حصدت في العام الدراسي المنصرم المرتبة الــ6 عالمياً في الدارسة العالمية لمستوى التقدم في القراءة في «PIRLS»، بعد أن كانت في المرتبة 33 في عام 2011.

وأظهرت مدارس دبي الخاصة تقدماً مستمراً في الأداء في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة «PISA» منذ دورة عام 2009، حتى آخر دورة في عام 2022، إذ يقيس هذا البرنامج مهارات الطلبة ومعرفتهم في عمر الخامسة عشرة، ويقيس فعالية الأنظمة التعليمية حول العالم، وحصدت المدارس الخاصة في دبي في هذا التقييم الدولي بمادة الرياضيات في عام 2022 المركز التاسع، بعد أن كانت في المركز 38 في عام 2009، وفي العلوم تقدمت إلى المركز 14، بعد أن كانت في المركز 37، وفي القراءة تقدمت إلى المركز 13، بعد أن كانت في المركز 34 عالمياً، وكانت هذه النتائج منسجمة مع تقييمات الرقابة المدرسية، التي تعد بوصلة نهوض التعليم في الإمارة، ومتخطية بذلك كلاً من أهداف الأجندة الوطنية لهذا المؤشر والمحدد بأن يكون التعليم من بين المراكز الـ 20 الأفضل عالمياً، والمتوسط المعتمد من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، وهي المؤسسة الدولية المعنية بتنفيذ التقييم كل ثلاث سنوات.

ويقيس البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA) مدى قدرة الطلبة على استخدام مهارات الحياة الواقعية في مجالات المعرفة بالرياضيات وبالعلوم وبالقراءة وتطبيقها في المواقف العملية اليومية، ما يحتاج إلى العديد من المهارات كالثقة والقدرة على حل المشكلات والمثابرة والتعاطف، والتي ترتبط بجودة الحياة.

بالإضافة إلى ذلك فقد شاركت المدارس الخاصة في دبي للمرة الأولى في مجالين ضمن تقييم «PISA 2022»، وحصدت المركز الثاني عالمياً في مجال المعرفة المالية، والسادس عالمياً في مجال التفكير الإبداعي.

تطوير مستمر

رحلة تطوير التعليم المدرسي في إمارة دبي لم تتوقف، بل استمرت في تحقيق مراكز متقدمة في الاختبارات الدولية عاما تلو الأخر، ففي دراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS)، وخلال مشاركات دبي بين دورتي 2007 و2019 حققت ثاني أكبر تقدم في الأداء في الرياضيات للصف الرابع «100» نقطة، وثالث أكبر تقدم في الرياضيات للصف الثامن «76» نقطة، أما مادة العلوم فقد حققت مدارس دبي ثاني أكبر تقدم في الصف الرابع «85» نقطة، وثالث أكبر تقدم في الصف الثامن «59» نقطة، وهذا ما يعكس ثمرة التطوير والتحسين في قطاع التعليم في دبي، وتسعى مدارس الإمارة بخطوات دؤوبة نحو تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، فأثمرت جهودها وأحرزت مراتب متقدمة، واحتلت المرتبة 13 في الرياضيات للصف الرابع، والمرتبة 10 للصف الثامن، كما احتلت المرتبة 9 للعلوم للصف الرابع، والمرتبة 7 في العلوم للصف الثامن، وتمكنت المدارس الخاصة في دبي من تحقيق الأهداف الفردية الطموحة، التي وضعتها هيئة المعرفة لمدارس دبي.

ويأتي التطوير المستمر للتعليم ليواكب طموحات دبي المستقبلية، ويعزز رأس مالها البشري إحدى أهم الغايات، التي تسعى «أجندة دبي الاجتماعية 33» إلى تحقيقها، عبر تحقيق المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على مواكبة طموحات دبي المستقبلية، وتعزيز رأس مالها البشري، والارتقاء بالتعليم بكافة مراحله من خلال رفع الجودة، والتكلفة المقبولة، وتوفير منصات وبدائل تعليمية متنوعة، تكسب الطلبة مهارات وقدرات متنوعة للمستقبل.

نقلة كبيرة

تربويون وأولياء أمور أكدوا أن التعليم في إمارة دبي شهد نقلة كبيرة في جودته وتنوعه، الذي يلبي جميع احتياجات الطلبة والمؤسسات التعليمية والمستثمرين، وهذا بفضل الجهود المستمرة في دعم التطوير المستمر للمناهج وتدريب المعلمين، والالتزام بتطوير جيل قادر على الابتكار والقيادة في المستقبل، حتى باتت دبي اليوم نموذجاً عالمياً يحتذى به في هذا الشأن.

وتفصيلاً، قالت الخبيرة التربوية نورة المهيري: «إن الركائز التي وضعتها دبي لتطوير التعليم عززت من مكانتها إقليمياً وعالمياً، حيث يعتبر نظام التعليم في الإمارة من بين الأنظمة التعليمية المتقدمة، وتولي حكومة دبي اهتماماً كبيراً بتطوير التعليم، ورفع مستوى جودته، فالمدارس الخاصة اليوم تقع في إطار مميز، وتقدم تجارب تعليمية استثنائية تتجاوز الحدود التقليدية، والفصول تلبي مجموعة واسعة من الاهتمامات ومسارات الحياة المهنية، ويحظى الطلاب بفرص للاستكشاف والتفوق في مجالات كثيرة».

وأضافت: «تتميز المناهج المتنوعة في دبي بأنها تعزز التفكير النقدي والابداعي، وتنمية فضول الطلبة الفكري وإعدادهم للنجاح في عالم متطور، ما يترجم رؤية قيادة الإمارة بأن يكون التعليم والمدارس أكثر مواكبة للتطور وطموحات دبي المستقبلية».

نموذج عالمي

أما الخبيرة التربوية غدير أبو شمط فقد أكدت أن دبي شهدت تحولاً ملحوظاً في جودة التعليم المدرسي، بفضل ركائز التطوير المستمر، وأبرزها استخدام التكنولوجيا الحديثة بطريقة فعالة ومتزنة في الفصول الدراسية لتعزيز التفاعل والمشاركة، حيث أصبحت نموذجاً عالمياً يحتذى به من خلال التركيز على الابتكار وتبني أفضل الممارسات التعليمية، ونجحت المؤسسات التعليمية في الإمارة في توفير بيئة تعليمية متميزة، تلبي احتياجات الطلبة المتنوعة، مشيرة إلى أن التعاون بين المدارس والهيئات التعليمية والحكومة، بالإضافة إلى أن الاستثمار المستمر في تطوير المناهج وتدريب المعلمين قد أسهم في تعزيز مستوى التعليم وتقديم تجارب تعليمية غنية تعد الطلبة لمواجهة تحديات المستقبل.

وتابعت: «يبدو هذا التطور جلياً من خلال تزايد التنوع في المناهج المقدمة، والتي تشمل برامج ومناهج دولية عدة ومحلية، تتيح للطلبة الاستفادة من تجارب تعليمية شاملة، كما أن استخدام التكنولوجيا الحديثة بطريقة فعالة ومتزنة في الفصول الدراسية يعزز التفاعل والمشاركة، مما يسهم في رفع مستوى الفهم والاستيعاب».

ونوهت بأن اهتمام دبي بتعزيز التفكير النقدي والإبداع يعكس التزامها بتطوير جيل قادر على الابتكار والقيادة في المستقبل.

معارف مستقبلية

وقالت فانيثا برونو «ولية أمر»: «إن أولادها الأربعة درسوا في المدارس الخاصة في دبي، مشيرة إلى أن التعليم في دبي شهد تطوراً كبيراً، وواكب التقنيات الحديثة، والتي تم تسخيرها لخدمة عناصر العملية التعلمية، ما أسهم في الارتقاء في جودة التعليم، الذي يزود الطلبة بالمعارف المستقبلية، إذ تركز المدارس الخاصة بدبي على تحسين التفكير النقدي لدى الطلاب، وتمكينهم من إيجاد حل أفضل للمشكلات، وتطوير المهارات الاجتماعية والمعرفية وعمليات العمل الإبداعية لتحقيق أفضل النتائج، وهذا ما جعل دبي واجهة تعليمية عالمية تستقطب الجميع، من خلال مدارس دولية عالية الجودة».

وأضافت: «باتت المدارس اليوم تركز على الجوانب التقنية في العملية التعليمية، وعلى التنوع الثقافي والتعليمي الكبير، الذي تحتضنه مدينة دبي، إذ يشعر المقيمون بالرضا لرؤية العديد من المدارس ذات المناهج المتنوعة، التي تلبي تطلعاتهم، وتساعد أطفالهم على تطوير وتحسين المهارات التعليمية الخاصة، ونجاح أبنائهم في الدراسة في مختلف جامعات العالم بكل جدارة».

جهود

وأشارت مريم كيوان «ولية أمر» إلى أن جودة التعليم المدرسي في دبي تطورت بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة للجهود التي يبذلها القائمون على التعليم في تطوير التعليم وتحسين جودته، وجعل الإمارة واجهة عالمية تستقطب الطلبة من مختلف أنحاء العالم، واليوم في دبي هناك العديد من المناهج التعليمية في المدارس، التي تلبي جميع احتياجات المقيمين على مختلف جنسياتهم.

وأضافت: «إن المتابعة المستمرة لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي للمدارس الخاص في الإمارة على مختلف مناهجها، ونشر نتائج تقييم هذه المدارس سنوياً يوفر لأولياء الأمور معلومات تفصيلية حول جودة التعليم في المدارس، كما عزز الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة، وساعد أولياء الأمور على اتخاذ القرارات المناسبة في اختيار مدارس أبنائهم، وساعد أولياء الأمور في العمل عن قرب مع المدرسة كشركاء في تعلم أبنائهم، يسهمون مع المدرسة في عملية تطويرها».

تنويع المناهج

بدورها أكدت غادة كمال «ولية أمر» أن التعليم الخاص في دبي شهد تطوراً كبيراً من حيث تنوع المناهج والجودة، وحرص هيئة المعرفة والتنمية البشرية على مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية، من خلال تنظيم الملتقيات، واستطلاع آراء وتوجهات أولياء الأمور والطلبة والمعلمين وقيادات المدارس الخاصة بدبي حول جودة التعليم في دبي، كما تقدم الهيئة تقارير موجزة لأولياء الأمور ترصد واقع جودة التعليم في مدارس أبنائهم.

وقالت: «ما يميز التعليم الخاص بدبي هو أن الهيئة عملت على إيجاد بيئة تعليمية مميزة، تتيح إقامة روابط متينة بين المؤسسات التعليمية والطلبة وأولياء الأمور، وعززت هذا التواصل والتعاون فيما بينهم، ما أسهم في دعم مسيرة التطوير المستمر للعملية التعليمية في إمارة دبي».

 

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

Advertisements

قد تقرأ أيضا