تشهد سوق الهواتف الذكية سيطرة شبه مطلقة لنظامي التشغيل، وهما أندرويد من جوجل، وiOS من أبل. هذا التقرير يسعى إلى تحليل أسباب هذه الهيمنة، وتقييم قرارات شركات تصنيع الهواتف المحمولة بالاعتماد على هذين النظامين، مع التركيز على المزايا والتحديات التي تواجهها هذه الشركات.

أسباب هيمنة الشركات

هناك أسباب كثيرة للهيمنة، ومنها بناء نظام تشغيل متكامل يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. بالإضافة إلى فريق كبير من المطورين والمهندسين. هذه التكاليف باهظة بالنسبة لمعظم الشركات، خاصة الشركات الناشئة.

وبحسب ما ذكر على “techcrunch“، يوفر نظام أندرويد قاعدة مستخدمين ضخمة؛ ما يجذب المطورين لإنشاء تطبيقات حصرية أو متوافقة مع هذا النظام. هذا التنوع في التطبيقات يزيد من جاذبية أندرويد للمستخدمين؛ ما يؤدي إلى زيادة حصته السوقية.

هواوي تطلق نظام التشغيل Harmony OS

وقد خالفت هواوي هذا الاتجاه مؤخرًا بإطلاق Harmony OS. وكان ذلك نتيجة مباشرة للقيود الجيوسياسية المفروضة على استخدام المنتجات الأمريكية.

ولكن على الرغم من مواردها الضخمة. فقد عانت شركة الإلكترونيات الصينية العملاقة كثيرًا في أثناء سعيها لبناء بديلها لنظام Android.

نظرًا لميلها إلى إحداث تغييرات كبيرة في السوق، فقد لا يكون من المستغرب تمامًا أن تتمكن شركة Nothing، التي يقع مقرها في لندن من بناء نظام تشغيل خاص بها للهواتف المحمولة من البداية.

وأكد كارل باي؛ المؤسس والرئيس التنفيذي، أن الشركة تستكشف الشكل الذي قد يبدو عليه نظام التشغيل Nothing الحقيقي.

وأشاد “باي” بالهواتف الذكية باعتبارها “بوابتنا الأكثر أهمية إلى الأشخاص الذين نهتم بهم، والمعلومات التي نحتاج إلى معرفتها”، في حين انتقد احتكار الثنائي جوجل/أبل للصناعة.

عملية بناء نظام التشغيل للهواتف المحمولة

وأفاد المؤسس بأنه يعتقد أن عملية بناء أنظمة التشغيل للهواتف المحمولة أصبحت أسهل بكثير. وذلك بفضل الطفرة الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما ستسهم هذه التكنولوجيا في تقديم مستوى من التخصيص كان مفقودًا بالمنصات الحالية.

وأضاف “باي”: “إذا فكرت في مجموعة التقنيات التي يتألف منها أنظمة التشغيل، فلا أعتقد أننا بحاجة إلى العمل على الأجزاء السفلية من مجموعة تقنيات برامج التشغيل، وكيفية اتصال الأجهزة بالبرمجيات والنواة”.

وتابع: “لكن يتعين علينا العمل على ابتكار تجربة المستخدم؛ لأن أنظمة التشغيل لم تتغير منذ 40 عامًا”.

بينما لفت إلى احتواء هذه الأجهزة والهواتف الذكية على الكثير من المعلومات عنا. مضيفًا :”نحن نفعل الكثير عليها، لكنها لا تستخدم أيًا من هذه المعلومات لتحسين التجربة”.