دبي - ورده حسن - المحتوي
تعد الزراعة، وخاصة الزراعة الذكية أحد مرتكزات رؤية 2023، لأنها تمتلك القدرة على إحداث ثورة في القطاع الزراعي في المملكة،إذ من الممكن أن تساعد السعودية على تلبية احتياجات الأمن الغذائي. وأن تصبح لاعبًا رئيسيًا في السوق الزراعية العالمية. ولكن ما هي الزراعة الذكية؟
ولكن ماذا تعني الزراعة الذكية؟
تعريف الزراعة الذكية
يمكن تعريف الزراعة الذكية، بأنها العملية التي تستخدم التقنيات التكنولوجية في تحسين عملية الزراعة باستخدام التطور التكنولوجي الهائل في إنتاج بذور أفضل. ومراقبة حقول المحاصيل، وأتمتة المهام الزراعية المختلفة، التي تؤدي لتحسين العمليات الزراعية باستخدام البيانات الحديثة.
فوائد الزراعة الذكية
كما أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة على أهمية الزراعة الذكية والمرنة مناخيًا في توفير أغذية آمنة صحيًا وخالية من التلوث.
وذلك للحد من استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الضارة بالصحة والبيئة. إضافة إلى تغلبها على الآثار السلبية للتغيرات المناخية المؤثرة على الأنظمة الزراعية.
كما دعت الوزارة المستثمرين والمزارعين نحو التحول إلى هذا النوع من الزراعة للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة. والمحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها.
كما تعددت مزايا الزراعة الرقيمة بدءًا من استخدام تكنولوجيا المعلومات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن زيادة إنتاج المحاصيل. والتكنولوجيا التشغيلية للعمل على تحسين كفاءة وإنتاجية واستدامة المحاصيل الزراعية. بالإضافة إلى العديد من الفوائد ومنها:
زيادة الإنتاجية
بينما يمكن أن تساعد الزراعة الذكية المزارعين على زيادة غلاتهم من خلال أتمتة المهام. مثل الزراعة والحصاد، ومن خلال جمع البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إنتاج المحاصيل من خلال معرفة الحالة.
خفض التكاليف
كما تساعد الزراعة الذكية المزارعين في خفض تكاليفهم من خلال أتمتة المهام مثل الري ومكافحة الآفات. واستخدام تقنيات الزراعة الدقيقة لتطبيق المدخلات بشكل أكثر كفاءة.
تحسين الاستدامة
كما تعمل على مساعدة المزارعين على تحسين استدامة عملياتهم عن طريق الحد من استخدام المياه، واستخدام كميات أقل من الأسمدة، والحد من تآكل التربة.
تحليل السوق
في حين يمكن للمزارعين من خلال استخدام التقنيات الحديثة تقييم السوق الزراعية والطلب على المحاصيل. باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات الطقس. ما يؤدي لتوفير حلولًا لأفضل أوقات زراعة المحاصيل. وأيضًا البذور التي ينبغي للمزارعين زراعتها لتعظيم إنتاجتهم.
إدارة المخاطر
إلى جانب التنبؤ بحالة الطقس التي توفرها الأقمار الصناعية، وأيضًا بالأمراض والآفات التي قد تهدد المحاصيل الزراعية من أجل تقليل مخاطر التي تتعرض لها المحاصيل.
البذور الجيدة
ومن خلال البيانات التي تتيحها التقنيات الحديثة يمكن إنتاج بذور المحاصيل التي تكون أقل عرضة للأمراض ويمكنها التكيف بشكل أفضل مع الظروف الجوية. وذلك بمساعدة الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على مساعدة العلماء في تحديد أفضل لانتقاء السلالات النباتية الهجينة.
صحة التربة
كما يمكن تحليل التربة لتقدير يحدد الحالة العامة للتربة ما يساعد المزارعين في استخدام الأسمدة المناسبة. وطرق الري المساعدة لنمو المحاصيل على النحو الأمثل.
صحة المحاصيل
كما يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا لمراقبة صحة المحاصيل لحمايتها من الأمراض والتنبؤ بها. ومكافحة الآفات والأعشاب الضارة من خلال الرش الذكي. وإيجاد الحلول المناسبة لعلاج الآفات والحشائش. وأيضًا دراسة نضج المحاصيل.
مشروع الترويج لصادرات الزراعة الذكية
كما تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في المملكة حوالي 22.7% من مساحتها. إذ تصل إلى أكثر من 2150 مليون كم2. ومنذ إطلاق رؤية 2030 أولت القيادة الرشيدة القطاع الزراعي والثروة الحيوانية اهتمامًا خاصًا ومباشرًا. لأنه أحد المداخيل الاقتصادية والاستثمارية النامية في تنويع مداخيل اقتصاد المملكة.
كما عقدت وزارة الزراعة شراكة مع الشؤون الريفية الكورية شركة “نونغشيم” للمواد الغذائية. من أجل تنفيذ “مشروع الترويج لصادرات المزارع الذكية” الذي تنظمه الوزارة وتشرف عليه الوكالة الكورية لترويج التكنولوجيا الزراعية.
الزراعة الذكية تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في المملكة. خاصة مع التحديات التي تواجه الزراعة في المملكة مثل ندرة المياه والتغيرات المناخية. ما جعل من الضروري الآن العمل على تبني تقنيات مبتكرة واستراتيجيات حديثة لتطوير الزراعة وضمان استمرارية الإنتاج الغذائي.
الزراعة الذكية في السعودية
وتشهد المملكة تحولًا كبيرًا. بفضل رؤية المملكة 2030. في استخدام التقنيات الزراعية الحديثة من أجل تحسين إنتاجية المحاصيل وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية. ومن هذه التقنيات:
- استخدام الزراعة الدقيقة التي تعتمد على استخدام البيانات والمعلومات لتحسين إدارة المحاصيل والمياه.
- الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة صحة النباتات والتربة، وتحليل البيانات الزراعية بشكل أكثر دقة للحفاظ على المحاصيل
- تعزيز الزراعة من دون تربة للإسهام في تقليل استهلاك المياه وزيادة الإنتاجية في المساحات المحدودة.
- استخدام التقنيات على التقنيات الحديثة في تحسين إدارة الموارد المائية حيث تعاني المملكة من ندرة المياه. لهذا تبنت حلولًا مبتكرة للحفاظ على الموارد المائية واستدامتها، ومنها تقنيات الري بالتنقيط.
وإعادة تدوير المياه أصبحت من الركائز الأساسية لإدارة المياه بفعالية في القطاع الزراعي
ومن خلال رؤية المملكة 2030، وضعت الحكومة أهدافًا طموحة لتطوير القطاع الزراعي. تم تخصيص موارد ضخمة لدعم الأبحاث الزراعية، وتعزيز الابتكار من خلال مراكز البحوث الزراعية والمشاريع التجريبية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الحكومة دعمًا ماليًا ولوجستيًا للمزارعين لتبني التقنيات الحديثة وزيادة الكفاءة الزراعية.
الاستثمار في الزراعة الذكية
كما شهدت السنوات الأخيرة زيادة في الاستثمارات في التكنولوجيا الزراعية من قبل القطاعين العام والخاص. ومشاريع الزراعة العمودية والتقنيات الحيوية الزراعية أصبحت محط اهتمام كبير لدورها في تحسين الإنتاج وتقليل استخدام الموارد الطبيعية.
شركة سالك
في عام 2012، أنشئت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والحيواني “سالك”. وذلك ضمن خطوات تحقيق الأمن الغذائي في المملكة. وهذه الشركة تعد الآن جزءًا من محفظة صندوق الاستثمارات العامة السعودي “PIF”.
بينما في 19 يناير 2019 دشّن الملك سلمان برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة. ويستهدف البرنامج تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة بتحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة من الإنتاج الحيواني، والإنتاج الزراعي.
علاوة ذلك في 19سبتمبر 2018 صدر أمر سامٍ باعتماد برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة بمبلغ 9 مليارات ريال.
وفي 20 أكتوبر 2018 تم تخصيص 3 مليارات ريال للتمويل المساند لبرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة.
كما أعلنت وزارة الزراعة أن برنامج التنمية الزراعية الريفية يستهدف تأمين 19% من احتياجات المملكة الغذائية بنهاية عام 2025.
في حين أنه في 21 يوليو 2020 وافق مجلس الوزراء على الترتيبات التنظيمية لبرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة.
وفي يوم 16 مارس 2021، أقر مجلس الوزراء قانون “النظام الزراعي الجديد. ويستهدف القانون تنظيم القطاع الزراعي، وضبط مشاريعه، وتنمية الاستثمارات الزراعية.
كما تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على تعزيز الزراعة المستدامة في المملكة، وتشجع تبني التقنيات الزراعية الحديثة لتعزيز استدامة الأنشطة الزراعية من خلال استراتيجيتها التي تضم “59”
مبادرة السعودية الخضراء
في هذا الإطار، نفذت الوزارة المرحلة الأولى لمبادرتي زراعة 45 مليون شجرة فاكهة في المدرجات الزراعية. بالإضافة إلى زراعة 4 ملايين شجرة ليمون بحلول 2030، ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
كما توفر المبادرتان أكثر من نصف واردات السعودية من الفواكه بنحو 4.5 مليار ريال لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
بالإضافة إلى الإسهام الفعال في استدامة وزراعة وإنتاج محصول الفاكهة. لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، واستغلال مياه الأمطار والمياه المجددة.
وتمكين الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، للإسهام في تحقيق الأمن المائي والغذائي، والمحافظة على هذه الموارد للأجيال القادمة.
بجانب ترسيخ مكانة وريادة مجال التقنيات الزراعية الحديثة، وتطبيق الأبحاث التي تُقدم حلولًا وتقنيات حديثة للمؤسسات الزراعية العامة والخاصة، والتوصل من خلال نتائج أحدث الأبحاث إلى الحلول العملية القابلة للتطبيق من أجل تطوير تقنيات الزراعة وتحسينها وتطبيقها في المملكة.
تطبيق “ريف” السعودية والزراعة الذكية
كما أطلقت وزارة البيئة والزراعة تطبيق “ريف السعودية” لتسهيل إيصال الخدمات المقدمة من الوزارة للمزارعين. حيث يستهدف:
- تسويق المنتجات الزراعية.
- دعم المزارعين من خلال فتح أسواق جديدة لهم بما يحقق عوائد إضافية، ومن ثم دعم الأسر الريفية المنتجة.
وقال المهندس منصور المشيطي، نائب وزير البيئة والمياه والزراعة، إن “تطبيق ريف السعودية” يعزز الاستفادة من تطوير مشاريعهم. بما يتماشى مع تحقيق التحول الرقمي للوزارة. ومستهدفات رؤية السعودية 2030. وفقًا لموقع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
كما أضاف أنه حقق إنجازات بارزة وقفزات نوعية في تطوير الريف السعودي منذ انطلاقه. ويعود ذلك إلى الدعم المستمر الذي يقدمه البرنامج لمستفيديه في مختلف القطاعات؛ ما أدى إلى تحسين مستوى معيشة صغار المزارعين والأسر الريفية، وزيادة إنتاجية القطاع الزراعي.
معرض ريف فالي
يستهدف المعرض الذي أقيمت فعالياته في الفترة من 25 و 26 من شهر سبتمبر الماضي. التابع للتنمية الريفية الزراعية المستدامة.
كما يسهم في الترويج للأنشطة السياحية والاقتصادية، إذ أنه بجانب الأجنحة المفتوحة والعروض الأساسية التي يقدمها المنتجون والمزارعون، تُقدم أيضًا فعاليات متنوعة منها الثقافي والتسويقي والترفيهي، لتلائم مختلف فئات المجتمع.
وفي شهر يونيو 2024 أشادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” بإعلان المملكة، ممثلة بوزارة البيئة والمياه والزراعة، انضمامها لمهمة الابتكار الزراعي للمناخ.
كما تستهدف التحول نحو أنظمة غذاء أكثر كفاءة وشمولية واستدامة. بالإضافة إلى دعم البحوث العلمية والاستثمارات المتعلقة بالابتكارات والممارسات الحديثة في الزراعة.