دبي - هبه الوهالي - في 28 ديسمبر 2019، قرر الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم وضع رهاناته على الكوري الجنوبي شين تاي يونج، ليكون مدربًا للمنتخب الأول، خلفًا لسيمون ماكمينمي، الذي أقيل من منصبه آنذاك.
وحصل المدرب الجديد على عقد لمدة أربعة أعوام، تم تجديده فيما بعد، إذ أصبح أيضًا أول كوري جنوبي يتولى هذا المنصب الفني داخل المنتخب الإندونيسي، الذي يواجه الأخضر السعودي، الثلاثاء، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
ووافق شين تاي يونج «54 عامًا» على قيادة إندونيسيا بعد نهاية رحلته مع منتخب بلاده، ليبدأ المهمة رسميًا نهاية عام 2019، ما جعله يسهم بوضوح في تطور كرة القدم الإندونيسية، بمشاركة الفريق الأول في نهائيات كأس آسيا عام 2023، وتأهله إلى تصفيات الدور الثالث في آسيا والمؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
ولم تكن بداية المدرب الكوري الجنوبي جيدة مع منتخب إندونيسيا، حيث خسر الفريق 4-0 و5-0 أمام فيتنام والإمارات على التوالي في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2022، وقرر المدرب تغيير كل شيء بعد هذه الهزائم الكبيرة، إذ قاد منتخب إندونيسيا بمتوسط أعمار فريق يبلغ 23.8 عامًا إلى نهائي بطولة اتحاد آسيان لكرة القدم 2020، وبدأ يعتمد أكثر على اللاعبين الشباب والصغار في السن.
وقاد الكوري منتخب إندونيسيا للتأهل إلى كأس آسيا 2023، منهيًا غيابًا دام 16 عامًا عن المنافسة، بعد الفوز على الكويت بنتيجة 2-1، ثم فوز كبير على نيبال بالسبعة في اليوم الأخير لحسم التأهل.
ولم يكتف شين بهذا فقط مع المنتخب الأول، إذ أصبح أيضًا أول مدرب يتمكن من قيادة المنتخبات الوطنية الإندونيسية في ثلاث مستويات عمرية، إذ تولى تدريب المنتخب الأول، ومنتخب 23 عامًا، ومنتخب تحت 20 عامًا، ونجح في التأهل إلى بطولات كأس آسيا في جميع الأعمار، ليضع الكرة الإندونيسية أخيرًا على خريطة آسيا كرويًا بعد أعوام طويلة من الغياب.
وفي نهائيات كأس آسيا 2023، خسر منتخب إندونيسيا أمام العراق بنتيجة 1-3، قبل أن ينتصر على فيتنام بهدف، ثم يخسر من اليابان بنتيجة 1-3، ليحصد ثلاث نقاط كانت كفيلة بصعوده ضمن أفضل مركز ثالث إلى الأدوار الإقصائية، إلا أن مهمة الفريق توقفت في دور الـ 16، بعد الهزيمة الثقيلة أمام أستراليا بنتيجة 0-4.
ومن إنجاز المنتخب الأول إلى المشاركة القوية مع فريق تحت 23 عامًا في نهائيات كأس آسيا 2024، إذ ظهر المنتخب للمرة الأولى في المسابقة القارية، وتأهل بجدارة إلى الأدوار الإقصائية بعد حصد ست نقاط في مرحلة المجموعات، ليحل ثانيًا في المجموعة الأولى خلف قطر، فيما خرج منتخبا أستراليا والأردن مبكرًا.
وخسر منتخب إندونيسيا أمام قطر بنتيجة 0-2، إلا أنه تمكن من الفوز على أستراليا بنتيجة 1-0، ثم ضد الأردن بنتيجة 4-1، تحت قيادة تاي يونج، الذي نقل نجاحاته من الفريق الأول إلى المنتخب الأولمبي.
وأعلن الاتحاد الإندونيسي سريعًا تجديد عقد المدرب حتى عام 2027 بعد هذا الإنجاز الكبير، ليستمر في البطولة، ويحقق منتخب إندونيسيا الفوز على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح، بعد نهاية المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2.
وكان منتخب إندونيسيا تحت 23 عامًا قريبًا من التأهل التاريخي إلى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، في حال حصوله على المركز الثالث على الأقل في البطولة القارية، إلا أن الفريق خسر أولًا ضد أوزبكستان بنتيجة 0-2 في نصف النهائي، وبعدها خسر مباراة التأهل إلى الأولمبياد أمام العراق بنتيجة 1-2.
وحصل الفريق الإندونيسي على فرصة الملحق أمام منتخب غينيا ممثل قارة إفريقيا، إلا أنه خسر المباراة أيضًا بنتيجة 0-1، ليبدّد منتخب غينيا طموحات إندونيسيا في التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس.
ويعتمد المدرب الآن في تشكيلة المنتخب الأول على مجموعة من العناصر، التي لعبت معه في منافسات كأس آسيا تحت 23 عامًا، وفي مقدمتهم هوبنير، لاعب أوساكا الياباني، وأرهان، لاعب سيون الكوري الجنوبي، ومارسيلينو، لاعب أكسفورد يونايتد، وجينير لاعب أوتريخت الهولندي، وسانتانا، لاعب سولو الإندونيسي، حيث توجد هذه الأسماء باستمرار في قائمة المدرب الكوري الجنوبي خلال التصفيات الآسيوية الحالية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وقبل قيادة منتخب إندونيسيا، بدأ تاي يونج التدريب في بلاده كوريا الجنوبية، إذ قاد فريق سيونجنام للفوز بلقب الكأس، ودوري أبطال آسيا عام 2010. وتولى تدريب منتخب بلاده الأول، ليتأهل معه الفريق إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018.
وعلى المستوى الشخصي، يتمتع المدرب الكوري بشعبية كبيرة في إندونيسيا، إذ حصل على التأشيرة الذهبية من الحكومة في البلاد، كما أنه يعيش حياة أسرية هادئة برفقة زوجته وطفليه شين جاي وون وشين جاي هيوك، ويستثمر أوقات فراغه في الظهور وجهًا إعلانيًا لعدد من الشركات في كوريا وإندونيسيا.